صحافة اكثر، اولى ثمار الانفتاح السياسي في البحرين

تتدفق على وزارة الاعلام البحرينية طلبات لاصدار صحف يومية واسبوعية ومجلات بعضها سياسية واخرى متخصصة واخرى تقدمت بها محطات تلفزيونية عربية واذاعات للبث من شأنها ان تنعش سوق الاعلام والصحافة في البحرين التي تشهد عملية انفتاح سياسي.
وقال وزير الاعلام البحريني نبيل الحمر ان الوزارة تلقت طلبات لاصدار سبع صحف يومية وعشر صحف أسبوعية ومجلات سياسية او متخصصة الى جانب طلبات لاعادة اصدار صحف او للبث تقدمت بها صحف عربية ومحطات تلفزيون عربية وإذاعات.
واضاف الحمر أن تزايد طلبات إصدار صحف يشكل "دليل صحة خصوصا في ظل أجواء الحريات وحرية الرأي واحترام الرأي الآخر".
لكنه أشار إلى أن "هناك توجها للتأني في إصدار التراخيص لصحف يومية او مطبوعات جديدة بانتظار صدور قانون المطبوعات الجديد لمصلحة هذه المطبوعات نفسها".
واوضح وزير الاعلام البحريني ان قانون المطبوعات الحالي ينص على ان رأسمال المؤسسات الصحافية ودور النشر يجب ان يكون بحرينيا بالكامل. كما ينص على ان لوزارة الإعلام الحق في ابداء رأيها في رئيس التحرير الذي تقترحه مجالس إدارة المؤسسات الصحافية.
لكن مصدرا قريبا من لجنة تفعيل مبادئ ميثاق العمل الوطني قال ان مسودة قانون المطبوعات الجديد الذي تناقشه اللجنة "ترك مسألة تعيين رئيس التحرير لمجلس إدارة المؤسسة الصحافية ولم يتضمن أي بند حول رأسمال المؤسسات الصحافية تاركا ذلك لقانون الشركات التجارية".
وقال عضو مجلس الشورى محمد علي الستري الذي تقدم بطلب لاصدار صحيفة يومية جديدة ان الهدف من إصدار هذه الصحيفة هو "الدخول في مرحلة ما بعد الميثاق والمشاركة في دعم الاصلاحات التي يقودها الأمير واتاحة الفرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم بحرية".
واضاف ان البحرين "بحاجة سياسيا واجتماعيا الى صحف جديدة"، مشيرا الى "الجدوى الاقتصادية لاصدار الصحف وخصوصا إذا تجاوزنا سوق البحرين وانطلقنا خارج الحدود".
من جهته اعلن الصحافي علي صالح ان "الصحافة الراهنة في البحرين مجرد ردود فعل وما تزال تعمل بأسلوبها القديم".
واكد صالح وهو من كتاب المقال ويتمتع بشعبية كبيرة "الحاجة القوية اليوم لصحيفة سياسية تعبر عن المشروع السياسي بتقدمية وتتطلع الى الامام لنرسم مستقبله" في البحرين.
واضاف ان "أي صحيفة جديدة لا يمكن ان تنجح ما لم يتغير قانون المطبوعات الحالي" الذي اعتبر انه "ما زال يمثل مشكلة أمام حرية الصحافة واستقلاليتها عن الحكومة".
ورأى ان "الصحيفة الجديدة التي تعبر عن نفسها بحرية واستقلالية (...) لا تجذب القراء فقط بل تجذب المعلنين الذين يبحثون عن الجريدة الجماهيرية".
أما إبراهيم بشمي مدير عام مؤسسة الايام للصحافة التي تصدر عنها صحيفتي "الايام" و"بحرين تريبيون" فقد رأى ان "المنافسة ستدفع الصحف الحالية الى تطوير أدائها".
واضاف بشمي ان مشكلة صحافة البحرين الأساسية هي "نظرتها الضيقة لسوقها المحلي الضيق دون النظر الى الفضاء الجغرافي المحيط بها الذي يمكن ان يقدم لها سوقا اكبر".
لكن أنور عبد الرحمن رئيس تحرير "أخبار الخليج" أقدم صحيفة يومية في البحرين واحد ناشريها مع صحيفة "غلف ديلي نيوز" باللغة الانجليزية، رأى ان السوق "لا تحتمل أي صحف يومية أو مطبوعات جديدة".
واضاف ان الانفتاح الذي تعيشه البحرين حاليا "ليس سببا قويا لصدور صحف جديدة" لان الصحف القائمة "تواكب أجواء الحرية السائدة الآن والطموحات التي يعبر عنها الشارع".
وتابع ان "السوق هنا وصل لمرحلة بالكاد يستطيع معها أن يدعم المطبوعات القائمة وهناك مطبوعات خاسرة (...) إننا في غالب الأحيان نغطي العجز الموجود بالأعمال التجارية للمطابع".
وردا على الانتقادات الموجهة للصحف التي تصدر حاليا واتهامها بعدم مواكبة اجواء الانفتاح السياسي، قال "نحن جيدون بقدر ما يسمح به القانون ونتجاوز حدودنا أحيانا لكن رجل الشارع لا يعرف ذلك".
ورأى فاروق المؤيد وهو رجل أعمال معروف وأحد مؤسسي صحيفة "الوسط" قيد التأسيس ان أصحاب الصحف القائمة هم الذين يرددون بان السوق لا تحتمل صدور صحف جديدة مشددا على ان "نجاح أي صحيفة جديدة مرهون باستقلاليتها".
وقال المؤيد ان "مبيعات الصحف الحالية لا تتجاوز 35 ألف نسخة لان الكثير من الناس لا يشترون الصحف لأنها لا تلبي رغباتهم"، موضحا ان "دراسة جدوى اجريناها أثبتت ان هناك إمكانية لصدور صحيفة جديدة".
وتصدر في البحرين حاليا اربع صحف يومية هي "اخبار الخليج" و"الايام" باللغة العربية و"غالف ديلي نيوز" و"بحرين تريبيون" باللغة الانجليزية بالاضافة الى مجلة اسبوعية هي "صدى الاسبوع" وشهرية هي "بانوراما الخليج".
كما يصدر العديد من المجلات المتخصصة التي تصدر بشكل شهري او دوري.
ومن بين المحطات التلفزيونية التي تقدمت بطلبات لاعادة البث من البحرين مركز تلفزيون الشرق الاوسط "ام.بي.سي" ومحطة راديو وتلفزيون العرب "آيه.آر.تي" فيما قررت محطة "اوربت" ان تتخذ من البحرين مقرا لها.
وحاليا، تبث اذاعتا "مونت كارلو" وهيئة الاذاعة البريطانية (القسم العربي) على موجات إذاعة البحرين.