الذكاء الصناعي يحاول محاكاة اسلوب حياة البشر

القاهرة - من ايهاب سلطان
السينما لديها تصور مختلف للذكاء الصناعي

كشفت شركة سيكورب الأميركية عن ابتكارها لبرنامج جديد أطلق عليه اسم Cyc "سي واي سي" في مجال الذكاء الصناعي والذي يهدف إلى محاكاة البشر في أسلوب حياتهم اليومية مستغلة بذلك البرمجيات المتطورة لتغير المفهوم السائد بعدم إحساس الإنسان الآلي بمشاعر الإنسان ومجاراته للحياة اليومية.
وتحتوي قاعدة بيانات "سي واي سي" على 1,4 مليون حقيقة وأساسيات علمية حول الحياة اليومية للإنسان ساهم في اعدادها المبرمجون واللغويون وعلماء الدين وعلماء الرياضيات والفلاسفة بهدف تمكين الكمبيوتر من الإحساس بالإنسان وإدارة الافتراضات البشرية بشكل آلي.
ومن هذه الحقائق أن الموتى يظلون أمواتا والهيكل العظمي للكلاب تحتوي على عمود فقري وغيرها من الحقائق والمعلومات التي قد تبدو بديهية للانسان، لكنها يجب ان تدخل قاعدة البيانات في أي نظام للذكاء الصناعي يريد محاكاة تلك البديهيات.
وشكك النقاد في إمكانية الاجتهاد والتخمين من خلال برنامج "سي واي سي" خاصة وأن استخدام الذكاء الصناعي في خدمة الإنسان متهم دائما بالقصور وتحقيق نتائج غير مرضية.
إلا أن المخترعين يؤمنون بأن "سي واي سي" سيكون العقل المدبر للكمبيوتر لما له من الإمكانيات التي تجعله قادر على التفكير وإعطاء الحلول العملية لأي مشكلة.
ويضيف مطورو البرنامج ان "سي واي سي" سيساعد الناس على العمل بكفاءة وفاعلية بالإضافة إلى تمكينهم من فهم الأمور بشكل افضل لما له من القدرات ما يجعله يتنبأ بما لا يمكن توقعه.
فقد ساعد برنامج" سي واي سي" شركة لايكوس للوصول إلى افضل النتائج في البحث على شبكة الإنترنت. كما أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون استثمرت 25 مليون دولار في تطوير "سي واي سي" لاستخدامه في الاستخبارات اللازمة في الحرب ضد الإرهاب.
ويمكن للشركات أن تستعمل"سي واي سي" لتوحيد قاعدة بياناتها المتباينة وفي مراقب شبكات الكمبيوتر ضد قراصنة الشبكة وتحديد نقاط الضعف الموجودة في الشبكات والتي يمكن للقراصنة استخدامها في سرقة الملفات من المواقع على شبكة الإنترنت. كما استعانت به مؤسسات التعليم العالي في عمل موقع على شبكة الإنترنت للتعلم عن بعد والتواصل المعرفي لطلابها وغيرها من الاستخدامات المتطورة.
ويرى دوغ لينات مؤسس ورئيس شركة سيكورب أن برنامج "سي واي سي" يحتاج إلى مشاركة جماعية على مستوى العالم لتزويد قاعدة بياناته بكافة المعلومات والحقائق والخبرات الحياتية لجعله أكثر فاعلية في إدارة أسلوب الحياة.
فحتى الآن لم يتخط حجمه بضعة مئات من الميغابايت التي يمكن أن تخزن على اسطوانة "سي دي " واحدة ومازال يحتاج الكثير لاستكمال قاعدة بياناته.
ويتوقع لينات لبرنامج "سي واي سي" أن تتسع دائرة استخداماته ليصبح في المستقبل القريب معيارا لقدرة أجهزة الكمبيوتر على محاكاة الانسان.
ويمكن للبرنامج أن يوضع على خادم الشبكات على الإنترنت للرد على كافة الاستفسارات الواردة كما بوسعه أن يصنف الرسائل البريدية الإلكترونية ويضعها في سياق افضل لمستقبلها، بالإضافة إلى عمله كمترجم فوري للغات المختلفة وأن يشارك بالنصيحة من خلال وجهات النظر المختلفة.
ويؤكد لينات أن المطورين يقفون الآن على بداية طريق النجاح لاستكمال "سي واي سي" والذي من شأنه أن يغير من أسلوب الحياة اليومية للناس حيث سيمكنهم من العمل بشكل اجتماعي افضل من الآن.
وعن رأيه في الانتقادات المحبطة للبرنامج يقول لينات "أننا نعمل ونحلم بتحقيق حلمنا وهذه الآمال ليست صعبة على الذكاء الصناعي الذي غالبا ما يتعرض للآراء المحبطة من الناس أكثر من تصديقه كمعجزة.
"فمنذ الأربعينات والناس تشكك في تطوير البرمجيات، وهو ما حدث عندما تصور الباحثين في مجال الكمبيوتر أن الأجهزة يمكنها أن تحمل كميات كبيرة من المعرفة ولم يصدق الناس لكنهم لمسوا هذا من خلال التجربة بأنفسهم ثم تغيرت آرائهم. ولولا الخيال والأحلام ما طور الباحثين برامجهم فقد تمكن الكمبيوتر الآن من إدارة وتشغيل سفينة الفضاء."
ويضيف لينات "أن للذكاء الصناعي بشائره منذ السبعينات. فقد تم استخدامه في المجال الطبي حيث استخدمت أحد البرامج في تشخيص الأمراض الوبائية وتحديدا أنواع الالتهاب السحائي. ولم تزود قاعدة البيانات لديه بمعلومات اضافية من الاطباء. فمثلا كان يسأل المرضى عن شكواهم وتفاصيل الألم وكان التشخيص الإصابة بمرض التهاب سحائي. ولو سأل مريض آخر مصاب بحروق سيكون تشخيص المرض التهاب سحائي أيضا وذلك بسبب فقدانه التميز وقاعدة البيانات المتكاملة."