افتتاح مهرجان الجنادرية

الرياض - من عبدالله الشهري
الامير عبد الله والامير سلطان يؤديان رقصة العرضة النجدية التقليدية بمهرجان الجنادرية

يفتتح ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز نيابة عن العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز الاربعاء فعاليات مهرجان الجنادرية السابع عشر. وينظم المهرجان الحرس الوطني السعودي الذي يرئسه منذ عام 1962 ولي العهد.
ومن المتوقع أن يحضر المهرجان، الذي اعتاد الحرس الوطني السعودي -وهو مؤسسة عسكرية وثقافية- تنظيمه منذ عام 1985 سنويا، عدد كبير من رجال الفكر والادب والسياسة من العالم العربي والاسلامي والدولي وبحضور خليجي بارز.
ويفترض أن يفتتح المهرجان، الذي تستمر فعالياته خمسة أيام، باوبريت "أنشودة العروبة" التي كتب نصها غازي القصيبي السفير السعودي لدى بريطانيا ولحنها الفنان السعودي محمد عبده وأخرجها المخرج السوري نجدت انزور.
ويشارك في غناء هذه الانشودة التي استغرق الاعداد لها ستة أشهر عدد كبير من الفنانين العرب بينهم السعوديان محمد عبده وعبد المجيد عبدالله والمصري هاني شاكر والسوري نور مهنا والمغربي عبد الهادي بلخياط والفلسطيني وائل اليازجي واليمني أحمد فتحي والكويتي شادي الخليج.
كما يشارك في الانشودة العراقي مهند محسن في أول مشاركة لفنان عراقي في مهرجان الجنادرية منذ حرب الخليج 1991.
ويكتسب المهرجان هذا العام أهمية خاصة كونه يأتي متزامنا مع احتفالات المملكة بمرور 20 عاما على تولي الملك فهد مقاليد الحكم.
ويقام على هامش المهرجان معرض للكتاب وآخر حول الفن التشكيلي تشكل الانتفاضة الفلسطينية والمقدسات الاسلامية أحد محاوره الرئيسية، إلى جانب عروض التراث التي تتضمن إقامة سوق شعبي بدكاكينه وأجنحته وساحاته وأنشطته الحرفية وغيرها.
وتنقسم فعاليات المهرجان إلى نشاطين رئيسيين الاول ثقافي ويتضمن محاضرات وندوات فكرية وسياسية وثقافية وإسلامية، والثاني تراثي ويعمل على إحياء وتجسيد التراث السعودي العربي الاسلامي القديم وربطه بحاضر الشعب السعودي ومستقبله.
ويهدف المهرجان إلى إعطاء دفعة قوية للثقافة العربية والاسلامية ويحاول إبراز الوجه الثقافي العربي المشرق كما يسعى لاحداث تفاعل وتواصل بين رموز الفكر والثقافة في العالمين العربي والاسلامي من جهة والعالم المتقدم من جهة أخرى.
كما يهدف المهرجان إلى تأكيد رسالة مفادها أن الشعب السعودي، كما يحتفي بجذوره ويزهو بأصالته وقيمه وتراثه، فانه يتقبل في نفس الوقت لغة العصر وتقنياته ويتعامل بها ويهتم بثورة العلم والتكنولوجيا في إطار الحفاظ على هويته وقيمه الاسلامية وثقافته العربية.
وعلى الرغم من أن مهرجان الجنادرية لم يتجاوز عمره 16 عاما إلا أنه نجح في اكتساب سمعة مرموقة عربيا وعالميا وأصبح يستقطب سنويا نخبة من المفكرين والمثقفين والسياسيين ليس في العالم العربي والاسلامي فحسب وإنما في الدول المتقدمة مثل أميركا وأوروبا واليابان.
وقد تحول هذا المهرجان من موقع يقيم فيه الحرس الوطني السعودي سنويا سباقا للهجن -الرياضة التقليدية المنتشرة في بلدان الخليج العربية - إلى مركز لمهرجان يشكل التراث عنوانه الاكبر.
وفي عام 1985 نظم مهرجان الجنادرية للمرة الاولى بعد أن أمر الملك فهد بتطوير المهرجان عبر إنشاء قرية متكاملة للتراث تضم مجمعا يمثل كل منطقة من مناطق المملكة على أن يشمل كل منها بيتا وسوقا تجاريا وطريقا وتعرض صناعات ومقتنيات وقطعا تراثية قديمة.
وقد تطور المهرجان تدريجيا بادخال فعاليات جديدة عليه، فبدأ يشمل منذ عام 1986 نشاطات ثقافية وفنية من بينها ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية شارك فيها اكثر من مائة من الادباء والمفكرين العرب.