الصيف يزداد برودة في القطب الجنوبي

هذا هو الصيف.. فما بالك بالشتاء؟!

باريس - افاد باحثون اميركيون في دراسة نشرتها مجلة "نايتشر" البريطانية الاثنين ان فصل الصيف في القطب الجنوبي يزداد برودة منذ ثلاثين عاما حيث ادى هذا الانخفاض المتزايد في درجات الحرارة الى تراجع "كبير" في تنوع الحياة في هذه المنطقة من العالم في الوقت الذي تثير فيه ظاهرة ارتفاع حرارة الارض عامة القلق.
وقد لاحظ فريق علمي، بقيادة بيتر دوران من جامعة "ايلينوي" في شيكاغو، اثناء قيامه بابحاث حول وادي "ماكموردو" الجاف في القطب الجنوبي ان الانخفاض المتواصل في درجات الحرارة بحسب ما سجلت محطات ارصاد جوية آلية، ترافق اثناء هذه الدراسة، التي اجريت بين 1986 و2000، بتراجع واضح في النشاط البيولوجي.
وتشكل الوديان الجافة صحاري حقيقية خالية من اي جليد في قلب القطب، تحتوي على بعض البرك من المياه المالحة التي تصب فيها ينابيع ماء موسمية في فصل ذوبان كتل الجليد المجاورة.
والحياة في هذه الوديان الجافة فقيرة جدا ولا جدوى من البحث فيها عن اي بطريق او فقمة. فالطيور والثدييات لا تبرح السواحل ابدا. وتقتصر الحياة في هذه الوديان على كائنات جرثومية وعدد من اللافقاريات المجهرية اكبر اصنافها رخويات بطيئة المشية وهي اشبه بنوع غريب من القمليات حجمها 0.1 الى 1 ملم وقادرة على الاستمرار وسط ظروف من الجفاف الكبير، وديدان من صنف الخيطيات.
وافاد الباحثون ان درجات الحرارة المسجلة على الارض في وادي ماك موردو تراجعت 0.47 درجة مئوية على مدى عشر سنوات، ويلاحظ هذا التراجع في الحرارة بصورة خاصة خلال الصيف القطبي (بين كانون الاول/ديسمبر وشباط/فبراير) والخريف (اذار/مارس الى ايار/مايو).
الا ان هذه الدراسة لا تنفي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة الشامل الذي يسود الارض. وقال بيتر دوران ردا رئيس الفريق العلمي ان "القطب الجنوبي معزول من ناحية الاحوال الجوية عن باقي الارض بفضل التيارات الجنوبية الدائرية التي تبقي على درجة البرودة المسيطرة في هذه القارة".
وشدد على ان "العديد يقولون ان القطب الجنوبي بدأ في الذوبان، لكن من الواضح ان هذا غير صحيح".
ورأى الباحث الاميركي ان هذا الخطأ مرده ان معدل درجات الحرارة قيس انطلاقا من معطيات صادرة عن محطات الارصاد الجوية في شبه الجزيرة القطبية وهي تكثر هناك لان هذه الارض الصغيرة يسهل الوصول اليها بسبب قربها من اميركا الجنوبية. وقال بيتر دوران ان هذه المعطيات تشير في الحقيقة الى ارتفاع في درجات الحرارة، لكن هذا لا علاقة له بباقي القارة.