افغانستان تسعى الى استعادة مكانتها السياحية!

توقع وزير السياحة الافغاني عبد الرحمن ان تستعيد افغانستان مكانتها السياحية بعد اعادة فتح الاماكن الاثرية امام الزوار للمرة الاولى منذ ثلاثة وعشرين عاما، وقال ان الحكومة تبحث عن شريك دولي لتحسين ابرز فنادق كابول ومطاعمها ووسائل نقل السياح، وان مدرسة لتأهيل المرشدين السياحيين ستباشر دروسها في الاسابيع المقبلة.
وقال عبد الرحمن "أعيد فتح المواقع السياحية في افغانستان الان للمرة الاولى منذ 23 عاما". واضاف "كثير من الناس يرغبون في رؤيتها بأم العين وخصوصا ان مناطقها غالبا ما تظهر على شاشات التلفزيون".
ويتوقع عبد الرحمن تدفق السياح من اوروبا والدول الاسلامية والولايات المتحدة "خلال ثلاثة او اربعة اشهر". وقال "سيكونون سياحا حقيقيين، وليسوا موظفين يعملون في منظمات غير حكومية او صحافيين".
واضاف ان الاميركيين خصوصا سيتشوقون لزيارة مواقع كمغاور تورا بورا حيث يسود الاعتقاد ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اختبأ فيها مع رجاله اسابيع في كانون الاول/ديسمبر الماضي قبل ان يضطره الى الهرب القصف الكثيف للطيران الاميركي والهجوم البري للقوات الافغانية.
ويلاحق الاميركيون اسامة بن لادن منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك وواشنطن التي ادت الى مقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص.
كذلك ستكون مدينة قندهار في الجنوب التي عاش فيها القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر الذي يطارده الاميركيون ايضا، محطة سياحية في القريب العاجل، كما قال عبد الرحمن.
واوضح "بالتأكيد، لن ارسل سياحا اليوم الى قندهار او الى تورا بورا لكن الوضع سيتغير كثيرا خلال بضعة اشهر".
غير ان مهمة وزير السياحة لا تبدو ميسرة.
فأسامة بن لادن والملا عمر ما زالا هاربين، والطيران الاميركي يواصل قصف عدد من مناطق افغانستان للقضاء على انصارهما.
وتقول المنظمات الانسانية ان قندهار غير مستقرة على الاطلاق وان الطرق التي تربط كبرى مدن افغانستان تسيطر عليها عصابات لا تضبط تصرفاتها عقيدة او قوانين.
وبالاضافة الى هذا الاضطراب فان معظم المدن تحمل جروح حرب استمرت اكثر من عشرين عاما منذ الاحتلال السوفياتي من 1979 الى 1989، والحرب الاهلية التي اعقبته، واخيرا الحرب المستمرة منذ 1996 بين نظام حركة طالبان وقوات المعارضة.
والبنى التحتية اسم بلا مسمى، وانقطاع التيار الكهربائي امر مألوف، والنموذج الافغاني "للفندق الفاخر" لا يتطابق ابدا مع المعايير الدولية.
والى هذا الوضع المتردي، تضاف مشاكل حقول الالغام. فأرض افغانستان تحتوي على حوالي عشرة ملايين لغم.
ويدرك وزير السياحة الافغاني هذه المشاكل، لكنه يعتقد ان السلطات قادرة على توفير الامن لبعض المواقع السياحية الاساسية كالعاصمة كابول ووداي بانشير شمال العاصمة الذي يأسر جماله الألباب، ومدينة هرات في غرب افغانستان والامتدادات الشاسعة في الشمال.
ويبحث وزير السياحة ايضا عن شريك دولي لتجديد "الكونتيننتال" ابرز فنادق العاصمة كابول. وقال "كذلك نريد تحسين المطاعم ووسائل النقل للسياح".
وتجهز في الوقت الراهن مدرسة للمرشدين السياحيين على ان يبدأ الفوج الاول من الطلبة دورة تأهيلية خلال اسابيع.
وعلى رغم عمليات التدمير ولاسيما تلك التي لحقت بتماثيل بوذا العملاقة في ولاية باميان، فان كثيرا من المواقع السياحية تستحق الزيارة، كما اعتبر وزير السياحة.
وقال "باميان منطقة رائعة سواء كانت تماثيل بوذا موجودة فيها ام غير موجودة". واضاف "في افغانستان مواقع طبيعية وتاريخية ومناظر خلابة". واوضح ان وكالات سياحية من مصر واسبانيا واليونان بدأت بالاستعلام عن السوق السياحية التي توفره افغانستان.
وفور استئناف الرحلات التجارية الدولية خلال اسابيع، سيبدأ الاجانب بالتوافد جماعات الى افغانستان، كما قال.
واكد ان "الاخبار المتناقلة ستقوم بالمهمة المتبقية حتى تصبح افغانستان مقصدا سياحيا جديدا في العالم".
وحول التغطية التلفزيونية الراهنة للغارات الاميركية وملاحقة بن لادن، اعتبر الوزير الافغاني "انها ربما تكون دعاية سيئة الان، لكنها دعاية العالم تجاهلنا طوال عشرين عاما".