جاليليو الاوروبي يتفوق على جي.بي.اس الاميركي

بروكسل - قال مسئولو الاتحاد الاوروبي أن نظام جاليليو للملاحة باستخدام الاقمار الصناعية والذي وافقت عله الحكومات الثلاثاء سوف يكون أكبر وافضل من نظام تحديد المواقع العالمي الاميركي المنافس المعروف اختصارا باسم جي.بي.اس.
وقال بيان صادر من المفوضية الاوروبية أن نظام جاليليو الذي سيستخدم فقط في الاغراض المدنية سوف يكون "أكثر تقدما وأكثر كفاءة وأكثر اعتمادا عليه من نظام جي.بي.اس الاميركي".
وقالت المفوضية أن نظام جاليليو سوف يكسر الاحتكار الاميركي للملاحة باستخدام الاقمار الصناعية.
وقالت لويولا دي بلاسيو نائب رئيس المفوضية أن تبني وزراء النقل الاتحاد الاوروبي للمشروع هي "أخبار طيبة" لاوروبا التي تجاهد لاحياء اقتصادها وتقليص الاعتماد على الولايات المتحدة.
وقالت بلاسيو "إن ذلك يبرهن على قدرة أوروبا على الاضطلاع بمشروع صناعي ضخم سوف يخلق 150 ألف وظيفة كما سيدر عائدا يصل إلى عشرة مليارات يورو".
وأضافت "إن جاليليو سوف يسمح لنا بالاحتفاظ باستقلاليتنا وسيادتنا وقدراتنا التكنولوجية".
وقال مسئولون في الاتحاد الاوروبي أن المشروع يمكن مقارنته بمشروع كونسرتيوم إيرباص الذي يجمع عدة شركات أوروبية في مجال صناعة الطائرات المدنية وظهر كمنافس لشركة بوينج الاميركية.
وكان تصويت الثلاثاء على بدء المشروع تصويتا بالاجماع على الرغم من الشكوك السابقة من قبل بريطانيا وألمانيا وهولندا بشأن تكلفة المشروع والمخاوف من أنه قد لا يجذب استثمارات خاصة.
وكان زعماء بلدان الاتحاد الاوروبي، الذين التقوا خلال قمة الاتحاد في برشلونة منتصف الشهر الجاري، قد أمروا وزراء النقل دول الاتحاد الخمسة عشر بالكف عن الجدل والموافقة على تمويل المشروع.
ووافق الوزراء الثلاثاء على مرحلة بدء المشروع التي تتكلف 1.1 مليار يورو وعلى إنشاء هيئة مشتركة لاطلاق مشروع جاليليو بالتعاون مع وكالة الفضاء الاوروبية.
وكانت 38 شركة أوروبية، معظمها شركات طيران وإلكترونيات فرنسية وإيطالية وأسبانية من بينها إيرباص وتيلز ويوتيلسات، قد ذكرت في بيان مشترك الاسبوع الماضي أن جاليليو له "أهمية حيوية .. لتطوير أسواق تكنولوجيا متقدمة هامة وخلق أكثر من 100الف وظيفة".
وسيتم تطوير المشروع خلال مدة تستغرق أربعة أعوام حيث يتوقع إطلاق أول قمر صناعي من بين نحو 30 قمرا في عام .2006 ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل الكامل في عام 2008.
وبخلاف المنظومة الاميركية جي.بي.إس المناظرة لمشروع جاليليو، والتي يديرها الجيش الاميركي، فإن المشروع الاوروبي سيستخدم فقط لاغراض مدنية.
وكانت واشنطن قد أعربت عدة مرات عن عدم ارتياحها من خطة الاتحاد الاوروبي بهذا الشأن، حيث قالت أن الاوروبيين لا يحتاجون لتطوير نظام ملاحي خاص بهم.
وقال المسئولون في بروكسل أنهم مستعدون للتعاون مع الولايات المتحدة وأن نظام جاليليو سوف يكون متوائما مع نظام جي.بي.أس الاميركي.
ومن المتوقع أن يتم استخدام جاليليو استخداما مكثفا من قبل صناعة السيارات في مجال الملاحة اللاسلكية، غير أن الخبراء يقولون أنه سوف يساعد أيضا في تعزيز نظام النقل الاوروبي كما ستستخدمه قطاعات المصارف والطاقة وقطاع الجيولوجي وقطاعات أخرى.
وقال مسئول بالمفوضية "لاشك أن خدمات الطوارئ الطبية ستجد أن النظام لا غنى عنه ولكنه أيضا سوف يساعد في توجيه كفيفي البصر وتوفير المساعدة لمن يعانون ضعفا في الذاكرة بسبب مرض الزهايمر".