نص خطاب الرئيس العراقي صدام حسين إلى الأمة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب"
"صدق الله العظيم"
أيها الشعب العظيم .. يا شعب البطولات والمآثر والمجد .. يا شعب الإيمان
والجهاد والتضحيات والحمية والنخوة ..
يا أبناء امتنا المجيدة في كل مكان..
أيها المجاهدون والمناضلون العرب..
يا شعب فلسطين أبطالا ومجاهدين ومناضلين وماجدات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد استهان العدو الباغي الأميركي والصهيوني بقدرات الأمة وبموقفها إلى حد الذي صار يستهزئ بهذه القدرات بل وصار يستخدم جانبا منها ضد خيرة أبنائها بعد أن روض من روضه على قبول حالة الضعف والمهانة التي ادخل النفس تحت وطأتها وشرنقتها ومما يستفز كل نفس حرة مؤمنة أبية ما يجرى الآن ضد أهلنا المظلومين في فلسطين من قتل وتدمير وإهانة موجهة بالأساس ضد الأمة العربية والإسلامية وليس إلى الفلسطينيين الأبطال والفلسطينيات الماجدات الذين يواجهون العدو الصهيوني وجيوشه المعتدية بالحجارة وأنواع بسيطة من الأسلحة عتادها الأساس الصدور العامرة بالأيمان والتفاؤل بان المستقبل للفلسطينيين وللامة المجيدة وليس للكيان الصهيوني المغتصب وللإدارات الأميركية عدوة الشعوب والأمم.
أيها الاخوة ..
أن العدوان الصهيوني الذي يقتل أمام شاشات التلفاز إخواننا وأخواتنا وشعبنا في فلسطين قد حصل وفق تدبير مشترك بين الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية وهدفه ليس احتلال الأرض الفلسطينية والعربية وفق ما حصل في عامي 1948و 1967 فحسب وانما كسر إرادة الفلسطينيين والإرادة العربية وإجبارها على الاستسلام خانعة ذليلة للتحالف الصهيوني الأميركي .. ولان القدر يرتب على أبنائه استحقاقهم من الشرف والفضيلة ويصيرهم مثابة أمام الله وشعوبهم والتاريخ بقدر وزن ما ترتبه قدرتهم وإيمانهم وفعلهم عند مواجهة الظروف الصعبة والامتحان العسير من نجاح في اجتياز خوانق الدروب بعلامات ودرجات ترضي الله والشعب.
ولان أميركا ومن يردفها قد صموا آذانهم عن المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعبنا في فلسطين بعد أن تواطؤا معه عليها، ولان أي عنصر من عناصر الثروة أن لم يستخدم من اجل إعلاء الأيمان والشرف والفضيلة ويدافع عن معانيها يتحول إلى عبء وضعف.
ولان أعداء الأمة والإنسانية لا يفهمون إلا اللغة العملية وردود الفعل التي تهز مصالحهم وتؤثر فيها على غير ما تشتهي أنفسهم المجبولة على الشر والرذيلة وهم يعادون الأمة ومنها شعب فلسطين، ولان الجماهير العربية والإسلامية بل والناس الشرفاء في العالم قد قالوا رأيهم وأعطوا موقفهم في كل المظاهرات ووسائل الاحتجاج الأخرى ضد العدو وإعلان التضامن مع شعب فلسطين وكذلك قال من قال من المسؤولين العرب ما هو قادر على أن يقوله وراغب في قوله فلم يردع العدو و لم يوقف هجومه الجبان هو وحليفته الباغية الإدارة الأميركية ضد شعب فلسطين المجاهد الأعزل من السلاح إلا مدد الإيمان الذي كرمه الله به وكرم قيادته ..
ولأننا أمة واحدة مصيرنا واحد وأمننا واحد، ولان أي روح مؤمنة تزهق أو الدم الذي يسيل في رام الله أو بيت لحم وغزة أو جنين أو القدس مثلما لو سال لا سمح الله في أي مدينة عربية أخرى وكأنه يسيل في بغداد أو الموصل والبصرة وكربلاء وصلاح الدين واربيل أو أي مدينة وقرية عراقية، فأن مجلس قيادة الثورة وقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس الوزراء في اجتماعهم المشترك الذي انعقد هذا اليوم الثامن من نيسان 2002 قرروا باسم شعب العراق الوفي المؤمن المجاهد الأمين مخبر المعاني العالية وذخيرة وبيرق أمته المجيدة إيقاف تصدير النفط بصورة كلية اعتبارا من بعد ظهر هذا اليوم الثامن من نيسان عبر الأنابيب المتجهة إلى الميناء التركي على البحر المتوسط وعبر موانئنا في الجنوب ولمدة ثلاثين يوما ثم ننظر أو حتى تنسحب جيوش الكيان الصهيوني دون قيد أو شرط من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها وتحترم إرادة شعب فلسطين وإرادة الأمة العربية في حقها في السيادة والأمن والكرامة والحياة .
أن هذا القرار موجه بالأساس ضد الكيان الصهيوني والسياسة الأميركية العدوانية وليس ضد أحد غيرهما ولا يقصد منه إيذاء إلا من قرر إيذاء الأمة العربية ومنها شعب فلسطين المكافح البطل ذلك لان إيذاء شعب فلسطين إيذاء لكل مؤمن صميم غيور في الإنسانية وفى امتنا وإننا أردنا بهذا القرار أن ندق ناقوس وصوت الأمة المؤمنة في القول برديف من الفعل الذي يذكر من ينسى .. ان الله اكبر وليخسأ الخاسئون.
الله اكبر والعزة لله العزيز القدير الحكيم ..
وأملنا كبير بإخواننا العرب والمسلمين بل وبكل المؤمنين أن يشجعوا خطوتنا المباركة هذه وان يباركوها ويدعموها بخطوات مماثلة من قبل أصحاب النفط وبخطوات أخرى للآخرين كل حسب ما يتيسر له من فرصة القيام بأجراء مؤثر بما يرضى الله والناس وموجبات النخوة للنفس وللامة وموجبات الأيمان الصادق بالله الواحد الأحد .
والله اكبر ..
الله اكبر ..
وليخسأ الخاسئون.