المنزل الذكي ينتظرك في اليابان

طوكيو - من فرانسواز كادري
روبوت يقرأ لك الرسائل وآخر يستقبلك راقصا

بدءا من تلقي الطلبات الى اعداد صالة الاستحمام وتشغيل غسالة الملابس او اشعال الفرن لطهي طعام العشاء: المنزل الذكي اصبح حقيقة واقعة في اليابان.
هذا ما اكدته حوالي عشرين من كبرى شركات البرمجيات والادوات المنزلية الكهربائية والشركات الناشئة التي شاركت حتى 20 اذار/مارس في تجربة حية كبيرة مولتها جمعية الصناعات الالكترونية اليابانية (جيتا) ووزارة الاقتصاد.
فقد عرضت هذه الشركات في حي تاما، غرب اليابان، 50 من التجهيزات الالكترونية بات 70% منها في السوق، على ان يتم انزال الباقي الى الاسواق خلال اشهر.
ويؤكد يوشينوري سوجيهارا، مدير مكتب ترويج المنتجات الخاصة لدى جمعية الصناعات الالكترونية "في العادة، يبدو كل ما هو مرتبط بالتكنولوجيا معقدا في نظر المستهلكين، لكن هذه المرة، عرضنا تطبيقات في منتهى البساطة".
ويبدو المنزل الذكي عبارة عن مجمع لادوات يتم تشغيلها عن بعد عبر الهاتف المحمول سواء لري الحديقة من المكتب او تقديم بعض قطع البسكويت للقطة.
وقرب المدخل، وضع صندوق يتم تشغيله ايضا بالهاتف المحمول (ان تي تي دوكومو) لاستقبال الطرود ويقوم آليا باصدار ايصال استلام. وفي المدخل، تتولى آلة سمعية بصرية تصور الزائرين الذين يقرعون الجرس.
ولم تغب عن بال المصممين الاحداث الطارئة، كأن ينهمر المطر فجأة والغسيل لا يزال على الحبل! وهنا يكفي الاتصال من الهاتف المحمول ليقوم الكمبيوتر المركزي للمنزل بتغيير موقع الغسيل ووضعه تحت سقف يقيه من المطر.
ولدى العودة الى المنزل، لم تعد بحاجة الى البحث عن مفاتيحك، اذ يكفي ادخال اصبعك في القفل الذي يتعرف على البصمة (ماتسومورا انجينيرينغ) ليفتح الباب ويستقبلك روبوت على شكل كلب ايبو الشهير لشركة سوني راقصا.
وفي المطبخ الذي يشكل ايضا قاعة الطعام، يستقبلك روبوت اخر بالتحية ليقرأ لك الرسائل التي تلقيتها خلال النهار.
وفي المطبخ، توجد شاشة (باناسونيك) تقوم بمراقبة المنزل من مصابيح واجهزة تكييف ونوافذ، ويمكن تحويلها الى شاشة عرض سينمائي متصلة بجهاز فيديو رقمي.
وفي احدى الزوايا، توجد لائحة اتصال يمكن استخدامها كهاتف داخلي او للحديث مع شخص او طفل في غرفة اخرى.
وفي الثلاجة، يقوم قسم المشروبات بتنبيهك عندما تنفد محتوياته ويقوم آليا بطلب الحصول على مشروبات اخرى. والامر نفسه يتكرر مع خزانة المؤن (يودوكو) المتصلة بالمتجر الذي تتعامل معه.
ويمكن للفرن (شارب) ان يصل نفسه بالانترنت ويخزن الآلاف من وصفات الطبخ، كما تقوم غسالة هيتاشي وحدها بالاتصال بشركة الصيانة في حال صادفها عطل، وتتعرف لوحدها على نوع الملابس المراد غسلها لتقرر اختيار برنامج الغسيل.
وفي صالة الاستقبال، توجد شاشة تتيح متابعة دروس تعليم اللغة التي يوفرها مركز "نوفا" الياباني، المتصل بالانترنت، في اي وقت من النهار او الليل.
وفي غرفة لعب الطفل، توجد عدة شاشات محملة بالالعاب الالكترونية، وكلبان-روبوت ايبو يلعبان داخل صندوق. وبجانبها، غرفة اخرى فيها سرير من تصميم شركة "امينيتكس" يقوم بقياس ضربات قلب الجد. كما يقوم ميزان حرارة الكتروني صممته "زوجيروشي" بارسال رسالة الكترونية الى شخص محدد مسبقا عندما يكون خارج الاستعمال لفترة معينة.
ومنزل تاما المزود بتجهيزات بقيمة خمسة ملايين ين (الدولار يساوي حوالي 130 ينا) جذب 5500 زائر خلال خمسين يوما. وهناك مشروع لتكرار العرض مع نهاية 2002 وبداية 2003.
وقال سوجيهارا ان "شركات من كافة التخصصات ومن جميع انحاء البلاد جاءت للاطلاع على هذا المشروع وطلبت المشاركة فيه".
ويؤكد ان المنزل الذكي "سيكون مشروعا تجاريا ضخما" مضيفا انه "ينتظر ان تظهر تطبيقات جديدة من خلال التحالف بين شركات من مختلف القطاعات، من شركات الهندسة الى البرمجة، والمتخصصين في البرامج التعليمية او الترفيهية، وشركات النقل وتسليم الاغذية.
وقال ان "الولايات المتحدة طورت احتياجات السوق المهنية لتكنولوجيا المعلومات مع «اي بي ام» ومايكروسوفت وانتل. اليابان ستفتح سوق الافراد. ستكون تلك الثورة الثانية لتكنولوجيا المعلومات".