ندوة سورية

المجتمع الرقمي احد اهم مشروعات الرئيس السوري

دمشق - دعت الندوة السورية اللبنانية الثانية حول مشروع المجتمع الرقمي في سورية ولبنان الى تشجيع المبادرات المختلفة للاستثمار في حقل المعلوماتية وايجاد محفزات خاصة للمشاريع التي من شأنها الحد من الهوة الرقمية وتوفير منتجات معلوماتية محلية للسوق الداخلية بدلا من الاعتماد الكلي على استيراد التقانة.
وشددت التوصيات الختامية للندوة على اهمية دعم وتوفير الاجراءات والمبادرات الكفيلة بتحسين الجاهزية المعلوماتية بمختلف متطلباتها والاهتمام بصورة خاصة بتوفير خدمة الانترنت على نطاق واسع بكلفة معقولة وبسرعة عالية وتأمين الاحتياجات اللازمة لذلك والاستفادة على نطاق واسع من الامكانات التي توفرها وسائل وتقانات التدريب والتعليم الالكتروني لرفع المستوى العلمي والتقني للعاملين في الدولة وفي القطاع الخاص.
واثنت التوصيات على المبادرات والمشاريع التي بدأت وزارة التعليم العالي بتنفيذها والتي تهدف الى ايجاد اساليب حديثة للتعليم المفتوح والجامعة الافتراضية والقرية التكنولوجية وشجعت على توفير الامكانات اللازمة لانجاحها وتوفير الدعم اللازم للجامعات الوطنية لتتمكن من تقديم تأهيل يتناسب مع متطلبات واحتياجات سوق العمل التي تشهد تغيرا سريعا نتيجة الانتقال الى المجتمع الرقمي.
واكدت التوصيات على اهمية اغناء المحتوى المعلوماتي للانظمة المعلوماتية التي تنشدها الوزارات والمؤسسات ورفع درجة ترابطها وتكاملها وتبسيط الاجراءات والوسائل التقنية اللازمة للوصول اليها وتشجيع النشر على الانترنت وتحديث اساليبه للتعريف بالوجه الحضاري لسورية ولبنان وتعزيز التواجد على الشبكة.
وفي مجال الحكومة الالكترونية دعت التوصيات الى اقامة دورات وتدريب تشرح مفهوم الحكومة الالكترونية وتطبيقاتها وفوائدها وايجاد البنى التنظيمية الضرورية لتطبيق الحكومة الالكترونية وتدريب المشرعين على المسائل التي يطرحها الانتقال الى المجتمع الرقمي مثل التجارة والحكومة الالكترونية والنشر الالكتروني وضرورة الاسراع في ارساء بنى تشريعية وقانونية تعنى بتطوير القوانين النافذة واصدار تشريعات جديدة تعالج الموضوعات الجديدة التي يفرضها المجتمع الرقمي مثل حماية الملكية الفكرية لدى استخدام النشر الالكتروني وحماية المنتجات الفكرية والحكومة الالكترونية والتعاقد الالكتروني والدفع وحماية المستهلك. ‏
ودعت التوصيات الى تبنى الرقم الوطني الذي اعتمدته وزارة الداخلية في مشروع اتمتة السجل المدني في كل الانظمة المعلوماتية التي تنشئها الجهات الاخرى والتي تتطلب بيانات شخصية عن المواطنين وتوفير عوامل النجاح للمشروعات المعلوماتية الضخمة وتجنب التبديل في فرق العمل والاعتناء بالعاملين في هذه المشروعات للحد من تسربهم الى مواقع اخرى. ‏
واستقطبت الندوة العديد من البحوث والاوراق التي رسمت صورة مفصلة لحال التقنية الرقمية في سوريا ولبنان.
والقى الدكتورحسان ريشة وزير التعليم العالي السوري محاضرة بعنوان الاستراتيجية الوطنية لتطوير الموارد البشرية تحدث فيها عن معنى مصطلح تنمية الموارد البشرية وكونها جزءا من المنظومة الوطنية للابتكار والتجديد ودورها في بناء الاقتصاد الرقمي واهمية الموارد البشرية لان الانسان هو العامل الفاعل في هذه الموارد.
كما قدم عرضا للحقول الاستراتيجية التي ينبغي التركيز عليها في تنمية الموارد البشرية موضحا اهمية التعليم العالي وتطويره عن طريق فتح خيارات جديدة واتاحة التعليم والتدريس مدى الحياة للموارد البشرية والتركيز على اختصاصات جديدة تتركز على الاحتياجات الحالية والرؤية المستقبلية للتطور وتحقيق التوازن بين اعضاء هيئة التدريس والتحسين المستمر للمهارات لتواكب التطور الكبير الحاصل في العالم والبقاء دائما على المنافسة مع التقنيات المتقدمة واستخدام طرق جديدة تربوية وتدريسية والاهتمام بالتعليم الالكتروني وتنفيذ مفهوم مراكز النفاذ عن بعد لنشر المعلومات بشكل واسع للوصول الى المناطق النائية.
وأشار الوزير الى اهمية احداث اختصاصات جديدة في التعليم مثل احداث قسم للهندسة النووية وهندسة الطيران والهندسة الصناعية والتركيز على احداث مراكز تميز علمي والاهتمام بالتعليم الاحترافي.
كما القى سمير العيطة، المدير العام لمؤسسة "مفهوم" محاضرة بعنوان مشروع القرار العربي تحدث فيها عن اهمية هذا المشروع في التثقيف والخدمة العامة لوضع المعلومات المؤسساتية عن العالم العربي في متناول المواطنين بحيث يجد فيه المستخدم معلومات عن المؤسسات العامة والخاصة الكبرى التي يتعامل معها والمشروع يتضمن تجميع وتنظيم معلومات عن اربع دول عربية هي مصر والسعودية والامارات والاردن.
والقى محمد نجيب عبد الواحد، وكيل جامعة حلب للشؤون العلمية محاضرة بعنوان "الابتكار في المجتمع الرقمي" تحدث فيها عن دور المعلوماتية في اعادة تعريف الابتكار وعولمته وتحفيزه كما انتهى الى استنتاج القواعد الاساسية لتنمية الابتكار وتحديد الفرص المتاحة امام المجتمعات الرقمية البازغة في الدول النامية من خلال التركيز على العناصر الجديدة للابداع والابتكار في المجتمع الرقمي.
والقى محمد سعيد طوقاتلي من اكاديمية الاسد للهندسة العسكرية محاضرة بعنوان "الكتب الرقمية الالكترونية في التعليم الجامعي الهندسي" عرض حالات تطبيقية حيث تم عرض نماذج لكتب رقمية الكترونية محوسبة تم اعدادها وتطويرها في اكاديمية الاسد للهندسة العسكرية التي تواكب مسيرة التطوير والتحديث التي تشهدها سورية في جميع المجالات بما فيها التعليم الجامعي الهندسي. وقد تضمنت المحاضرة عرضا لعدد من المواضيع الهامة التي تشكل بعض مظاهر المجتمع الرقمي مثل التعليم عن بعد واستخدام التقانات الرقمية في حساب واظهار مناطق التغطية لبعض انواع منظومات الاتصال والمخابر الافتراضية ومحاكاة عمل بعض التقنيات المستخدمة في نظم الاتصالات وحوامل تبادل المعلومات رقميا والمعالجة الرقمية للاشارات.
ووجهت صحيفة تشرين السورية انتقادات الى ما عدته اهمالا للتوصيات التي جاءت بها ندوات سابقة عقدت بقصد الرفع من مستوى البنية التحتية الرقمية في سوريا.
وكتب حسين الإبراهيم يقول "المشاركون في أعمال هذه الندوة، يمثلون خبرات هامة في مجالات المعلوماتية، ومنهم من يتبوأ مواقع تربطه مباشرة بالعمل المعلوماتي، وتتيح له تنفيذ مايمكن أن يتخذ من توصيات، وإعطاء هذه الندوة أبعادها التطبيقية. (لكن) ندوات كثيرة عقدت في الماضي حول موضوع المعلوماتية وتطبيقاتها في سورية، لكن ماخرجت به من توصيات مازال في عهدة الأدراج، أو خزائن الأرشيف. ‏ إذن.. ليس المهم إلقاء المحاضرات بقدر ماهو مهم إيجاد وسائل وآليات تتيح تنفيذ التوصيات والمقررات التي تصل إليها هذه الندوة، نقول هذا لأن توصيات الندوات السابقة، لازالت ـ على أهميتها ـ بانتظار آليات التنفيذ، وبالتالي لسنا بحاجة إلى توصيات جديدة، بل إلى صيغ تنفيذية."