الفاتيكان يبارك الانترنت.. ولكن

مدينة الفاتيكان - نشرت الفاتيكان أكثر دراساتها شمولا عن الانترنت الخميس، حيث حثت قادة الكنائس على تشجيع التكنولوجيا الجديدة ولكنها أيضا حذرت من مخاطر "إمبريالية ثقافية جديدة".
وقالت الدراسة أنه يتعين وضع معايير دولية "للارتقاء بالصالح الدولي العام وحمايته".
وفي وثيقتن وضعهما المجلس الباباوي للاتصالات الاجتماعية، أبلغت الكنيسة الكاثوليكية أن الانترنت هي وسيط ذات "قدرة ملحوظة على التغلب على البعد والعزلة".
وقال رئيس الاساقفة جون بي. فولي في وثيقة تحت عنوان "الاخلاقيات في الانترنت"، أن "الانترنت يمكن أن تقدم إسهاما هائلا للحياة البشرية".
ومضت الوثيقة "إنها يمكن أن تعزز الرخاء والسلام، والنمو الفكري والجمالي والتفاهم المتبادل بين الشعوب والدول على نطاق دولي".
كذلك فإن الانترنت تأتي "بتغيرات ثورية في التجارة والتعليم والسياسة والصحافة" وكذلك في العلاقات بين الدول والثقافات.
غير أنها يمكن أن تستخدم في "الاستغلال والتلاعب والهيمنة والافساد".
ومن بين المخاطر التي تمثلها هذه التكنولوجيا الجديدة نشر المواد الاباحية ومواقع الكره والنميمة والقتل المعنوي الذي ينصب على تلويث سمعة الشخص.
ومضت الوثيقة "ويمكن للانترنت أن توحد بين الناس، ولكنها يمكن أيضا أن تقسمهم كأفراد وكجماعات تضمر الشكوك إزاء بعضها البعض وتفصلها الايديولوجيا والسياسة والممتلكات والاعراق والاختلافات بين الاجيال وحتى العقيدة".
ويتمثل أحد التحذيرات في أنه "سيكون من المثير للمفارقة المؤلمة إذا عادت هذه الالية الاتصالية التي تتمتع بإمكانيات كبيرة لجمع الناس سويا، إلى نشأتها أثناء الحرب الباردة وأصبحت ساحة للصراع الدولي".
ومن الامور التي تعد مصدر قلق للكنيسة ما عرف "بالهوة الرقمي" التي وصفته بأنه "نوع من التمييز يفصل بين الفقراء والاغنياء، بين الدول وداخلها، على أساس إمكانية الدخول إلى تلك التكنولوجيا الجديدة من عدمه".
كذلك تعد قضية الهيمنة الثقافية موضع اهتمام الكنيسة التي ترى "أن الرسالة المحملة بالقيمة للثقافة الغربية العلمانية" قد تمثل مشاكل للكثير من الشعوب والمجتمعات التي تعد في الكثير من الحالات "غير معدة لتقييمها والتعامل معها".
وبينما دافعت الكنيسة عن حرية التعبير وحرية تبادل الافكار، فإنها حثت السلطات على تطبيق نظم، وقالت أنه من المفضل أن يتم ذلك من خلال تنظيم التكنولوجيا لنفسها.
وقالت الوثيقة "إن الانترنت لا يجب أن تكون معفاة أكثر من وسائل الاعلام الاخرى من القوانين المعقولة بشأن التحريض والقذف والنصب والمواد الاباحية الخاصة بالاطفال والاباحية بصفة عامة وكذلك الجرائم الاخرى".
وقالت "إن تنظيم الانترنت أمر مرغوب فيه، وأنه افضل من ناحية المبدأ أن تقوم الصناعة نفسها بتنظيم ذاتها".
وفي نفس الوقت عبرت الكنيسة عن أسفها "للمحاولات من قبل السلطات العامة للحيلولة دون الوصول إلى المعلومات لانهم يجدون فيها تهديدا أو إحراجا لهم، فيما يتعلق بالتلاعب بالجمهور عن طريق الدعاية والمعلومات المغلوطة، أو إعاقة الحرية المشروعة للتعبير والرأي".
وعلى الرغم من أن "النظم السلطوية هي الاكثر إساءة في هذا الصدد" إلا أن الوثيقة تقول أن المشكلة قائمة أيضا في المجتمعات الديمقراطية، "حيث يعتمد الدخول إلى وسائل الاعلام من أجل التعبير السياسي في الغالب على الثروة كما يقوم الساسة ومستشاريهم بانتهاك الحقيقية والنزاهة عن طريق سوء تصوير خصومهم وتقليص القضايا داخل أبعاد البيانات الاعلامية".
أما الوثيقة الثانية التي تحمل عنوان "الكنيسة والانترنت" فيدعو فيها كبير الاساقفة فولي أعضاء الكنيسة والقادة إلى أن يتعلموا استخدام "الامكانيات الكاملة لعصر الكمبيوتر".
وتقول الوثيقة "إن الخوف من التكنولوجيا أو من أي سبب آخر هو أمر غير مقبول".
وتحظى الانترنت باهتمام كبير على نحو متزايد من قبل الفاتيكان والبابا يوحنا بول الثاني.