وزير مغربي يستقيل بعد احتجاجه على مقاطعة سنترال دانون

حزب العدالة والتنمية يعتبر مشاركة لحسن الداودي في مظاهرة الى جانب عمال الشركة، مجانبة للصواب وتصرفا غير مناسب.
شركتا سيدي علي وافريقيا تلتزمان الصمت
سنترال دانون تواصل خسائرها وتسرح مئات العمال

الرباط  - قال بيان لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي مساء الأربعاء إن لحسن الداودي الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة تقدم بطلب إعفائه من منصبه بعد الجدل الكبير الذي أثاره بمشاركته مساء الثلاثاء في مظاهرة إلى جانب عمال شركة الحليب المغربية الفرنسية "سنترال دانون" للاحتجاج على مقاطعة مغاربة لمنتجات الشركة.
وأضاف البيان ان "مشاركة لحسن الداودي في الوقفة الاحتجاجية المعنية تقدير مجانب للصواب وتصرف غير مناسب".
وجاء في البيان الذي صدر عقب اجتماع استثنائي لقيادة الحزب أن الحزب يقدر "تحمل الأخ لحسن الداودي المسؤولية بطلب الإعفاء من مهمته الوزارية".
وكانت حملة مقاطعة المغاربة لمنتجات ثلاث شركات رائدة في مجالها هي شركة المياه المعدنية "سيدي علي" وشركة "أفريقيا" للغاز والمحروقات قد انطلقت بالإضافة إلى شركة "سنترال دانون" منذ أكثر من شهر وهو ما كبد هذه الشركات خسائر كبيرة خاصة "سنترال دانون" التي اعلنت في مطلع الاسبوع أن مبيعاتها انخفضت إلى النصف منذ بدء الحملة إلى جانب خسائر متوقعة قيمتها 150 مليون درهم مغربي (15.89 مليون دولار) خلال الستة شهور المنتهية في 30 يونيو/حزيران.
كما قالت "سنترال دانون إنها ستخفض كمية الحليب الذي تجمعه من 120 ألف فلاح بنسبة 30 في المئة وتسرح العمال المرتبطين معها بعقود قصيرة الأجل ويبلغ عددهم 900 عامل في حين التزمت الشركات الأخرى التي تشملها المقاطعة الصمت.
وقالت الحكومة المغربية في تصريحات صحفية إن المقاطعة تضر بالاقتصاد المغربي والاستثمار الأجنبي.
موجة نقد لاذعة للداودي
وتظاهر الداودي إلى جانب عمال شركة دانون أمام البرلمان المغربي ضد ما اعتبروها المخاطر المحدقة بشركة "سنترال دانون" والاقتصاد المغربي ككل مرددين شعار "هذا عار. الاقتصاد في خطر."
وكان الداودي قد صرح في المظاهرة أن "طلب العمال وقف المقاطعة طلب مشروع".
وتعرض الداودي لموجة نقد لاذعة على صفحات التواصل الاجتماعي وكتب مستخدم على موقع فيسبوك "سابقة لأول مرة في العالم وزير يتظاهر ضد الشعب."
ودعت الحكومة المغربية الأسبوع الماضي إلى وقف المقاطعة بسبب "تأثيرها السلبي على مستوى التشغيل في الشركة المعنية وفي تعاونيات الحليب المرتبطة بها".
ولم تعلن الشركتان المالكتان لعلامتي "أفريقيا" و"سيدي علي" عن أية أرقام بخصوص تداعيات المقاطعة. وقال الدوادي في لقاء تلفزيوني السبت إن هاتين الشركتين لم تتأثرا "بشكل كبير" بتداعيات المقاطعة بخلاف "دانون".
وكشف استطلاع للرأي شمل أكثر من 3700 شخص ونشرته جريدة "ليكونوميست" قبل أسبوعين أن 74 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع سمعوا عن المقاطعة، و57 في المئة يستجيبون لها، وأن "الطبقة الوسطى تقود المقاطعة".