لبنان يتخوف من العودة الى مسلسل العنف غداة اغتيال ايلي حبيقة

يتساءل لبنان الجمعة، غداة اغتيال احد امراء الحرب المسيحيين السابقين ايلي حبيقة، عما اذا كانت عملية الاغتيال امرا منعزلا يهدف الى اسكات رجل كان يعرف الكثير عن الحرب اللبنانية ام انها عودة الى تحريك العوامل الخارجية لزعزعة الوضع في لبنان.
وحذت الصحافة حذو الحكومة اللبنانية في توجيه اصبع الاتهام الى اسرائيل ولم تتحدث عن اي فرضية اخرى لتفسير اغتيال رجل له العديد من الاعداء كما اعترفت.
وبحسب الصحافة، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قام بتصفية رجل كان يستعد لاحراجه في حال افتتحت محاكمته امام القضاء البلجيكي بتهمة تورطه في مجازر مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا قرب بيروت في العام 1982.
وذكرت صحيفة "دايلي ستار" ان حبيقة كان اكد لها انه اودع محاميه شرائط تحتوي على روايته حول مجريات هذه المجازر.
لكن وعلى الرغم من تأكيدات الرئيس اميل لحود الذي قال ان اللبنانيين "لن يسمحوا اليوم بعودة عقارب الساعة الى الوراء"، فان قسما من الصحافة لا يخفي تخوفه.
وقد انعكس هذا التخوف على اي حال على سوق القطع واضطر مصرف لبنان (البنك المركزي) الخميس الى ضخ عشرين مليون دولار في السوق لحماية سعر صرف الليرة اللبنانية والمحافظة على استقراره حيال الدولار، بحسب مصادر مصرفية.
ولا يعتقد احد في لبنان ان عملية الاغتيال هذه على علاقة بالمواجهات السياسية الطائفية السابقة او انها قد تعيد احياء الحرب اللبنانية (1975-1990) لان ايلي حبيقة كان له العديد من المبغضين من مسيحيين ومسلمين.
ويخشى المعلقون في المقابل ان يكون هذا الاغتيال مقدمة لسلسلة اعتداءات تنظمها اسرائيل في الوقت الذي يستعد فيه لبنان لاستضافة القمة العربية في نهاية آذار/مارس.
وفي الاول من كانون الثاني/يناير، توفي صديق حميم لحبيقة، هو النائب السابق جان غانم، في حادث سير وقيل آنذاك ان وفاته ناجمة عن نوبة قلبية.
وبحسب صحيفة "لوريان-لوجور" الناطقة بالفرنسية، فان حبيقة اعلن امام احد المقربين ان "ظروف" الحادث "لم تتضح" و"انهم" يوجهون اليه رسالة.
وكتبت صحيفة "السفير" المقربة من سوريا ان عودة التصفيات السياسية والاعتداءات بالسيارات المفخخة امر مقلق لان ذلك يعني ان هناك خلايا راكدة مستعدة لتنفيذ مخططات اسرائيل وان لبنان مهدد بالفوضى على الرغم من تأكيدات المسؤولين الذين يقولون انهم يمسكون بزمام الوضع الامني.
واشارت "السفير" الى ان هذا الاعتداء الذي يحمل توقيع محترفين وقع بالقرب من القصر الجمهوري ووزارة الدفاع.
وكان وزير الداخلية الياس المر اعتبر الخميس ان هذا العمل "لا يؤثر على القمة العربية" المتوقعة في نهاية آذار/مارس في بيروت لان "الامن مستتب في لبنان اكثر من اماكن اخرى كثيرة في العالم" على حد تعبيره.
يذكر ان الاعتداءات نادرة الوقوع في لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية في 1990.
وفي 1994، وقع انفجار في كنيسة في شمال بيروت واسفر عن سقوط 11 قتيلا، ولكن ملابساته لم تتضح.
وفي السنة نفسها، انفجرت سيارة مفخخة في ضاحية بيروت الجنوبية وادت الى مقتل فؤاد مغنية، شقيق عماد مغنية المدرج اسمه اليوم على قائمة "اكثر الارهابيين خطورة" الذين تبحث عنهم الولايات المتحدة بسبب خطف طائرة تابعة لشركة تي دبليو ايه الاميركية في 1983.
ونسب هذا الاعتداء عموما الى اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية التي كانت تحارب المقاتلين الشيعة المقربين من حزب الله عندما كانت اسرائيل تحتل جنوب لبنان.
واستهدف اعتداء اخر مسؤولا في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في تشرين الاول/اكتوزبر 1998 واصيب اصابة خطرة في انفجار سيارته. وفي هذا الحادث ايضا، اتهمت اسرائيل بتنفيذه.