حرب الاعصاب مستمرة بين شارون وعرفات

رام الله (الضفة الغربية) - من هشام عبدالله
عرفات قد يكتفي بتقبيل البطريرك صباح بدلا من حضور القداس

استمرت حرب الاعصاب الاثنين بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي منعه من التوجه الى بيت لحم للمشاركة في قداس الميلاد.

واشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان شارون يشترط ان توقف السلطة الفلسطينية مرتكبي ومخططي اغتيال وزير من اقصى اليمين الاسرائيلي في تشرين الاول/اكتوبر ولا سيما امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات.

وقد تبنت الجبهة الاغتيال معلنة انه انتقام لاغتيال الجيش الاسرائيلي امينها العام ابو علي مصطفى في آب/اغسطس.

واعلن بطريرك القدس للاتين ميشال صباح، الذي استقبله عرفات في رام الله بالضفة الغربية، امام الصحافيين ان "الرئيس (الفلسطيني) قد لا يكون معنا هذا المساء في بيت لحم رغم انني ارغب بحضوره".

واضاف صباح، وهو من عرب اسرائيل، "نحن ندين هذا العدوان (الاسرائيلي) وموجودون هنا للتعبير عن تضامننا مع الفلسطينيين".

من جهته رفض عرفات الكشف عن نواياه مكتفيا بالقول انه "ليس بامكان احد اذلال الشعب الفلسطيني".

في المقابل قال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات الرئيسي ان اسرائيل "ستدفع ثمن هذا التحدي وموقفها غير الاخلاقي الذي يتعارض مع كل القوانين الدولية".

ومن جانب آخر هدد رئيس بلدية بيت لحم حنا ناصر بمقاطعة قداس منتصف الليل. وقال "طالما ان الرئيس الفلسطيني لن يكون حاضرا في كنيسة المهد لن احضر ايضا".

واشار الى ان عرفات قد يلقي الاثنين كلمة في رام الله ستبثها مكبرات الصوت في ساحة المهد مقابل كنيسة المهد.

كما اثار منع اسرائيل ردود فعل دولية شاجبة كثيرة لا سيما في العالم العربي نظرا الى ان عرفات بدا مكافحة الاسلاميين الفلسطينيين التي تطالب بها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

ودعا وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشال الذي يتولى رئاسة مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي اسرائيل الى "عدم عرقلة اي بادرة ولو كانت رمزية يمكن ان تساهم في استئناف الحوار السياسي في الشرق الاوسط والذي لا غنى عنه".

اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين انه سيكون مدعاة "فخر" لاسرائيل عدم منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من التوجه الى بيت لحم لحضور قداس منتصف الليل.

كما طلبت السلطة الفلسطينية تدخل البابا يوحنا بولس الثاني. وقد وصف الفاتيكان الاثنين قرار اسرائيل منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من التوجه الى بيت لحم للمشاركة في قداس الميلاد بانه قرار "تعسفي".

الى ذلك ذكرت الاذاعة الرسمية انه تم تعزيز الحواجز العسكرية الذي يقيمها الجيش الاسرائيلي عند مداخل رام الله حيث عرفات محاصر، وان ضباطا مدربين على "الاوضاع الحساسة" الحقوا بها.

واضاف المصدر نفسه ان سيناريوهات مختلفة طرحها الجيش الاسرائيلي الذي لا يستبعد ان يسعى عرفات الى الوصول الى بيت لحم في سيارة اسعاف او سيارة دبلوماسية او عبر ممرات ضيقة او حتى الحضور الى احد الحواجز المقامة على الطرق.

وكان عرفات اكد انه سيذهب الى بيت لحم ولو "مشيا على الاقدام".

ويشارك عرفات منذ انسحاب اسرائيل من بيت لحم في 1995 وكل سنة في قداس منتصف ليل الميلاد في كنيسة القديسة كاترين المحاذية لكنيسة المهد حيث ولد المسيح حسب التقاليد المسيحية.

ويبلغ عدد المسيحيين في اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني حوالي 60 الف شخص واغلبهم في الضفة الغربية بينهم 25 الفا في منطقة بيت لحم و20 الفا في منطقة رام الله حسب احصاءات حديثة.

وعلى الارض، تبنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسار متشدد) الاثنين هجوما بالمتفجرات نفذ الاحد ولم يوقع ضحايا قرب مستوطنة نتساريم اليهودية في شمال قطاع غزة.