مقاهي الانترنت العربية على صفيح ساخن

القاهرة - من أيهاب سلطان
أرقام المستخدمين العرب لا تزال دون المستوى المطلوب

شكلت الثورة التكنولوجية في نهاية القرن الماضي والانتشار الهائل للانترنت تحديات جديدة للدول العربية التي وجدت نفسها أمام خصم لم تستعد له جيدا.
وادى انتشار مقاهي الانتشار في العالم ومن ثم في العالم العربي إلى نشوء ظاهرة جديدة وهي ظاهرة مرتادي مقاهي الانترنت العربية التي انتشرت بصورة كبيرة في عدد من البلدان العربية.
وبينما اختارت كثير من الدول اتخاذ اجراءات لتسهيل انتشار الانترنت، اخذت دولا أخرى منحى آخر تمثل في اغلاق بعضها لاسباب عديدة.
وفي الكويت مثلا سحبت السلطات المختصة تراخيص 50 مقهى إنترنت بصورة مؤقتة، بعد أن اتهمتها بأنها توفر إمكانية الدخول إلى مواقع جنسية فاضحة.
وتسعى الكويت للحد من تردد الشباب على المواقع الإباحية من خلال حملاتها التفتيشية العشوائية على تلك المقاهي.
ويشار إلى أن عدد مستخدمي الانترنت في الكويت في تزايد مستمر، فالبلاد تضم 300 مقهى إنترنت مرخصة، وتصل نسبة مستخدمي الإنترنت إلى 5 في المائة من سكان الكويت.
وتشهد السعودية حملات مكثفة من السلطات لغلق مقاهي الإنترنت التي تسمح لروادها بتصفح المواقع الجنسية أو التي تخالف القانون الجديد بالمملكة والذي لا يجيز لدون الثامنة عشر دخول المقهى.
ويصل عدد مقاهي الانترنت في السعودية إلى 250 مقهى مرخص لها، وتضم مدينة جدة الواقعة على البحر الأحمر 55 مقهى، وتشير التوقعات إلى ان عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية سيصل إلى 120 ألف مستخدم مع نهاية هذا العام.
وعلى النقيض من اغلاق مقاهي الانترنت في بعض البلدان العربية تشهد بلدانا أخرى نموا متزايدا في عدد المقاهي التي دشنت مؤخرا تلبية للإزدياد الحاصل في عدد المستخدمين.
ففي مصر وصل عدد مقاهي الإنترنت في القاهرة إلى 500 مقهى،وتزايد عدد مستخدمي الإنترنت من 654 الف عام 1999 الي 3.770 ملايين في مارس 2002 خاصة بعد سياسة الإنترنت المجاني التي انتهجتها مصر.
وفي سوريا تشير الارقام إلى تزايد كبير لمستخدمي الإنترنت، حيث ذكر تقرير إحصائي بأن عدد مقاهي الإنترنت بدمشق قد تجاوزالـ260 مقهى معظم روادها من الأطفال والشباب.
وأشار التقرير إلى أن هذه المقاهي تعمل دون ترخيص رسمي بسبب عدم ترخيص هذه المهنة حتى اليوم في سوريا، الأمر الذي يجعلها بعيدة عن الرقابة الحكومية.
وتضم شبكة الإنترنت السورية حاليا خمسين ألف مشترك، حيث تسعى الدولة إلى توسيعها لتستوعب مائة ألف مشترك، وتمنع السلطات الرسمية بعض المواقع لأسباب أخلاقية.
أما في الإمارات وصل عدد مقاهي الإنترنت إلى 350 مقهى ويتزايد معدل مستخدمي الإنترنت بنسبة 15 % من عدد السكان وهو ما وضح تفوق الإمارات في استخدام الإنترنت، بينما في قطر تنخفض النسبة حيث يصل عدد مقاهي الإنترنت إلى 120 مقهى ويتزايد معدل مستخدمي الإنترنت بنسبة 6.1 % من إجمالي عدد السكان.
وفي البحرين تسعى الحكومة البحرينية إلى زيادة مساحة الحرية خاصة في السماح بتصفح بعض المواقع وهو ما يتوقع زيادة عدد مقاهي الإنترنت التي وصل عددها إلى 90 مقهى وتصل نسبة مستخدمي الإنترنت إلى 6% من إجمالي عدد السكان.
أما لبنان فينخفض نسبة مستخدمي الإنترنت فيها رغم الحرية في تصفح المواقع حيث يصل عدد المقاهي في بيروت إلى 70 مقهى في حين تصل نسبة الزيادة في استخدام الإنترنت إلى5.7% من إجمالي نسبة السكان .

بينما اليمن تشهد أقل المعدلات في مستخدمي الإنترنت حيث تصل الزيادة إلى0.07 % من إجمالي عدد السكان ويصل عدد المقاهي إلى عدد محدود المقاهي.
ووفقا لآخر استبيان حول مقاهي الإنترنت في الدول العربية قامت به مجلة عربية فإن 80% من رواد المقاهي تقل أعمارهم عن 30 عام.
ويقضي 60 % من الرواد أوقاتهم في المحادثة من خلال غرف الدردشة على الإنترنت، و20 % يتصفحون المواقع الثقافية، و12 % يستخدمون المواقع الطبية والإليكترونية والتجارية، 8 % يستخدمون المواقع السياسية.