اخفاق انتخابي جديد للمرأة العربية في البحرين

المنامة - من الطيب محجوب
نساء البحرين مدعوات لدراسة النتائج واستخلاص العبر

اصيبت الخليجيات بخيبة امل جديدة بعد ان عجزت اي من المرشحات الـ31 للانتخابات البلدية في البحرين امس الخميس عن الفوز بمقعد في أي مجلس بلدي او حتى التأهل للدورة الثانية من هذه الانتخابات الاولى من نوعها منذ العام 1957.
واعتبرت سهير المهندي احدى المرشحات للانتخابات في البحرين البلد ذو الغالبية الشيعية حيث تنشط التشكيلات السياسية مثل جمعية الوفاق الوطني الاسلامية ان "تأثير التيار الاسلامي اسهم الى حد كبير في تقليل فرص فوز النساء".
تلك الصحافية البالغة الثلاثين من العمر آمنت بالاصلاحات السياسية الجارية في البحرين والتي ستنظم في اطارها انتخابات تشريعية من اجل تعيين اعضاء البرلمان بعد ان تم حله عام 1975. وهي تبرر فشلها بـ"العقبات" الملازمة للعقلية السائدة في المجتمع البحريني والتي تتميز بهيمنة الرجل على المرأة.
وقالت المهندي ان "بعض المرشحين طلبوا مني قبل عملية التصويت الانسحاب لصالح مرشحين من الرجال". واعربت عن اسفها لـ"نزع" ملصقاتها عن اللوحات الاعلانية والقيود المفروضة على استخدام المساحات العامة لحملتها.
واضافت "ما فاجأني حقيقة هو ان النساء من الناخبات لم يصوتن للمرشحات" واكدت انها "مستعدة لخوض تجربة ثانية" معلنة استعدادها لمواجهة "التحدي" وخوض الانتخابات التشريعية.
واعتبرت المهندي ان فشل الخميس انما هو "احباط للمرأة الخليجية التي كانت تنتظر فوز ولو مرشحة واحدة" في البحرين. واشارت الى انها تعتزم دراسة نتائج هذه الانتخابات واستخلاص العبر منها.
ولم يقتصر شعور الخيبة في البحرين على النساء اللواتي مارسن للمرة الاولى حقهن في الترشح المكتسب حديثا، بل عم كذلك الاوساط المسؤولة.
وقال وزير العدل الشيخ عبد الله بن خالد ال خليفة رئيس اللجنة العليا للانتخابات البلدية انه كان يود ان تنتخب امرأة على الاقل، معربا عن خيبته لعدم فوز اي مرشحة.
من جهته، قال وزير الاعلام نبيل الحمر للصحافيين انه "يشعر بالحزن لهذا الاخفاق" مشيرا الى انه كان يتوقع فوز خمس سيدات على الاقل.
وقال الحمر ان على النساء ان "يتشجعن اكثر" وان "يدخلن غمار المنافسة" في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
واكدت نزيهة سعيد وهي ناخبة في الحادية والعشرين "انها خيبة كبيرة"، لكنها قالت مبررة هذا الاخفاق "اعتقد ان احجام النخب النسائية والوجوه النسائية البارزة قلل من فرص فوز المرشحات لان معظمهن لم يكن مقنعات عدا البعض منهن".
وتابعت "لقد صوت شخصيا لمرشحة في دائرتي الانتخابية رغم ادراكي المسبق بأنها لن تفوز".
وقالت المرشحة مريم العلي عن مدينة عيسى جنوب المنامة ان العديد من الناخبات اللواتي وعدنها بالتصويت لصالحها ابلغنها في مركز الاقتراع بأنهن "سيصوتن لصالح مرشحين آخرين بناء على رغبات ازواجهن".
واشار رئيس جمعية العمل الوطني الديموقراطي (معارضة ليبرالية) عبد الرحمن النعيمي الى ان "بعض رجال الدين والجمعيات مارس تحريضا ضد النساء اثناء الحملة الانتخابية".
وفي دولة قطر المجاورة المحافظة، لم تفز النساء باي مقعد خلال الانتخابات البلدية التي جرت في آذار/مارس 1999. كما رفض البرلمان الكويتي في الفترة ذاتها وبضغط من الاسلاميين مرسوما رفعه امير الكويت يمنح النساء حق الانتخاب والترشح للانتخابات.