اول انتخابات بلدية في البحرين منذ نصف قرن

المنامة - من محمد فاضل
انتخابات البحرين تمثل تحولا ديمقراطيا طال انتظاره

يتنافس نحو 306 مرشحين بينهم 31 امرأة في الانتخابات البلدية التي تنظم الخميس المقبل في البحرين، وهي الاولى منذ 1957عام في هذه الدولة الخليجية الصغيرة لتي تخوض عملية اصلاحات ديموقراطية.
وسيشارك في الانتخابات اكثر من 237 الف ناخب من اصل 650 الف نسمة لتشكيل خمس مجالس بلدية مستقلة يتكون كل واحد من 10 اعضاء.
وكان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة دعا منتصف شباط/فبراير الى انتخابات بلدية في التاسع من ايار/مايو وتشريعية في 24 تشرين الاول/اكتوبر. ويندرج ذلك ضمن سلسلة من الاصلاحات السياسية التي تنص على مشاركة المرأة في الانتخاب والترشيح وانشاء محكمة دستورية.
ورحبت الجمعيات السياسية في البحرين، التي تشكل ما يعادل احزاب المعارضة، في غياب قانون حول الاحزاب في البحرين بالدعوة الى تنظيم الانتخابات، لكنها ابدت تحفظات حول تعديل الدستور وتقسيم الدوائر الانتخابية في المملكة.
وصرح حسن مشيمع نائب رئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامية ان "مشاعر الاحباط التي ما تزال باقية لدى الناخبين حيال التعديلات الدستورية وتقسيم الدوائر الانتخابية يمكن ان تؤثر على مدى اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، ومع ذلك نحن نسعى الى خلق حالة من الأمل والتفاؤل في اوساط الناس واعطاء التجربة فرصة لتنجح".
واضاف "هذا يتطلب اخلاصا لمسعى تطوير التجربة بالدرجة الاولى من قبل الحكومة والقوى السياسية على حد سواء" مؤكدا انه يتوقع نسبة مشاركة تقدر بـ70%.
وندد بمنع قانون الانتخابات الجمعيات السياسية من تقديم لوائحها الخاصة في الانتخابات البلدية قائلا انها "خطوة غير مناسبة" معتبرا انها تعيق النشاطات السياسية للمعارضة في البلاد.
واضاف ان "الدولة بادرت الى التعبير عن امتنانها للجمعيات عندما اعلنت مشاركتها في الانتخابات البلدية لكنها عادت وحرمتها من حقها في طرح قوائم انتخابية وهذا لا مبرر له".
ودعا الشيخ عبد الامير الجمري رجل الدين الشيعي البارز في البحرين في نهاية شباط/فبراير الى مشاركة شعبية في الانتخابات البلدية.
وقال الشيخ الجمري (65 عاما) انه "رغم تحفظاتنا فاننا نعتقد انه من الضروري دفع المسيرة الاصلاحية باي وسيلة كانت".
واوضح مشيمع ان الاستعدادات القائمة للانتخابات من قبل الحكومة "تسير بشكل طبيعي حتى الان" ورأى ان "الأخطاء واردة" لكن المهم ان "تعالج بموضوعية وان تعطي التجربة وقتا كافيا لكي تنضج".
ورأى رئيس جمعية الوسط العربي الاسلامي الديموقراطي عبدالله الحويحي ان انقطاع البحرينيين عن المشاركة السياسية يمكن ان "يؤثر على مدى اقبال الناخبين" على صناديق الاقتراع.
وقال الحويحي "الكثيرون لا يدركون اهمية الانتخابات البلدية، انقطاع الناس هنا عن المشاركة طيلة اكثر من 25 عاما اثر كثيرا على وعيهم وادراكهم لاهمية المشاركة واهمية الانتخابات خصوصا لدى النساء (...) لقد غابت النساء عن الحملات الانتخابية واعتقد ان هذا سيؤثر في اقبالهن على التصويت".
وبعد ان اكد ان الجهاز الاعلامي الحكومي لم يستطع ان يقوم بدور ايجابي في الحملات الانتخابية للمرشحين، توقع الحويحي ان تصل نسبة التصويت ما بين 50 الى 60% وان تكون المعركة الانتخابية ساخنة وصعبة.
كما يرى ان الانتخابات البلدية "اضفت حيوية" على مجتمع البحرين، واكد انها ستكون "اختبارا مهما للقوى السياسية" التي تخوض هذه الانتخابات.
ورأى وزير الاعلام البحريني نبيل الحمر ان نسبة الاقبال قد تتراوح ما بين 60 الى 70% مضيفا "لاحظنا ان الحملات الانتخابية ساخنة وهذا مؤشر ايجابي على اهتمام المواطنين (...)".
ومن جهته، قال المدير التنفيذي للجنة التنفيذية للانتخابات البلدية الشيخ احمد بن عطية الله آل خلفية ان 14 مرشحا انسحبوا من الانتخابات بينهم اربع نساء ليستقر عدد المرشحين على 306 من بينهم 31 امرأة.