يهود اليمن: لسنا صهاينة وشارون لا يمثلنا

صنعاء
الباقون منهم يعيشون بامن وسلام في اليمن حتى اليوم

عبرت جماعة يهودية تمثل جزءا من الاقلية العبرية المتواجدة في منطقة ريده التي تبعد 600 كيلومتر عن العاصمة اليمنية صنعاء عن موقفها المغاير للمواقف الصهيونية المتشددة من العملية السلمية وتطلعاتها في المنطقة.
وقال"يحيى عياش" الرجل الذي يمثل المرجعية الدينية ليهود اليمن "شارون لا يمثلنا وافعاله بالفلسطينيين لا نرضى عنها، أنها جرائم محرم في الشريعة اليهودية".
من جانبه، قال أحد اليهود من كبار السن "نحن لسنا كالآخرين. يهود اليمن، حتى اولئك الموجودين في اسرائيل، هم أول من ينادون بالسلام".
وتحتل ثقافة السلام عند اعضاء هذه الجماعة ابعادا اخرى تختلف عن تلك القائمة على مبدأ الاستحواذ وفرض منطق القوة الذي تنتهجه الدولة العبرية في الاراضي العربية المحتلة.
ولا يتردد يهود اليمن في الاعلان عن موقف صريح تجاه سياسات الدولة التي تدعي انها تمثلهم وتحتوي آمالهم الموعودة،حيث يرى ما تبقى من يهود اليمن أن الحظ قد حالفهم وكانوا محظوظين لانهم لم يخدعوا بتلك الوعود السرابية التي دفعت الكثيرين منهم الى التوجه الى اسرائيل في ستينات القرن الماضي بعد أن زينت لهم رحلات التهجير اليهودية ملامح حياتهم القادمة في اسرائيل ليكتشفوا وبعد اشهر قليلة انهم كانوا ضحية مخططات هدفت فقط الى استقطابهم دون أي ضمانات استقرار تذكر.
وتحدثت "فنه"، إحدى اليهوديات المتبقيات في اليمن وهي في العقد الخامس من عمرها، تحدثت بتأثر عن حياة بعض اقاربها الذين لم تعد تذكر سوى اطيافهم منذ رحيلهم الى اسرائيل في الستينات قائلة "انهم لا يستطيعون العودة الى هنا وهم نادمون لفقدهم حياتهم الآمنة والمستقرة في اليمن".
ويشاطر " فنه" رأيها أحد ابنائها حيث قال "نحن محظوظون. هنا نتمتع بكامل الحرية، نمتلك بيوتا لا ينازعنا عليها احد ونعامل كما يعامل أي مواطن يمني، ونتمتع بحقوق المواطنة الكاملة".
ويستنكر يهود اليمن أي ربط بين ثوابت التعايش السلمي القائم على المودة والتقدير والتكافل التي تشربوها من مجاورتهم لأدبيات حياة مجتمع مسلم وبين تلك المبادئ التي تقوم عليها الصهيونية التي يتبرءون منها ويرفضون اعتبارها ثقافة تعبر عن تطلعاتهم كيهود إذ يسارع بعضهم الى القول بمجرد ذكر الصهيونية "نحن نكره الصهيونية، لسنا صهاينة ولا يوجد أي ارتباط بين الصهيونية واليهودية التي نعرفها ونؤمن بها".