غزو الانترنت لم يؤثر على الصحافة المكتوبة

بروج (بلجيكا) - من كريستين بوجيه
الصحافة بقيت محتفظة بقرائها رغم ظهور الانترنت

اكدت الجمعية العالمية للصحف ان شبكة الانترنت المعلوماتية ما زالت تبرهن على انها لا تشكل "خطرا ولا فرصة ذهبية" للصحف بعد ان كان من المتوقع ان تصبح كذلك عند انطلاقها.
وقالت الجمعية ان "معظم الناشرين يعتقدون ان الانترنت ستبقى ثانوية جدا بالمقارنة مع الصحف"، موضحة انه "من الصعب اقناع القراء بقراءة الصحف على الشبكة (...) لكن الاعلان على شبكة الانترنت سجل ارتفاعا نسبته 5% من سوق الاعلان".
واضافت الجمعية في ختام مؤتمرها الاربعاء في بروج ان عدد مواقع الصحف اليومية على الانترنت بلغ العام الماضي في فرنسا 39 موقعا اي بزيادة تسعة مواقع عن العام 2000 و22 موقعا عن 1997.
اما في المانيا فقد بلغ عدد المواقع من هذا النوع 256 وفي المكسيك 360 والولايات المتحدة 1207 مواقع.
ونفت الجمعية ان يكون موقع اي صحيفة على الانترنت يؤدي الى تقلص حجم انتشارها بالتفات القراء الى موقع مجاني. وقالت ان عددا كبيرا من الناشرين يعتقدون ان مواقع الانترنت يمكن ان تزيد من انتشار الصحيفة ولا تسبب تراجعه.
وذكرت دراسة فرنسية ان حجم انتشار الصحف التي تملك مواقع على الانترنت زاد بنسبة0.6 % بين 1999 و2001 بالمقارنة مع تلك التي لا تملك مواقع.
وتحدث رئيس مجلس ادارة صحيفة "نيويورك تايمز" ارثر سالزبرغر في المؤتمر بسخرية عن تصريحات ادلى بها مؤسس شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" تيد تيرنر الذي اعتبر في 1981 ان الصحف ستزول خلال عشرة اعوام.
وحول هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، اكد سالزبرغر انه "بعد خمس دقائق من اصطدام الطائرة الاولى في الساعة8.50 صباحا، اطلقنا نبأ عاجلا لاكثر من 500 الف مشترك بالبريد الالكتروني في جميع انحاء العالم".
واضاف "في هذا اليوم سجلنا زيارات لاكثر من 21 مليون صفحة اي اكثر من ضعف الرقم القياسي الذي كنا قد حققناه في الماضي"، موضحا ان "حوالي 17 مليون قارئ من 190 بلدا زاروا موقع "نيويورك تايمز" على الشبكة في ايلول/سبتمبر".
وتابع "ولكن بالتأكيد كان هناك طلب كبير على الصحف والاسبوع الماضي قررنا زيادة عدد النسخ ثلاثة اضعاف".
واوضح لمستشار ليو بوغارت انه "حتى في فترات الانكماش الاقتصادي تشهد الانترنت نموا سريعا جدا بعدد زيارات اكبر وعائدات اكبر وهذا الاتجاه لا يمكن ان ينقطع".
وافادت دراسة اعدتها الجمعية العالمية للصحف تناولت 429 صحيفة ان ثلث هذه الصحف بقيت عائدات مواقعها مستقرة وحوالي نصفها ارتفعت عائداتها.
لكن معظم المواقع ما زالت تواجه خطر زوالها، وتشكل نسبتها 58% اي بتحسن طفيف عما كانت عليه في 2000 حيث كانت نسبتها 63%. وتحقق 17% منها فقط ارباحا مقابل 15% في العام 2000 .
لكن الاوضاع ليست متشابهة في كل مناطق العالم. ففي اوروبا 71% من المواقع تخسر اموالا و7% تحقق مكاسب، بينما تسجل 35% من المواقع خسائر في اميركا الشمالية مقابل 39% تحقق ارباحا.
وفي اميركا اللاتينية تسجل 58% من المواقع خسائر وتحقق 5% فقط ارباحا.
وقال بوغارت ان "الامكانيات هائلة" رغم ذلك.
فالمواقع تسجل زيارات اكثر فاكثر. في العام 2000، كانت 19% من المواقع تتلقى مئة الف زيارة اسبوعيا و5% اكثر من 500 الف زيارة. ما اليوم، فقد تجاوزت 9% هذه العتبة و17% تتلقى ما بين مئة و500 الف زيارة.
وتعتمد 84% من هذه المواقع على الاعلان وحده وهي مجانية، بينما 37% من مواقع الصحف الكبرى (اي التي تصدر اكثر من 500 الف نسخة يوميا) تفرض رسوما بسيطة، بينما هناك 70% من المواقع تفرض رسوما لقاء خدمات محددة و20% للاشتراك فيها.
وردا على سؤال عن احتمال فرض رسوم لزيارة مواقعها، قالت 34% من الصحف ان "هذا الاحتمال غير مرجح" وردت 24% انه "مرجح جدا".
والاوروبيون هم الاكثر ميلا الى فرض رسوم بينما الاميركيون الشماليون الاقل نزعة الى ذلك. وبالطبع، الاكثر تأييدا لفرض رسوم على زائري المواقع هم اصحاب المواقع التي تعاني عجزا.