موسكو تنزع رداء الشيوعية عن فنادقها

تشهد العاصمة الروسية موسكو هذه الأيام حركة تجديد واحلال عير مسبوقة لفنادقها التي يعود تاريخ انشاءها إلى العهد السوفياتي فيما يوصف بأنه تخلص من إرث شيوعي ثقيل.
فقد اعلنت السلطات الموسكوفية عن تقديم موعد البدء باعمال تفكيك فندق "اينتوريست" إلى شباط بعد ان كان مقررا لها العمل في نيسان.
فقريبا جدا سيتم تشييد فندق من المستوى الدولي(5 نجوم) في شارع تفرسكي الرئيسي في موسكو مكان المبنى الحالي المؤلف من 22 طبقة من الزجاج والباطون.
وسيدرج الفندق في قائمة الشبكة العالمية للفنادق، وحسب بعض المعطيات فان اسمه سيكون "هيلتون".
ويعتبر مبنى "اينتوريست" الذي شيد في نهاية الستينات ،الاكثر كرها عند الموسكوفبيين، فهو قاتم من دون وجه، مضجر وغير مرتب، وكان مؤملا له ان يضحى رمز الافكار الهندسية المعمارية السوفياتية وعلىالرغم من ذلك فإن الاخصائيين مستعدون للدفاع عن المبنى الذي يتبع ما يسمى اسلوب التحديث الاممي الذي ابتدعه لي كاربيودزه وفان دير روي.
وفي الواقع فان افضلية فندق "اينتوريست" تتلخص بأنه فندق غير غالي الثمن ويقع في وسط موسكو على بعد خطوتين من الكرملين، والساحة الحمراء ومسرح البولشوي.
وحتى وقت قريب كان الفندق يتمتع بشعبية خاصة لدى الاجانب غير الاغنياء ولم يكن يخلو من النزلاء.
ووفق المعطيات الاخيرة للسلطات فان التفكير يجري لتفكيك فندق "اينتوريست" واعادة بنائه في مكان اخر في ضواحي موسكو.
فمع بداية التسعينات بدأ اهتمام ممثلو شبكة الفنادق العالمية يزداد بموسكو، وافضل الفنادق الموسكوبية تم شراؤها من قبل الشركات الغربية. ففندق "بالتشوغ" اضحى "بالتشوغ - كمبينسكي"، وفندق "سلافيانسكايا" تحول الى "سلافينسكي - ريدسون".
كما تم بناء عدد اخر جديد من الفنادق على المستوى الدولي مثل: "ماريوت افرورا رويال"و"غراند اوتيل" وغيرها. ولكن في وسط موسكو وحتى الوقت القريب تراجعت الفنادق العملاقة المعروفة على شاكلة: "روسيا" "موسكو"و"اوكرانيا".
ومنذ العام 1993 اتجهت الحكومة الموسكوفية لمحاولات تحديث فندق "موسكو" الاثر السوفياتي المشهور المتبقى من العصر الستاليني، والذي يقيم فيه بشكل اساسي في الفترة الاخيرة نواب في الدوما من مدن روسية اخرى.
وقد اشتهر فندق "موسكو" وعرض الكثير من الافلام في الثلاثينات والخمسينات فهو يقع في مكان اقرب الى الكرملين من فندق "اينتوريست"، ونسبة اشغاله الآن بين 15 و 47 بالمئة، الا ان كل خطط اعادة ترميمه كان يعيقها وحتى الوقت القريب الخلاف في الادارة الذي كان قائما بين فريق العاملين في الفندق الذين جادلوا في حق ملكيتهم له وسلطات العاصمة مما اخاف المستثمرين.
وبعد خمسة اعوام من المحاكمات تهيأ ان السلطات الموسكوفية قد تمكنت من المحافظة على ملكيتها للفندق واعلنت عن مسابقة لاعادة ترميمه، الا ان النواب دخلوا الى "المعركة" واقروا في القراءة الاولى مشروع قانون بتسليم الفندق من دون مقابل للملكية الفدرالية.
وعلى ما يبدو فإن النواب لم يرغبوا في خسارة الفندق الذي اضحى للعديد منهم بيتا، ويبدو ان سنوات عديدة من التجاذب ستحوم حول الفندق مما سيجعله غير مثير للاهتمام في نظر المستثمرين.
وهناك ايضا عملاق اخر للصناعة الاشتراكية للفنادق يقع في مكان قريب مباشرة من الساحة الحمراء وهو فندق "روسيا" الذي يشتهر بالمهرجانات السنوية الموسكوفية التي كانت تقام بهذا المجمّع غير الجميل وكفندق "اينتوريست" بني في العام 1967. ولم يجر ترميمه خلال 30 عاما .
وفي الاونة الاخيرة وبجهد كبير وصل الى مرتبة فنادق "3 نجوم" وفي وقت من الاوقات كان يجري البحث في امر ازالته، الا أن السلطات تخلت عن الفكرة بسبب ارتفاع التكاليف التي وصلت إلى حوالي 800 مليون دولار.
وللتغلب على هذه المعضلة عمدت السلطات إلى اعتماد خطة فريدة من نوعها لترميمه، فسيتم على قاعدته بناء فنادق من مختلف المستويات. فاحد مبانيه يخطط لجعله فندقا من درجة "5 نجوم" والاخر من "4 نجوم" والمبنى الثالث فندق من "3 نجوم" وفي المبنى الرابع يخطط لافتتاح مركز رياضي - ترفيهي.
ووفقا لتوقعات سلطات المدينة حتى العام 2010 فان عدد السياح الاجانب القادمين لموسكوسيزداد خمس مرات وان حصة المداخيل من السياحة في موازنة العاصمة ستكون أعلى من النسبة الحالية، وبالأرقام من 9 بالمئة الى 10 بالمئة.وهو ما يجعل بناء عدد اضافي من الفنادق في العاصمة أمرا ملحا.
ومؤخرا تم الاعلان عن خطة لانشاء "زولوتوي كولتسا" وهي منطقة سياحية في وسط العاصمة التي يمكن منها الدخول الى الكرملين وميدان المسرح وكاتدرائية المسيح المخلص والعديد من المنشآت الاخرى الهامة في وسط البلاد، وفي هذه المنطقة سيجري تشييد 17 فندقا وعدد من مواقف السيارات والمطاعم والمقاهي والنوادي.
الا ان النقص الكبير في عدد الفنادق النوعية للفئة المتوسطة في موسكو يعد مشكلة كبري ذلك ان وجودها يعتبر ضروريا لتدفق اعداد السياح الكبيرة، ولذلك ووفقا لبرنامج تطوير السياحة الذي تعتمده المدينة فان ثلثي الفنادق التي تشيد قريبا في العاصمة ستكون من فئة "3 نجوم" ونجمتين.