خليجي 15: عرض متواضع للسعودية والكويت في مباراة القمة

الرياض - تعادل منتخبا السعودية والكويت 1-1 في قمة مباريات دورة كأس الخليج العربي الخامسة عشرة لكرة القدم التي افتتحها الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نيابة عن الملك فهد بن عبد العزيز الاربعاء على استاد الملك فهد الدولي في الرياض امام نحو 75 الف متفرج والتي تستمر حتى 30 كانون الاول/يناير الحالي.
وسبق المباراة حفل افتتاح الدورة فخرج حملة اعلام الدول الست المشاركة وهي فضلا عن طرفي المباراة، الامارات والبحرين وقطر وعمان، ثم تلا الامير سلطان بن فهد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة كلمة اعلن بعدها الامير عبدالله افتتاح الدورة رسميا.
وتضمن حفل الافتتاح فقرات فنية منها اوبريت "خليج الكبرياء" الذي قدمه عدد من الفنانين الخليجيين، وكتب كلماته الشاعر طلال العبد العزيز الرشيد ولحنه محمد شفيق ومدته خمس واربعون دقيقة تبادل خلاله الفنانون المقاطع حسب اللوحات الفنية لكل دولة خليجية.
وسجل سامي الجابر (16) هدف السعودية، وجاسم الهويدي (49) هدف الكويت.
وكانت السعودية تغلبت على الكويت 2-1 في المباراة الاولى للمنتخبين في "خليجي 14" في البحرين ثم عادت الكويت وانتزعت اللقب للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخها.
كما انه سبق ان التقى المنتخبان 14 مرة في دورات الخليج حتى الان، وما يزال المنتخب الكويتي يتفوق برصيد 6 انتصارات مقابل 3 لنظيره السعودي، في حين تعادلا 5 مرات.
لم ترق المباراة الى المستوى المطلوب من المنتخبين، وسيطر الحذر على الاداء لان كل مباراة لهما تعتبر بطولة بحد ذاتها.
واعتمد مدرب "الاخضر" ناصر الجوهر منذ البداية على المهاجمين الحسن اليامي ومرزوق العتيبي ومن خلفهما قائد المنتخب سامي الجابر الذي اختير افضل لاعب في المباراة، في حين زج مدرب "الازرق" الالماني بيرتي فوغتس بالثنائي جاسم الهويدي وبشار عبدالله كما كان متوقعا.
كان الشوط الاول متواضع المستوى بدأه السعوديون بقوة لكنهم سرعان ما تراجعوا بعد تسجيل الهدف لتكون السيطرة كويتية من دون فعالية باستثناء فرص متقطعة فشل الهويدي وبشار عبدالله في ترجمتها الى اهداف.
وفي الشوط الثاني، كان الكويتيون افضل قبل ان ينشط السعوديون في النصف الثاني منه لكن دون ان يقدم الطرفان مستوى يليق بهما كمتأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي وحامل لقب بطل الخليج تسع مرات.
وكانت بداية المباراة سريعة وحذرة من الطرفين مع تقدم سعودي مبكر نحو المنطقة الكويتية سعيا الى افتتاح التسجيل لكن اول محاولة كانت كويتية عبر ناصر العثمان من الجهة اليمنى فسدد بين يدي الحارس محمد الدعيع (7).
وكاد جاسم الهويدي يفتتح التسجيل في الدقيقة 11 عندما تلقى كرة بينية من بشار عبدالله فانفرد بالدعيع وحاول متابعتها على يساره لكن الاخير احسن التقاطها.
وقام الحسن اليامي بفاصل رائع من المراوغة تخلص فيه من محمد عيسى وجمال مبارك قبل ان يسدد كرة من داخل المنطقة ارتدت مباشرة من القائم الايمن (14)، لكن سامي الجابر افتتح التسجيل للسعودية بعد دقيقتين فقط اثر هجمة مرتدة مرر على اثرها اليامي كرة على طبق من فضة اليه فانطلق بها بسرعة من دون اي مراقبة دفاعية وسددها على يمين الحارس نواف الخالدي الذي خرج للتصدي له.
وتابع السعوديون هجماتهم بعد تسجيل الهدف، وكان الحارس الخالدي على وشك ارتكاب هفوة مكلفة قبل ان تخرج الكرة الى ركلة ركنية (19)، وتراجع الكويتيون الى منطقتهم من دون مبرر لابعاد الخطر السعودي خصوصا ان دفاعهم ارتبك قليلا اثر تبادل الكرو اكثر من مرة بين الجابر واحمد الدوخي واليامي ومرزوق العتيبي.
وهدأت وتيرة الاداء من الجانبين اللذين حاولا التركيز على الناحية الدفاعية وعدم ارتكاب الاخطاء خصوصا السعوديين الذين بدأوا بالتراجع الى منطقتهم فاستغل لاعبو الكويت الموقف وحاولوا تنظيم صفوفهم لبناء الهجمات المنسقة التي تمحورت حول بشار والهويدي.
وهيأ بشار كرة وصلته من صالح البريكي من الجهة اليسرى الى الهويدي على مشارف المنطقة فسددها قوية بين يدي الدعيع (35)، وباستثناء ذلك لم يشكل الكويتيون خطورة تذكر على مرمى الاخضر وافتقدت هجماتهم التنظيم وغابت الكرات المتقنة من لاعبي خط الوسط الذي بدا تائها بعض الشىء.
وعادت الخطورة السعودية على المرمى الكويتي عبر كرة قوية من نحو 30 مترا سددها ابراهيم ماطر حولها الحارس الخالدي الى ركلة ركنية من الجهة اليمنى (41)، لكن الكويتيين نشطوا في الدقائق الاخيرة من الشوط على امل تعديل النتيجة من دون جدوى لان الدفاع السعودي بقي متماسكا كما ان الدعيع كان يقظا تماما.
واحبط الدعيع في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع اخطر محاولة كويتية اثر هجمة منسقة ارسل الهويدي منها الكرة الى بشار الذي سددها من بين مدافعين لكن الدعيع ابعدها بقدمه اليسرى الى ركنية من الجهة اليسرى لم تثمر لينتهي الشوط بتقدم السعودية 1-صفر.
وظهر العتيبي فجأة في المباراة في الدقيقة الاولى من الشوط الثاني بعد ان غاب عن معظم فترات الاول عندما سدد كرة ارتمى لها الحارس الدعيع، لكن هجمة كويتية اثمرت هدف التعادل بعد مرور اربع دقائق فقط عندما تنقلت الكرة بين بشار ثم البريكي ومنه الى الهويدي الذي سددها من زاوية ضيقة ارتطمت بقدم الدعيع واستقرت في الزاوية اليسرى لمرماه (49).
واجرى الجوهر تبديلا باشراك عبدالله الجمعان بدلا من مرزوق العتيبي غير الموفق لتنشيط الناحية الهجومية بعد ان دانت السيطرة للكويتيين في الدقائق العشر الاولى من الشوط، وبدا ان فوغتس اعطى ملاحظات واضحة للاعبيه لان التغطية الدفاعية ايضا تحسنت عما كانت عليه في الشوط الاول.
وتحرك السعوديون بعد فترة من انعدام الوزن في منتصف الملعب، وجرب ماطر حظه من بعيد لكن الخالدي كان بالمرصاد لكرته (68)، ولم يسمح لاعبو الكويت لهم بالتحرك بسهولة باعتماد الضغط المباشر على حامل الكرة فكانت خطورة سامي الجابر شبه معدومة.
وكثرت التغييرات في المنتخبين، فاشرك الجوهر عمر الغامدي مكان صالح المحمدي، ورد فوغتس بادخال هاني الصقر وعبدالله وبران بدلا من محمد جراغ وبشار عبدالله.
واخترق الجابر المنطقة الكويتية من الجهة اليسرى وتخلص من مدافعين قبل ان يسدد كرة اوقف الخالدي مفعولها (80)، لكن المنتخبين لم يخاطرا كثيرا في الدقائق الاخيرة وكأنهما ارتضيا بالتعادل في بداية مشوارهما في "خليجي 15".