واحة عراقية بأموال كويتية على أنقاض ساحة قتال في حرب الخليج

المستثمر الكويتي عبدالعزيز البابطين يغرس خمسة آلاف نخلة في منطقة لبادية الحدودية ضمن مشروع يستهدف زراعة مئة ألف شجرة بلح وإقامة محميات لتربية النعام والغزلان.
العراق أعاد المزرعة المصادرة للمستثمر الكويتي ومنح أعماله استثناءات ضريبية على أمل بدء فصل جديد مع الكويت
مشروع بتكلفة 60 مليون دولار
العراق كان يستحوذ على ثلاثة أرباع إنتاج التمر في العالم قبل أن يتراجع إلى نحو خمسة في المئة فقط

الكويت - يتطلع مستثمر كويتي لزراعة 100 ألف شجرة من نخيل البلح وإقامة محميات طبيعية لتربية النعام والغزلان في منطقة كانت ساحة قتال في حرب الخليج عام 1991.

وقليلة هي الشركات الكويتية التي عادت للعمل في العراق منذ الغزو الذي قاده صدام حسين للكويت عام 1990 ثم حرب التحرير التي قادتها الأمم المتحدة في العام التالي.

وقال مسؤولون إن رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز البابطين يضخ 58 مليون دولار في مشروع نخيل البلح بالبادية الجنوبية في العراق، على بعد نحو 150 كيلومتر من مدينة البصرة.

وقال علي جاسب، رئيس هيئة استثمار البصرة "تقريبا الكلفة المقررة للمشروع تصل إلى 60 مليون دولار أميركي، يشيد على مساحة 8800 دونم. من المؤمل أن يعني تصل عدد فسائل النخيل التي يتم زراعتها، عدد النخيل إلى 88 ألف، اللي مزروع حاليا بحدود الخمسة آلاف. مهيأة المزرعة لزراعة 500 دونم، مهيأة لزراعة الأعلاف، كذلك يوجد في المزرعةً أكثر من عشرين بير (بئر) تم حفرهم، آبار ارتوازية، طبعا المزرعة معتمدة على السقي عبر الآبار الارتوازية".

وقال ضياء علي الشريدة، مدير المزرعة ووكيل المستثمر إنهم يأملون في زراعة 100 ألف نخلة خلال السنوات الخمس أو الست المقبلة.

وزرعت شركة البابطين حتى الآن خمسة آلاف نخلة.

 

 

مشروع نخيل البلح بالبادية الجنوبية في العراق
على بعد نحو 150 كيلومتر من البصرة

وكان إنتاج العراق من التمر يُقدر بنحو ثلاثة أرباع إنتاج التمر في العالم قبل أن يتراجع حاليا إلى نحو خمسة في المئة فقط من الإنتاج العالمي وذلك بسبب عقود من الإهمال والنزاع، رغم أنه يوجد به 350 نوعا من التمر.

وتوضح لافتة على باب مكتب البابطين أن مشروع المزرعة يعود إلى حقبة ثمانينيات القرن الماضي.

لكن العراق استولى على المنطقة بعد غزو عام 1990 وحولها، بسبب قربها من الحدود الكويتية والسعودية، إلى منطقة عسكرية وحفر فيها خنادق للمدفعية الثقيلة.

وتعرضت المنطقة للقصف الجوي في حرب تحرير الكويت التي قادتها الأمم المتحدة، لكن السلطات لم تطهر أبدا الخنادق وتركت الذخيرة وأجزاء من دبابات ومدافع تصدأ في أماكنها.

وعلى أمل بدء فصل جديد مع الكويت أعاد العراق المزرعة للبابطين ومنح أعماله استثناءات ضريبية.

وقال ضياء علي الشريدة "إن شاء الله نريد نسوي هذه المنطقةً، أول شيء نقضي على التصحر الموجود بالمنطقة، شيء ثاني زيادة الغلة، شيء ثالث تشغيل اليد العاملةً العراقية. إحنا بالجدوى الاقتصادية المفروض نشغل 700 عامل. زيادة الغلة الزراعية وتشغيل العمال والحد من الاستيرادات، نريد نرجع للبصرة لأمجادها الأولية بزراعة النخيل، كان موجود بالبصرة 33 مليون نخلة".

مشروع نخيل البلح بالبادية الجنوبية في العراق

ووفرت المزرعة 50 وظيفة في المنطقة المقفرة وسوف تحتاج إلى ما يصل إلى 500 عامل بمجرد أن تبدأ أشجار النخيل في الإنتاج.

وتتمثل الخطوة الثانية في اعتزام البابطين إنشاء محميات طبيعية للنعام والغزلان.

وأضاف الشريدة "وعندنا موافقات من وزارة الزراعة لاستيراد نعام وغزلان وعمل محميات طبيعية لأن لا الغزال موجود ولا النعام، فودنا نجيبه ونكرر الفكرة مالتنا (الخاصة بنا)، نستنسخها اللي موجودة بالسعودية اللي حاليا عندنا، نستنسخها هنا على أرض الواقع بالبصرة".

واستمر التوتر في العلاقات بين الكويت والعراق لفترة طويلة حتى بعد إسقاط صدام، في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكنها تحسنت مع استضافة الدولة الخليجية في فبراير شباط مؤتمر المانحين لإعادة بناء العراق.

 

عامل يغرس شتلة نخل

لكن الشركات الكويتية ظلت تقاوم العودة للعراق مطالبة بضمانات بعدم مصادرتها مجددا. وقال جاسب إن هناك مستثمرا كويتيا واحدا آخر في البصرة في مركز تسوق تجاري.

وانتعشت التجارة بين البلدين في السنوات الأخيرة مع استخدام شركات أجنبية ميناء الكويت لشحن سلع وبضائع للعراق وذلك لأسباب أمنية. وقال مسؤول عراقي إن ما يصل إلى 200 مركبة تعبر نقطة الصفوان الحدودية يوميا.

كما بدأ الزوار الكويتيون الشيعة يعودون لزيارة العتبات الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء. وثلث الكويتيين من الشيعة.

وفي الاتجاه المعاكس فإن حركة سير المركبات الخاصة من العراق للكويت قليلة حيث نادرا ما تمنح الكويت تأشيرات زيارة لعراقيين لأسباب أمنية.