تسعة شهداء فلسطينيين في تصعيد جديد لقوات الاحتلال الاسرائيلي

القدس - استشهد تسعة فلسطينيين الخميس في الضفة الغربية وغزة حيث استأنف الجيش الاسرائيلي قصفه في وقت سيوجه فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خطابا الى الامة مساء اليوم.
وشنت مروحيات غارات صباحا ضد مقرات لاجهزة الامن الفلسطينية في رفح بقطاع غزة ما تسبب بحصول اضرار وكذلك المقر الرئيسي للشرطة الفلسطينية في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
واستهدفت الغارات ايضا رام الله في الضفة الغربية. وافاد مراسلون ان مروحيتين اسرائيليتين قصفتا الخميس بالصواريخ موقعا قرب مكاتب امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي في رام الله واوضح المصدر نفسه ان البناء المستهدف تابع للقوة 17 المكلفة امن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واوقعت هذه الغارات جريحا فلسطينيا في رام الله.
وقبل الفجر، شنت دبابات اسرائيلية عمليات توغل في عدة مناطق خاضعة للحكم الذاتي في قطاع غزة ما ادى الى استشهاد خمسة فلسطينيين واصابة 26 آخرين بجروح. وقالت مصادر فلسطينية ان غالبية الضحايا من المدنيين.
وافاد خالد صيام مدير اذاعة فلسطين على موجة اف.ام في قطاع غزة، ان الجيش الاسرائيلي اقتحم مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون في شرق مدينة غزة بحي الشجاعية وقام بتفجيره الخميس.
وقال صيام ان الجيش الاسرائيلي الذي حاصر مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون بخمس دبابات "اقتحم المبنى وسرق عناصره بعض الارشيف والملفات والوثائق ثم وضعوا متفجرات داخل المبنى وفجروه".
وفي الوقت نفسه اطلقت مروحية اسرائيلية ليل الاربعاء الخميس اربعة صواريخ على مبنى يقع بالقرب من مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله بالضفة الغربية، اسفرت عن اصابة شخص واحد بجروح طفيفة كما ذكر مسؤولون فلسطينيون.
واضاف المسؤولون ان الصواريخ استهدفت مبنى يستخدمه ضيوف الرئيس عرفات الذين يأتون لزيارته بمروحية.
من جهة اخرى اعلنت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان فلسطينيين قتلا واصيب جنديان اسرائيليان بجروح اليوم في تبادل لاطلاق النار على حاجز للجيش قرب بلدة باقة الشرقية في شمال الضفة الغربية.
واضاف المصدر نفسه ان احد الفلسطينيين وصل مع شريك له على متن سيارة الى مقربة من الحاجز فنزل وفتح النار على الجنود الذين ردوا على النار بالمثل فاردوه.
عندها نزل الفلسطيني الثاني من السيارة واطلق النار على الجنود الاسرائيليين فقتل عرضا فلسطينيا كان على الحاجز ينتظر العبور، كما اصاب جنديين اسرائيليين بجروح حسب ما اضافت الاذاعة.
من جانب اخر افادت مصادر طبية ان فلسطينيا قتل برصاص الجيش الاسرائيلي في منطقة السلام برفح جنوب قطاع غزة خلال عملية التوغل المستمرة.
واعلن مدير مستشفى رام الله حسني عطوي ان فلسطينيا قتل برصاص جنود اسرائيليين على حاجز بين رام الله بالضفة الغربية والقدس.
ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000 الى 1268 بينهم 971 فلسطينيا و275 اسرائيليا.
وشيع آلاف الفلسطينيين اليوم سبعة من القتلى الذين سقطوا في الاربع والعشرين ساعة الماضية برصاص وقذائف الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة بينما توعدوا بتصعيد الانتفاضة والمقاومة الى حين انهاء الاحتلال.
وقد اطلقت العمليات الاسرائيلية اثر مقتل ستة جنود اسرائيليين الثلاثاء في كمين نصبه كوماندوس فلسطيني.
واستشهد الاربعاء 18 فلسطينيا في غارات وقصف اسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة اعتبرت الاعنف منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000.
وسيوجه شارون خطابا الى الامة في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي (18:3018 ت.غ) ينقله التلفزيون والاذاعة لشرح سياسته بعد تصعيد النزاع مع الفلسطينيين. وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة ان شارون سيرد على اسئلة الصحافيين بعد الخطاب.
وقال وزير الاتصالات الاسرائيلي روفن ريفلين ان "رئيس الوزراء سيتوجه الى الامة ليشرح بشكل واضح وليكرر القول ان اسرائيل ماضية في حربها ضد الارهابيين الذين لن يتمكنوا من انتزاع نجاحات سياسية".
واضاف ريفلين الذي يعتبر من المقربين من شارون ان "رئيس الوزراء سيكرر التأكيد ايضا ان اسرائيل لا تنوي العودة الى ادارة شؤون الحياة اليومية لسكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وادارة نظامهم التعليمي وسبل توزيع المياه عليهم".
ويشير الوزير الاسرائيلي بذلك الى رفض شارون الرضوخ لنداءات بعض المتطرفين في حزب ليكود واليمين المتطرف الذين يطالبون باعادة احتلال المناطق الفلسطينية.
وقال شارون في ختام اجتماع للحكومة الامنية الاسرائيلية الاربعاء "نحن نواجه مسالة شديدة التعقيد (...) علينا ان نعمل على حلها من دون دفع البلاد الى الحرب".
اعتقال المسؤولين عن تصفية زئيفي
وفي موازاة ذلك اعلن مسؤول في الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان الشرطة الفلسطينية اعتقلت العنصرين التابعين للجبهة الشعبية اللذين نفذا عملية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
واوضح المصدر نفسه ان العنصرين اعتقلا في نابلس شمال الضفة الغربية بينما كانا برفقة المسؤول العسكري في الجبهة الشعبية احمد غلمة.
وقال نبيل عمرو وزير الشئون البرلمانية الفلسطيني في تعقيبه على عملية الاعتقال "لقد أعلنا في السابق أننا سنلاحق (القتلة) وقد قمنا باعتقالهم الليلة الماضية".
وقال أن الفلسطينيين الثلاثة اعتقلوا في مدينة نابلس بالضفة الغربية ليلة الاربعاء/الخميس.
وصرح العقيد طلال دويكات مدير المخابرات العسكرية الفلسطينية أنه "تمكنا من اعتقال المتهمين الثلاثة وهم باسل الاسمر وحمدي قرعان وعاهد ابو غلمة قائد كتائب شهداء أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وقال دويكات أنه "تمت مداهمة مدينة نابلس الاربعاء من قبل أفراد الشرطة الفلسطينية وبعد اشتباك مسلح بين الشرطة والمجموعة تم اعتقال الثلاثة".
وأكد دويكات أن عملية الاعتقال تمت بأوامر من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واعتقال قتلة زئيفي هو احد الشروط التي وضعها شارون للسماح لعرفات بحرية التنقل حيث يحاصره الجيش الاسرائيلي منذ 3 كانون الاول/ديسمبر في رام الله.