الجيل الثالث للمحمول يستعد لغزو الاسواق

ربما يوفر معرض تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر (سيبيت) الذي يفتتح الاربعاء في المانيا مؤشرا للتطورات التي ستحدث في مجال خدمات الجيل الثالث من الهاتف المحمول عندما تكشف شركة إي-بلاس النقاب عن الجديد لديها.
وستعرض الشركة، وهي أحد فروع شركة كي.بي.إن الهولندية، خدمة إنترنت ترفيهية عبر الهاتف المحمول تسمى "آي-مود"، وهي خدمة حققت بالفعل نجاحا كبيرا في اليابان.
ومن المنتظر أن تكون خدمة الترفيه - التي تعني كل أنواع الالعاب بالاضافة لاشكال أخرى من الترفيه من خلال الهاتف المحمول - إحدى السمات الرئيسية لتكنولوجيا الجيل الثالث من الهواتف النقالة يو.إم.تي.إس (نظام الهاتف المحمول العالمي) عند طرحها في ألمانيا. وينتظر أن تحقق الشركات من خلالها أرباحا كبيرة.
وعلى عهدة كل من جيرهارد شميت ويورجن كتزكوفسكي، يمكن لهواة الانترنت والهاتف المحمول التطلع إلى حدوث "الانفجار الكبير" في ألمانيا في خريف العام الحالي.
ويريد شميت رئيس شركة "موبايل كوم" وكتزكوفسكي، نظيره في شركة "فودافون دي-،2 طرح أول خدمات لتكنولوجيا يو.إم.تي.إس في ألمانيا حيث لن يكون هناك حدود للحصول على أي معلومات أو الاستمتاع بأي ألعاب على شبكة الانترنت بواسطة الهاتف المحمول.
لكن يتعين على شركات تقديم تكنولوجيا يو.إم.تي.إس للهاتف المحمول أن تتوخى الحرص لكي تتمكن من الوفاء بوعودها بتحقيق معجزات تقنية.
حيث أنه يتعين أن تكون شبكات الهاتف المحمول مجهزة لنقل البيانات والصور بسلاسة وسرعة تفوق عدة مرات سرعة الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة (آي.إس.دي.إن).
بالاضافة إلى ذلك، فإنه يتعين على تلك الشركات أن تضمن نجاح الربط بين النظامين القياسيين الحاليين، جي.إس.إم/جي.بي.أر.إس (النظام العالمي لاتصالات المحمول/الحزمة العامة للخدمة اللاسلكية) وتكنولوجيا يو.إم.تي.إس حتى لا يضطر العملاء لمعاودة الاتصال أكثر من مرة لدخول الشبكة.
وسيقتصر بناء شبكات يو.إم.تي.إس في البداية على المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة. ويلزم أن تكون الهواتف المحمولة الجديدة قادرة على العمل بالطريقتين - الجديدة يو.إم.تي.إس ونظامي جي.إس.إم/جي.بي.أر.إس القديمين.
ووعدت بعض شركات صناعة المحمول، مثل إريكسون وموتورولا وسيمنس ونوكيا، بطرح الاجهزة الجديدة بين منتصف 2002 وأوائل عام 2003. ولكن التجارب السابقة تشير إلى حدوث تأخيرات، مثلما حدث عندما طرحت تكنولوجيا جي.إس.إم في مطلع التسعينات.
لكن ماتياس كورت، رئيس الوكالة الالمانية لتنظيم خدمات الاتصالات والبريد، ليس قلقا بهذا الخصوص. وقال "لكل تكنولوجيا مشاكل في بدايتها" والتي يمكن حلها لاحقا.
ويقول كوتزكوفسكي رئيس فودافون التنفيذي أن المبدأ الذي يتمسك به في عمله هو، تقديم الخدمة أولا لمن يأتي أولا.
وفي ضوء ازدياد السوق تشبعا بصورة مطردة حيث يقدر أن عدد من يستخدمون الهاتف المحمول في ألمانيا التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة سيصل إلى 57 مليون شخص بنهاية عام 2002 ربما يضطر الكثير من الشركات للخروج من المنافسة. ولن يكتب البقاء إلا لتلك التي تقدم خدمات أكثر جذبا.
وقبل بدء تشغيل نظام يو.إم.تي.إس، سيتعين على الكثير من شبكات المحمول تطوير نظام إس.إم.إس (خدمة الرسائل القصيرة) الحالي الناجح إلى نظام إم.إم.إس (خدمة رسائل الوسائط المتعددة). ويعني النظام الجديد أنه بالاضافة إلى النصوص الكلامية، سيمكن استخدام الهاتف المحمول في إرسال واستقبال الصور أو الموسيقى أو الرسوم الهزلية أو الرسوم المتحركة.
ويتساءل كورت: إذا كانت خدمة سهلة في التشغيل مثل إس.إم.إس ناجحة بهذه الدرجة، فما هي فرص النجاح عندما تتاح خدمة سهلة الاستخدام بشكل حقيقي.
وجاءت الاجابة على جانب من السؤال من ماتياس بليكا المدير الاداري لشركة اكسونيو لخدمة معلومات التليفون المحمول.
وقال بليكا "على أقصى تقدير سيكون نظام يو.إم.تي.إس يعمل بشكل كامل متاحا في المناطق عالية الكثافة السكانية في الخريف".
وكانت شركة تي-موبايل، التابعة لمجموعة دويتشه تيليكوم وهي أكبر شركة في السوق الالمانية لخدمات المحمول، قد أخمدت مؤخرا التوقعات المتفائلة بشأن موعد طرح تكنولوجيا يو.إم.تي.إس.
وقال رينيه أوبرمان رئيس عمليات تي-موبايل في أوروبا "لن نطرح خدمات يو.إم.تي.إس في السوق إلا عندما تفي هذه التقنية وأجهزة المستخدم النهائي والخدمات بمتطلبات الجودة العالية التي نشترطها". ونتيجة لذلك، تعتزم تي-موبايل البدء في طرح هذه الخدمات في ألمانيا في منتصف عام 2003.
وتراهن شركتا تي-موبايل، فودافون/دي-2 والشركات الاخرى على الكثير هنا. ففي ضوء الاستثمارات التي أنفقت بالفعل والتي تقدر بمليارات اليورو، لا يمكن لهذه الشركات أن تتحمل إخفاق مشابه لما حدث مع خدمة "واب" (الدخول على الانترنت بواسطة الهاتف المحمول).
فقد دفعت شركات تشغيل المحمول أكثر من 100 مليار يورو (87 مليار دولار) للحصول على تراخيص لنظام يو.إم.تي.إس واضطرت إلى اقتراض مبالغ كبيرة في بعض الحالات. ويتعين على هذه الشركات إنفاق مليارات أخرى لبناء الشبكات اللازمة.
وينتظر أن يتم تطوير نظام جي.بي.أر.إس الحالي لنقل البيانات عبر الهاتف المحمول خلال عام 2002 ليتسنى استخدام الهاتف في الالعاب وغيرها من أشكال الترفيه، قبل انطلاق خدمات يو.إم.تي.إس.
ويعكس كل ذلك الادراك الذي توصلت إليه شركات التليفون المحمول: وهو أن الارباح والمكاسب المستقبلية لن تتحقق من خلال الخدمات الصوتية، بل من خلال نقل المعلومات والبيانات.