ايطالي يمكن ان يكشف اسرار ذاكرة الانسان

ماذا يحدث في الداخل؟

روما - ذكرت صحيفة لاريبوبليكا في موقعها على شبكة الانترنت الخميس أن العلماء في ميلانو يعتزمون أخذ عينات من دم رجل إيطالي في مسعى لاكتشاف السر وراء ما يتمتع به من ذاكرة مذهلة.
ويقول جياني جولفيرا (24 عاما) أنه حفظ 261 بحثا في الفلسفة عن ظهر قلب وأن بمقدوره تذكر أحداث وقعت عندما كان عمره لا يتعدى عاما واحدا.
وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي وجهت الدعوة لجولفيرا لالقاء محاضرة في مستشفى سان رافاييلي في ميلانو برهن خلالها على قدرته المدهشة. فقد دون الطلاب تسلسلا عشوائيا من 48 رقما على صفحة كبيرة تركت لجولفيرا للتمعن فيها لمدة 3 دقائق، ردد بعدها كافة الارقام عن ظهر قلب.
وقال جولفيرا للطلاب أنه دأب على تدريب ذاكرته بشكل يومي منذ كان في الحادية عشرة من عمره.
ويشرف جولفيرا أسلوبه في التذكر بأنه يقسم مخه إلى 100 "حجرة" يملؤها بصور عقلية حية لا بمجرد معلومات ومفاهيم عقيمة. وعلى حد قوله فإن هذا يجعله يشعر كما لو أنه "يعيش" بين أقسام كتاب ويتجول بينها.
ويعتقد العلماء أن الذاكرة يمكن تقويتها بالتدريب، تماما مثل تقوية العضلات برفع الاثقال. ويقول العلماء أن تنشيط الاتصالات العصبية داخل المخ البشري والتي تعرف علميا بنقاط التماس بين الخلايا العصبية من خلال التدريب، يمكنه على سبيل المثال دعم المستقبلات البروتينية في المخ التي تساعد في نقل الاشارات العصبية.
غير أن العالم الايطالي أنطونيو مالجارولي الذي استخدم اختبارات الكشف الاشعاعي الفلوريسنتي للكشف عن نشاط نقاط الاتصال العصبية حينما ينشط المخ في عمليات التعلم أو التذكر، يعتقد أن العوامل الجينية تلعب دورا أيضا.
فوالد جولفيرا وجده، وكلاهما عملا كطيارين، يتمتعان أيضا بذاكرة جيدة.
ويقول البروفيسور مالجارولي "تماما كما أن مرض الزهايمر، وهو شكل متقدم من عته الشيخوخة المبتسرة وأول أعراضه فقدان الذاكرة، له مكون وراثي، فإن هناك أسرا بعينها تتمتع بقدرات خارقة على التذكر".
ويريد البروفيسور مالجارولي الان استخدام عينات دم من أسرة جولفيرا في دراسة الحمض النووي (دي.إن.ايه) الخاص بها في مسعى لاكتشاف الجديد عن الاسرار العديدة التي تحيط بعالم الذاكرة.