دراسة أميركية: الثدييات الحديثة انطلقت من اسيا

يؤكد علماء كاليفورنيون ان اسيا كانت قبل حوالي 55 مليون سنة مهدا لعائلة كبيرة واحدة على الاقل من الثدييات الحديثة، وفق دراسة نشرتها مجلة "ساينس" الاميركية الجمعة.
والاكتشافات الاكثر دلالة تتعلق بحيوانات تعتمد على القنص والحيوانات اللاحمة، اسلاف الكلب والهر، التي تواجدت في اسيا على ما يبدو قبل ان تظهر في اوروبا واميركا الشمالية.
ويقول غابرييل بوين، الذي يعد رسالة دكتوراه في علوم الارض في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، والمعد الرئيسي للدراسة، ان "هذه المجموعات انتقلت على الارجح الى اميركا الشمالية عبر مضيق بيرينغ، الذي يصل المحيط الهادىء بالمحيط المتجمد الشمالي، بعد حدوث ارتفاع في حرارة المناخ تمت في الفترة الانتقالية بين الحقبتين الاولى والثانية في العصر الجيولوجي الثالث القديم".
كما توصل الباحثون الى ان الرئيسات، ومنها القرود، والحيوانات ذات الحوافر، كانت تعيش في اسيا في الوقت نفسه الذي عاشت مثيلاتها في اميركا الشمالية، وربما قبلها.
ويقول بوين "استنادا الى افضل المعلومات التي بحوزتنا حول الحيوانات الاسيوية، يبو ممكنا ان هذه المجموعات كانت موجودة اولا في اسيا، لكننا لا نستطيع تأكيد ذلك في الوقت الحالي".
واتاح البحث، للمرة الاولى، المقارنة بين احفوريات عثر عليها في اسيا واوروبا واميركا الشمالية، خلال فترة التسخن المناخي الموازية، في العصر الجيولوجي القديم الثالث، لدى الانتقال بين الحقبتين الاولى والثانية، كما يؤكد البروفسور بول كوش.
ويقول كوش، عضو الفريق "بات بوسعنا ان نرى ما كان يجري في آسيا في الفترة التي جرت فيها تغيرات عميقة لدى الحيوانات في اميركا الشمالية واوروبا".
وتؤكد النتائج ما توصلت اليه الدراسات بشأن العلاقة الوراثية بين مختلف عناصر العالم الحي بحيث تجعل من اسيا مهدا للعديد من كبرى مجموعات الثدييات ومن بينها الرئيسات والحيوانات ذات الحوافر، والثدييات ذات الاظلاف كفرس النهر والثيران.
وعمل الباحثون الاميركيون بالتعاون مع معهد الاحاثة وعلم الانسان القديم في اكاديمية العلوم الصينية. وقاموا باخذ عينات من جنوب الصين.
وتعتمد تقنيات البحث المستخدمة على تحليل النظائر والعلامات المغنطيسية بما اتاح للباحثين تصنيف عينات الاحافير وفق تتابعها الزمني في الصين بتلك التي تعود الى الحقبة نفسها والتي عثر عليها في اميركا الشمالية واوروبا.
ومن خلال اخذ عينات من العقد الكربونية في الطبقات الرسوبية امكن تحديد تلك التي تعود الى حقبات التسخن المناخي في العصر الجيولوجي الثالث.
وتم تسجيل التغيرات في الحقل الكهرومغنطيسي للارض في الطبقات الصخرية المختلفة بما يتيح تصنيف العينات المأخوذة من مناطق مختلفة بصورة افضل من حيث تاريخها.
ويوضح بوين "انه امر نادر ان نتمكن من معرفة توزيع المجموعات الحيوانية على عدد من القارات خلال فترة محددة".