اش يقولولو: مسرحية تونسية تعري العيوب الاجتماعية

قدم المسرحي التونسي رؤوف بن يغلان مساء الاثنين مسرحيته الجديدة التي يؤديها منفردا "اش يقولولو" على خشبة مسرح الهواء الطلق بالحمامات في اطار جولة عبر المهرجانات الصيفية.
وكان العرض الاول من المسرحية نفسها قدم بداية حزيران/يونيو على مسرح مدينة تونس العاصمة ولقيت نجاحا كبيرا.
وتروي المسرحية، التي تمزج بذكاء بين الهزل والجد وبين الامتاع والنقد، قصة مريض نفسي يصف له طبيبه كعلاج وحيد لحالته المرضية التعبير بصراحة عن كل ما يخالج نفسه وما يحرجه ويقلقه بدلا من كبته.
و يبدأ بن يغلان من هدا المنطلق في الكشف عن كل ما يشغل المواطن التونسي ويعري عيوبه الاجتماعية كاسرا القيود التي تقوم حاجزا دون التعبير عما يخالج النفس بما في ذلك مايتعلق بشؤون الجنس التي ما زال المجتمع يعتبرها من الممنوعات و يتجنب الخوض فيها.
واعتمد بن يغلان خلال العرض التورية للاشارة الى الكثير من الممنوعات مثل عبارة (اش يقولولو) الفضفاضة وهي عنوان المسرحية.
بن يغلان تحدث عن مشاكل الايجار والقروض المصرفية والمشاكل المالية وطوابير الانتظار في الادارات التونسية وعدم الاحترام بين الناس وايضا عن التربية القاسية التي خضع لها ومشاكل الاندماج في المجتمع و الخجل من جسده ومن ممارسة العلاقات الزوجية.
وقال بن يغلان في حوار مع الصحافيين قبل بدء العرض انه اراد ان يعالج من خلال "الوان مان شو" موضوع حرية التعبير لأنها "مسألة ثقافية و تربوية قبل ان تكون سياسية".
واضاف ان "حرية التعبير تشمل اشكال التعبير التقليدية كالكلام وايضا الاشكال الاخرى كالتعبير الجسدي".
ورأى بن يغلان انه "يجب تحريك السواكن و تغيير العقليات دون الاصطدام بها".
واضاف بأنه يجد "في الهزل و الضحك الوسيلة المثلى للنقد و تجاوز التناقضات التي نعيشها عن وعي او بدون وعي".
وكان رؤوف بن يغلان دخل مدرسة التمثيل سنة 1967 وحصل على دبلوم في فن المسرح قبل ان يتوجه الى فرنسا سنة 1975 حيث اقام لمدة عشرين عاما درس خلالها المسرح وعلم الاجتماع والتنشيط الثقافي ثم عاد الى تونس سنة 1994 واستقر فيها.
من اعماله "عندنا نرجم الشيطان" و "شىء يهبل" و "قلقامش" و "فلان" و مسرحية "مثلا" التي عرضت اكثر من 150 مرة في تونس و كندا و حضرها اكثر من 250 الف متفرج.