هل ينقذ زرع الاشجار مناخ الارض؟

زرع الاشجار لانقاذ المناخ فكرة جذابة لكن شكوكا علمية كبيرة لا تزال تحيط بما يسمى "آبار الكاربون" اي قدرة الغابات على تخزين ثاني اكسيد الكربون.
وتمتص الغابات الحديثة النمو الكربون اكثر مما تبعث منه في الاجواء في حين ان ثمة توازنا بين الامرين بالنسبة للغابات القديمة مثل غابات الامازون حتى انها تبعث ثاني اكسيد الكربون في حال اقتلاعها.
وسنويا تثبت الانظمة البيئية الارضية 2.3 مليار طن من الكاربون (وهي وحدة قياس غازات الدفيئة او الغازات المسببة للانحباس الحراري).
وفي اوروبا زادت مساحات الغابات مقارنة مع المساحات المزروعة في العقود الاخيرة مما ادى الى زيادة المخزون. لكن خلافا لذلك فان الغابات الاستوائية التي يقتلعها الانسان تبعث في الاجواء 1.6 مليار طن من الكربون سنويا.
وفي النهاية يقدر العلماء التأثير الايجابي للغابات بحوالي 0.7 مليار طن سنويا مع هامش خطأ كبير جدا (في حدود مليار طن).
ويمكن لمشاريع اعادة تشجير في الدول النامية كالمشروع الذي باشرته قبل سنتين مجموعة "بيجو ستروين" في الامازون، المساهمة في زيادة نسبة تثبيت ثاني اوكسيد الكاربون، بنسب محدودة: ففي غضون مئة عام سيتمكن هذا المشروع من تخزين مليوني طن من الكربون (7.3 ملايين طن من ثاني اوكسيد الكربون).
ويرى علماء من الامم المتحدة ان القدرة الاجمالية للغابات والاراضي الزراعية على تثبيت الكربون قد تشكل 10 الى 20% من الانبعاثات الصادرة عن البشر بحلول العام 2050 موضحين مع ذلك ان "ثمة شكوكا كبيرة حول هذه التقديرات".
ويقول سيريل لوازيل الخبير في المناخ في المكتب الوطني الفرنسي للغابات "حتى لو اعدنا تشجير الارض بكاملها لن نتمكن من ايجاد حل دائم للمشكلة، يجب اعطاء الاولوية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة".
لكن مسألة "الابار" اتخذت اهمية كبيرة خلال المفاوضات المناخية الاخيرة: فاخذ هذه الغابات في الاعتبار يسمح ب "تخفيف" جهود خفض الانبعاثات الذي قررته الدول الصناعية العام 1997 في كيوتو.
واضافة الى ذلك يمكن لمشاريع اعادة التشجير كالذي تنفذه مجموعة "بيجو سيتروين" في البرازيل ان يعطي الحق في اصدار "اعتمادات لانبعاثات" الغاز. وقد تشكل هذه الاعتمادات سوقا دولية بعشرات مليارات الدولار. وهي تمنح الجهة المالكة ما يشبه "الحق في التلويث" في اماكن اخرى.
وفي ظل هذه الظروف ترتدي هذه "الابار" اهمية كبرى.
وثمة طريقتان يتم اختبارهما في المشروع الذي ينفذه المكتب الوطني الفرنسي للغابات لحساب "بيجو سيتروين" في البرازيل. الطريقة الاولى كلاسيكية وتستند على وضع جردة بالاشجار: ارتفاعها وقطرها واحتساب كمية الكربون المخزنة فيها.
وتشمل عملية الحساب العوامل السلبية (الطرقات والابنية المشيدة في المشروع ووقود الجرارات) والعوامل الايجابية (الاشجار التي زرعت في اراض كانت تستخدم سابقا كمراع).
ويكمن هدف هذا المشروع في التوصل اقرب المستطاع الى غابة طبيعية غنية بالتنوع الحيوي.
لكن خبراء البيئة يخشون كثيرا "المشاريع السيئة" التي قد تذهب الى حد اقتلاع الغابات القديمة لزرع اشجار جديدة اكثر انتاجا وذلك على حساب التنوع الحيوي.
وتشتمل طريقة اخرى على قياس انبعاث الغاز في الاجواء بفضل اجهزة التقاط تعمل بالاشعة تحت الحمراء تجهز على ابراج يبلغ ارتفاعها 15 مترا. ويسمح قياس الرياح العمودية ونسبة تركيز ثاني اوكسيد الكاربون والماء في الهواء، بقياس هذه الانبعاثات.
وسيتم اختبار هذه الطريقة في 16 موقعا في الامازون بينها مشروع "بيجو سيتروين" والمكتب الوطني للغابات في جوروينا.