القوات المسلحة العمانية.. صمام الامان في منطقة خطرة

مسقط – تحتفل سلطنة عمان بيوم القوات المسلحة في الحادي عشر من كانون الاول/ ديسمبر في وقت تشهد فيه هذه القوات عمليات تطوير وتحديث شاملة تعزز الدور الهام الذي تقوم به في تحقيق الامن والاستقرار والطمأنينة للمواطن العماني.
وهذا العام هو الحادي والثلاثين من مسيرة النهضة والتنمية في عمان التي يقودها السلطان قابوس بن سعيد، والذي يخص القوات المسلحة العمانية برعاية واهتمام فائقين.
وفي كلمته بمناسبة يوم القوات المسلحة قال السلطان قابوس بن سعيد "ليس بخاف على احد منكم الدور الكبير الذي تقوم به قواتنا المسلحة وكافة اجهزة الامن من مشاركة في بناء صرح النهضة العمانية الحديثة وحماية منجزاتها المتعددة وصون الاستقرار والامن في ربوع الوطن. واذ نعبر عن تقديرنا واعتزازنا بكل ما تؤديه من مهام جسيمة وواجبات عظيمة، لنرجو الله تعالى العلي القدير ان يوفقنا الى تقديم المزيد من الدعم والمساندة لها من اجل استمرار تطوير قدراتها وامكانياتها. تحية لكم يا جند عمان الاشاوس في هذا العيد المجيد. تحية اكبار واجلال لدوركم العظيم في خدمة عمان ماضيا وحاضرا مستقبلا ان شاء الله."
وينتهج الجيش العماني اسلوبا مميزا في خطط تطويره سواء في النواحي التنظيمية او التسليحية الى جانب برامج التدريب والتأهيل التي ترمي الى صقل افراده في العلوم العسكرية بشتى افرعها.
واحتفلت مدرعات الجيش العماني في مايو الماضي باكتمال دخول دبابات القتال الرئيسية "تشالنجر-2" تعزيزا لمسيرة التطوير والتحديث الذي شهده الجيش العماني، كما زود سلاح المدفعية باسلحة حديثة في مجال ادارة النيران والتكتيكات المدفعية المتطورة واسلحة الدفاع الجوي. كما تم في شهر نوفمبر من العام الماضي التوقيع على ثلاث اتفاقيات تقضي بتزويد الجيش السلطاني العماني بناقلات جند مدرعة وصواريخ ارض/جو وعربات مدرعة.
ويعد سلاح الجو العماني قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما يملكه من مقاتلات وما يتمتع افراده من كفاءة ومقدرة عاليتين في مختلف المجالات التدريبية والتكتيكية. وتم تعزيز قدرته من خلال تزويده بالطائرات الحديثة الاعتراضية وطائرات النقل وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات المتطورة وطائرات تدريب الطيارين.
وقد قام السلاح بابرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدرته الدفاعية بادخال التطورات التكنولوجية للانظمة الدفاعية والتسليحية الى جانب ما يملكه السلاح من قواعد جوية مجهزة بكافة المرافق والمعدات وشبكات الانذار ومنظومات القيادة والسيطرة اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل تحت كل الظروف.
وفي هذا الاطار بذلت جهود جبارة لبناء الكفاءة القتالية لسلاح الجو العماني، فتم تزويده بمقاتلات حديثة من طراز اف 16 وطائرات عمودية من نوع لينكس ومعدات متطورة تم التعاقد عليها خلال هذا العام لتكون اضافة تصب في مصلحة البناء الحقيقي لقوة سلاح الجو العماني وتعينه على القيام بواجباته.
ويعد سلاح الجو السلطاني العماني قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما يملكه من مقاتلات وما يتمتع افراده من كفاءة ومقدرة عاليتين في مختلف المجالات التدريبية والتكتيكية. فقد تم تعزيز قدرته من خلال تزويده بالطائرات الحديثة الاعتراضية وطائرات النقل وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات المتطورة وطائرات تدريب الطيارين.
ومن جانبها اخذت البحرية العمانية على عاتقها بناء قوتها البحرية الحديثة انطلاقا من الامجاد البحرية العمانية العريقة التي سجلها العمانيون عبر التاريخ، فقد حظيت بنصيب وافر من التطوير والتحديث اخذة باسباب التقدم التكنولوجي ومعتمدة على قوة بشرية مدربة ومؤهلة.
ونظرا لموقع ا لسلطنة عمان الاستراتيجي واشرافها على اهم الممرات المائية في العالم، مضيق هرمز على مدخل الخليج، فقد بنت السلطنة قوة بحرية حديثة لها كيانها وثقلها العسكري تحمي المصالح الوطنية استراتيجيا وامنيا واقتصاديا واصبحت تضم سفنا بحرية مزودة بالاجهزة والمعدات اللازمة وذات قدرات تسليحية متطورة، اضافة الى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية والسفن الصاروخية السريعة وسفن الاسناد والتدريب والشحن والمسح البحري للشواطئ لتساند سفن الدوريات في حماية الشواطئ العمانية وتامين مياهها الاقليمية والاقتصادية ومراقبة العبور البحري الامن للسفن وناقلات النفط في مضيق هرمز.
وتعد قاعدة سعيد بن سلطان البحرية بمواصفاتها العالمية من اهم المنشآت العسكرية البحرية الحديثة، فقد روعي في بنائها الوفاء بمتطلبات البحرية العمانية من الناحية ادارة العمليات والاسناد والكفاءة الادارية.
وكما عودتنا سفينة البحرية العمانية " شباب عمان" في احراز البطولات الدولية فقد اكدت احقيتها وجدارتها بحصولها على كأس الصداقة الدولية "كاتي سارك" للمرة الثالثة وذلك خلال المسابقة التي اقيمت هذا العام في اب/اغسطس الماضي بمدينة سبرج الدنماركية بالاضافة الى حصولها على جائزة اطول مسافة قطعتها
السفن المشاركة وجائزة افضل عرض لطوابير المشاة لاطقم السفن الشراعية المشاركة.
ويعتبر الحرس السلطاني العماني احد الاسلحة الهامة في المنظومة العسكرية العمانية الحديثة وقد وصل الى مستوى عال من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من الوحدات القتالية من مشاة ومدرعات ومدفعية مزودة بالنظم والمعدات والاجهزة الحديثة بالاضافة الى الوحدات التعليمية والفنية والادارية.
وقد اولى الحرس السلطاني العماني اهمية كبيرة لعمليات التدريب والتأهيل حيث يقوم بتدريب افراده على كافة النظم والمعدات وعقد الدورات التخصصية لمختلف المستويات وتقوم كلية الحرس السلطاني العماني التقنية بمد الحرس واجهزة الدولة الاخرى بالكوادر المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي وتقديرا للدور المتميز الذي تقوم به الكلية في المجال التعليمي التقني فقد تسلمت خلال شهر يونيو الماضي شهادة الامتياز من مجلس التعليم التقني البريطاني التي تمنح للكليات المتميزة على مستوى العالم والمعتمدة من
المركز التقني والفني بالمملكة المتحدة.
وتزخر الاوركسترا السيمفونية العمانية والفرق الموسيقية العسكرية بالحرس السلطاني العماني بالمواهب الشابة والمدربة واستكمالا لتحديثها فقد تم في شهر يوليو الماضي افتتاح ورشة تصليح الآلات الموسيقية وطلاء المعادن وهي من احدث الورش في هذا المجال.
ويضم الحرس السلطاني العماني فريق الخوذات الحمراء الذي يقوم بتقديم العروض الرياضية الرائعة في العديد من المناسبات اضافة الى مهامه الاخرى المنوطة به.
وفي مجال ادامة الروح المعنوية عالية بين جنود القوات المسلحة يجسد الاعلام العسكري الدور العسكري والوطني الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة حيث يقوم التوجيه المعنوي والعلاقات العامة برئاسة اركان القوات المسلحة في مجال الاعلام العسكري بالتعريف بالانجازات التاريخية العسكرية وبتنفيذ واجباته في تغطية الانشطة العسكرية والاجتماعية والثقافية على مستوى اسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني اضافة الى اصداره للمجلة العسكرية الثقافية "جند عمان" واعداد وتقديم البرامج العسكرية الاذاعية والتلفزيونية بالتعاون مع وزارة الاعلام.
ومن منطلق الاهتمام بالتراث العسكري العماني فقد تم انشاء متحف قوات السلطان المسلحة بقلعة بيت الفلج لتجسيد تاريخ العسكرية العمانية ودورها الحضاري وابراز اسهاماتها العظيمة قديما وحديثا بما يحتويه المتحف من اجنحة تروي وتؤرخ للاحداث التاريخية لقوات السلطان وادوارها الوطنية واسلحتها التي استخدمتها في مراحلها المختلفة وقد اصبح المتحف قبلة للزوار يرتادونه فهو يبرز الوجه الحضاري والتاريخي لقوات عمان المسلحة ويساهم في اثراء الثقافة العسكرية العمانية.
وفي اطار خطط التطوير لرفع الكفاءة القتالية لوحدات وتشكيلات قوات السلطان المسلحة واختبار قدرات الافراد وامكانياتهم في استيعاب الاسلحة الحديثة يتم تنفيذ التمارين التعبوية والبيانات العملية القائمة على ادارة المعارك الحديثة بمختلف مراحلها التي تجرى على جميع المستويات القتالية والادارية لاسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني حيث تقوم قوات السلطان المسلحة باستمرار بتنفيذ عدد من التمارين البرية والجوية والبحرية اضافة الى تنفيذ التمارين المشتركة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج
العربية والدول الصديقة اثبت خلالها افراد قوات السلطان المسلحة كفاءتهم ومقدرتهم على استيعابهم للاسلحة الحديثة وحققت التفاعل بين الجندي وسلاحه.
ويعد التمرين المشترك "السيف السريع 2 " الذي نفذته قوات السلطان المسلحة مع القوات المسلحة البريطانية خلال شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي على ارض السلطنة والذي بدأ التخطيط والاعداد له منذ عام 1998، يعد تحديا كبيرا لضباط القوات المسلحة الذين اثبتوا مقدرة كبيرة على تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة وعملوا بكل كفاءة مع ضباط القوات البريطانية الصديقة في تنفيذ مراحل التمرين وفق الخطة المرسومة بدقة وثقة كبيرتين كما اكد هذا التمرين المقدرة القتالية العالية التي يتمتع بها الجندي العماني وتعامله مع معركة الاسلحة المشتركة الحديثة.
وتساهم قوات السلطان المسلحة في تنفيذ العديد من المهام في مجال شق الطرق ونقل المؤن الى سكان المناطق النائية ونقل الطبيب الطائر ومهام البحث والانقاذ في حالة حدوث الكوارث الطبيعية وانقاذ الصيادين وتقديم الاسناد للسفن المنكوبة والقبض على المتسللين الذين يدخلون البلاد بطريقة غير مشروعة وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة الاخرى بالدولة.
وتولي قوات عمان المسلحة اهتماما كبيرا للرياضة العسكرية بمختلف انواعها، وقد برزت عدة فرق رياضية نالت شرف تمثيل السلطنة في المحافل العربية والدولية واحرزت نتائج مشرفة وياتي في مقدمة تلك الفرق المنتخب الوطني للرماية وفريق القوات المسلحة للرماية اللذين احرزا نتائج مشرفة في عدة بطولات عربية ودولية اخرها النتائج المشرفة التي حققها فريق القوات المسلحة للرماية في البطولة العسكرية الدولية "بيزلي" لعام 2001 التي اقيمت في الفترة من 23 يونيو الى 5 يوليو الماضيين.
ومن بين الفرق البارزة ايضا في قوات السلطان المسلحة الفريق الوطني للقفز الحر بمظلات سلطان عمان بالجيش السلطاني العماني الذي شارك في عدة بطولات عربية ودولية احرز خلالها نتائج مشرفة.
اما بالنسبة للفرق الموسيقية فقد اكدت حضورها الدائم في المناسبات الوطنية والمشاركات الدولية حيث حققت موسيقى الجيش العماني مراكز متقدمة خلال مشاركتها في المسابقة الدولية للموسيقى التي اقيمت باسكتلندا بالمملكة المتحدة في اب/اغسطس الماضي.
وتعتبر السلطنة الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في مثل هذه المسابقات الموسيقية على مستوى العالم كما شاركت فرقة موسيقى سلاح الجو في مهرجان "التاتو" الذي اقيم في شهر ايلول/سبتمبر الماضي بمملكة هولندا قدمت خلاله العديد من الفعاليات والاهازيج والرقصات الشعبية.