عيون شرم الشيخ على سياح اوروبا الشرقية

تحاول السلطات المصرية والمؤسسات السياحية القائمة في منتجع شرم الشيخ الواقع على البحر الاحمر في اقصى الطرف الجنوبي من شبه جزيرة سيناء جذب السياح من روسيا واوروبا الشرقية بدلا من سياح اوروبا الغربية الذين كانوا يشكلون حتى هجمات 11 ايلول/سبتمبر الماضي الغالبية العظمى من الرواد.
وكان شرم الشيخ الوجهة المفضلة للسياح الغربيين عموما، وللباحثين عن متعة الغطس في مياهها اللازوردية خصوصا، نظرا لما تتمتع به من مؤهلات في مجال الاستجمام والراحة والطقس المناسب جعلتها في مقدمة الاماكن السياحية في البلاد.
وتحول المنتجع اثر الاعتداءات التي استهدفت نيويورك وواشنطن مقصدا للسياح القادمين من روسيا واوكرانيا بشكل خاص بحيث يخال المرء اثناء تجواله انه في احدى المناطق التابعة لهذه البلدان.
وقد اتقن المصريون الذين يعملون في المنشات السياحية، من فنادق ومطاعم ومحال لبيع التذكارات، اللغتين الايطالية والالمانية، التي تعلموها كيفما تيسر بغية التعامل مع السائحين الايطاليين والالمان الذين كانوا لفترة طويلة يشكلون الجزء الاكبر من رواد شرم الشيخ.
وادى امتناع او خوف الغربيين من المجيء الى المنطقة بعد الاعتداءات والحرب في افغانستان وما اثاره ذلك من ازمة تزداد تفاقما في القطاع السياحي الحيوي في مصر، الى التوجه لمناطق اخرى قد تكون سوقا واعدة.
وقال لؤي محمد (30 عاما) المسؤول في قسم الترويج التابع لفندق "هيات ريجنسي" في خليج نعمة (5 كلم عن شرم الشيخ) ان احدى الشركات الفرنسية الكبرى كانت تشغل 1800 غرفة في شرم الشيخ، بينها 150 في الفندق، لكنها اخلتها جميعا قبل انتهاء مدة الحجوزات حين وقعت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
واضاف ان نسبة الاشغال المتوقعة خلال الموسم الذي يبلغ ذروته بين منتصف ايلول/سبتمبر ومنتصف تشرين الثاني/نوفمبر كانت بين 85 و90% لكنها تدنت الى 35% بسبب الاحداث والغاء الحجوزات التي كانت اوروبية في غالبيتها.
وتابع محمد ان "سياستنا الترويجية تركز حاليا على السوق المحلية واوروبا الشرقية والدول العربية" معربا عن امله في تحقيق نسبة حجوزات مقبولة في عيد الفطر مشير الى ان العرب "يصلون في اخر لحظة دون حجز مسبق كما يفعل الاوروبيون والاميركيون".
وبدورها قالت تاتيانا شنيكوفا الموظفة في احدى الشركات السياحية الروسية ان بلادها باتت "سوقا رئيسيا للاستجمام في شرم الشيخ اذ بدأنا بحركة بطيئة قبل عامين اما الان فان الوضع افضل بما لا يقاس بسبب الانخفاض الكبير في الاسعار".
واضافت "على سبيل المثال، كانت كلفة الليلة الواحدة مع الفطور في فندق فخم 220 دولارا الربيع الماضي لكنها الان تساوي مع الفطور والعشاء ايضا 65 دولارا فقط".
ومن جهته، قال ايمن احمد علي الموظف في فندق "ماريوت" ان نسبة الاشغال كانت معقولة خلال الموسم وتبلغ "حاليا 75% موزعة مناصفة بين المصريين والروس" خصوصا وان عددا من الفنادق الفخمة خفض الاسعار بنسب مرتفعة جدا لامست حدود 70%.
وكان وزير السياحة المصري ممدوح البلتاجي اكد ان "الحركة السياحية انحسرت خلال تشرين الاول/اكتوبر بين 40 و45% الا ان الشهرين المقبلين سيشهدان انحسارا اكبر في الحجوزات بعد الغائها من جانب العديد من الشركات".
واضاف البلتاجي ان "خططا وبرامج وضعت لجذب السياح العرب والروس والاسكندنافيين فضلا عن تشجيع السياحة الداخلية"، محذرا اصحاب المنشآت السياحية من طرد العمالة ومهددا بسحب التسهيلات الائتمانية الممنوحة لهم بعد صرفهم حوالي عشرين الف عامل عقب الازمة الناجمة عن الاعتداءات.
وتراجعت الحركة السياحية في مصر من 5.9 ملايين سائح العام الفين الى 3.58 مليون شخص بين كانون الثاني/يناير وايلول/سبتمبر السنة الحالية.
وفي هذا الصدد، اكد اصحاب فنادق او منشآت سياحية في طابا ونويبع ودهب (شرق سيناء) ان الوضع "يقترب من الكارثة حيث اغلقت غالبية المؤسسات في نويبع وطابا" وصرف الآلاف من العاملين خصوصا وان هذه المنتجعات تعتمد على السياح الاسرائيليين نظرا لموقعها الجغرافي.
جدير بالذكر ان قطاع السياحة المصري يعمل فيه اكثر من 2.2 مليون شخص، وحقق العام الماضي عائدات قياسية بلغت 4.3 مليار دولار.