معركة صعبة تنتظر المرشحات في البحرين

المنامة
الترشيح تحصيل حاصل لدور المرأة المتزايد في البحرين

تخوض 31 امرأة من بين نحو 307 مرشحين اول انتخابات بلدية في البحرين منذ نصف قرن، وهو رقم يبدو كبيرا، لكن مرشحات وناشطات حقوقيات يعتبرن ان معركة النساء في الانتخابات ستكون صعبة.
وقالت المرشحة صبا العصفور التي تخوض الانتخابات في الدائرة الخامسة من المحافظة الشمالية، ان معركتها "صعبة رغم الاحترام الذي يبديه الناخبون حيالها وحيال برنامجها الانتخابي".
وتضم الدائرة الخامسة التي رشحت العصفور نفسها فيها قرية بني جمرة وسار والمرخ ومقابة والقرية والجنبية (14 كلم شرق العاصمة المنامة) وكانت واحدة من مراكز الاضطرابات التي شهدتها البحرين بين 1994 و1999.
واضافت ان "البعض ما زال يرى النساء اقل كفاءة من الرجال والبعض الاخر يعتبرهن من الفئات المتدنية ويرفض لقاء المرشحات لاسباب شرعية. لكن في كل الاحوال نحتاج كنساء الى كسر هذا الحاجز".
ومن جهتها رأت المرشحة رباب عبدالله الجوكم ان معركتها صعبة للغاية لان حملات التشهير التي تتعرض لها المرشحات ستقلل من فرصهن في الفوز.
وقالت رباب ان "النظرة السائدة حيال المرأة في مجتمعنا وحملات التشهير التي تتعرض لها غالبية المرشحات يمكن ان تسهما في تقليل فرص فوز النساء".
واشارت رباب الى ان بعض المرشحين في الدائرة الرابعة في المحافظة الشمالية التي تشمل قريتي باربار والدراز (14 كيلومترا شرقي العاصمة المنامة)، طلبوا منها الانسحاب من معركة الانتخابات. وقالت "قررت ان استمر لاثبات وجودي".
وقالت بدرية علي المرشحة في الدائرة العاشرة جنوب مدينة الحد (12 كيلومترا غربي العاصمة المنامة) ان صعوبة المعركة امام النساء تعود لافتقادهن للمنابر والفرص المتاحة امام الرجال بشكل عام في المجتمع.
واضافت ان "المنابر وفرص الاتصال الجماهيري متاحة للرجال اكثر من النساء اللواتي لا يملكن غير الجمعيات النسوية والانتخابات جاءت دون تمهيد سواء على المستوى الشعبي او على المستوى الاعلامي".
ورأت علي ان صلتها المستمرة بالاهالي عبر العمل التطوعي دفعتها للترشح مؤكدة على ضرورة وجود النساء في المجالس البلدية.
ومن جهتها، قالت الناشطة الحقوقية حصة الخميري ان المرأة لم تكن سلبية في مجتمع البحرين سواء في اقتصاد الغوص والزراعة او بعد اكتشاف النفط والتحديث حيث "ظل للنساء ادوار اقتصادية" حتى وان كانت بسيطة.
ورأت ان التعصب حيال النساء "طارئ نتيجة للمد الاصولي في السنوات الاخيرة".
لكن استاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار رأى ان حملات التشهير التي تعرضت لها بعض المرشحات جاءت نتيجة "طفولة سياسية ولا تمثل موقفا عاما من النساء ومشاركتهن العامة".
وقال النجار ان "التيارات السياسية بما فيها قوى الاسلام السياسي لم يكن لها موقف معارض لمشاركة المرأة على عكس مجتمعات اخرى، هذا اعطى دفعة قوية لمشاركة النساء بهذا الاندفاع في الانتخابات".
واضاف ان "مواقف مجتمع البحرين حيال النساء ورغم بعض السلبيات انضج بكثير من مجتمعات خليجية اخرى وهذا ربما يسهم في ايصال بعض النساء الى المجالس البلدية".
يشار الى ان النساء في البحرين مارسن للمرة الاولى منذ استقلال البلاد حق التصويت خلال استفتاء جرى في شباط/فبراير الماضي حول اعادة الديموقراطية الى البحرين.
وكانت سلطنة عمان اول دولة خليجية تلتها قطر منحت النساء في 1994 حق التصويت والترشيح.