البحرين تسعى لتطوير كوادرها السياحية

المنامة - من اماني العبسي
الامكانيات السياحية الكبيرة بالبحرين بحاجة لعمالة مدربة للاستفادة منها

شهدت البحرين في الفترة الماضية اهتماما كبيرا بقطاع السياحة ظهر بوضوح في المشروعات السياحية العملاقة التي تتم اقامتها حاليا، والحرص على اقامة فعاليات سياحية مثل مهرجان صيف البحرين 2002.
لكن على الرغم من ذلك لا تزال العديد من التحديات تواجه تطوير قطاع السياحة، وعلى رأسها تأهيل الكوادر البشرية المحلية تأهيلا أكاديميا وعمليا حقيقيا.
ومن هذا المنطلق تم تخصيص مركز التدريب للتموين والفندقة ليصبح في عام 1997 كلية الخليج للضيافة والسياحة، والتي أصبحت في مقدمة المراكز التدريبية في البحرين.
وكان الهدف من خصخصة مركز التدريب للتموين والفندقة اعطاء دور أكبر للقطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة في تنمية الموارد البشرية وافساح فرص العمل لابناء البحرين في القطاع السياحي والفندقي.
وسجل الكلية حافل بالانجازات رغم حداثتها ومنها حصولها على موافقة منظمة الاياتا العالمية لتقديم برامجها الخاصة في البحرين، وافتتاح مركز التدريب في مجال السياحة والسفر التابع للكلية في عام 2000 والذي يقدم لسوق السياحة والسفر الكوادر البحرينية المؤهلة للعمل في هذا القطاع.
ويقول الرئيس التنفيذي لكلية الخليج للسياحة السيد تقي العبدواني أن نسبة البحرنة في قطاع السياحة ارتفعت خلال السنتين الماضيتين من 25 الى 34 بالمئة مما يعد انجازا للكلية التي تخرج هذه الكوادر التي تدخل الى سوق العمل. وقد توظف منهم خلال السنوات الثلاث الاخيرة ألف طالب وذلك في الشركات التابعة لقطاع السياحة.
وأكد أن الضيافة والسياحة لا تتمثل في أعمال المطبخ وحسب، حيث يشكل العمل المتعلق بالمطبخ في أي فندق خمس نجوم 25 بالمئة فقط من الهيكل الوظيفي، بينما تتعلق وظائف الضيافة والسياحة بالادارة والتسويق والمحاسبة وخدمة العملاء والوظائف المساعدة الاخرى.
وحول نشأة كلية الخليج للضيافة والسياحة يقول السيد تقي العبدواني أن الكلية هي أول كلية على مستوى الشرق الاوسط تجمع بين ان مرافقها حكومية لكنها تدار من قبل كلية مانشستر في بريطانيا مما يعد نقلة نوعية جيدة على كافة المستويات حيث تتميز الكلية بوجود توجيه حكومي مستمر من خلال المجلس النوعي للكلية ومجلس التطوير اللذان يضمان ممثلين من الحكومة.
ومن جانب اخر أوضح العبدوانى أن كلية الخليج تركز على ثلاث نوعيات من الوظائف وهى وظائف قطاع الضيافة ووظائف السياحة ومكاتب السفر والوظائف الادارية المساعدة.
وأشار الى أن الكلية وضعت استراتيجية تأتى على رأس أولوياتها تقديم برامج معترف بها دوليا، وأن تكون هذه البرامج مقبولة من قبل قطاع الضيافة بحيث يجد الطالب وظيفة مناسبة بمجرد انتهائه من الدراسة وكذلك جعل الكلية مركزا اقليميا للتعليم والتدريب في مجال السياحة.
وحول نظام الدراسة والمناهج التي تدرس في الكلية يقول الرئيس التنفيذي ان كلية الخليج للضيافة والسياحة فرع دولي لكلية مانشستر للفنون والتكنولوجيا في بريطانيا مما يجعلها متميزة بأن الطالب أصبح بامكانه أن يدرس برامج بريطانية في البحرين دون الحاجة لتحمل مجهود وتكاليف السفر الى بريطانيا وهذا ما يشجع طلبة مجلس التعاون أيضا للدراسة بالكلية بالاضافة الى العادات والتقاليد المتقاربة وأهمية اكتساب اللغة نظرا لان الهيئة الاكاديمية بالكلية معظمها من بريطانيا.
وأضاف أن جهود مجلس التنمية الاقتصادية في الآونة الاخيرة من أجل تنمية السياحة والتعريف بأهمية العمل في القطاع السياحي أدت الى اقبال شديد من المواطنين للدراسة والعمل بهذا المجال الحيوي حيث قدم ما لا يقل عن 1500 طلب مؤخرا للالتحاق بالكلية وخاصة من خريجي الثانوية لهذا العام مما يعطى مؤشرا على أن هناك درجة وعى كبيرة وأن القطاع السياحي أصبح جذابا بالنسبة للمواطن الباحث عن عمل ومن القطاعات الواعدة للتوظيف والتي تظهر فيها كل يوم فرص عمل جديدة.
وأشار السيد تقي العبدواني الى أن هناك عددا كبيرا من الطلبة يشاركون في الفعاليات السياحية المختلفة حيث يعد التدريب العملي واكتساب الخبرة العملية من أهم مقومات الدراسة ومن هذا المنطلق شارك ما لا يقل عن 100 طالب وطالبة في فعاليات مهرجان صيف البحرين هذا العام.
بالاضافة الى ذلك توجه الكلية الطلبة للتدرب في الفنادق لمدة ثلاثة أشهر سنويا للتعرف على قوانين العمل وخلق جسر بين الطالب والشركات العاملة في هذا القطاع والتي غالبا ما تقدم عقود عمل لهؤلاء الطلبة، مؤكدا على أهمية تركيز البرامج الدراسية على الجوانب العملية والمهنية أكثر من الجانب الاكاديمي بهدف اكتساب الطالب للخبرة والمهارات اللازمة للعمل.
وأضاف الرئيس التنفيذي ان تخصصات الكلية تلبى احتياجات قطاع السياحة حيث يقدم قسم الضيافة عدة برامج كالطبخ والوجبات السريعة وادارة الفنادق وادارة المطاعم في حين يضم قسم السياحة تخصصات مثل الارشاد السياحي ومكاتب السفر وادارة السياحة بالاضافة الى البرامج الادارية المتمثلة في شئون الموظفين والادارة والمحاسبة والتسويق حيث تقسم الدراسة وفق النظام البريطاني الى خمس مستويات يمنح الاخير منها الطالب درجة الماجستير.
ونوه العبدواني الى أن السوق البحريني يستوعب أعدادا أكبر من خريجي الكلية نظرا لحاجته لهذه التخصصات كما أن هناك طلبات من دول خليجية كالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات لتوظيف الخريجين.
وأشار الى أن حكومة البحرين تبذل جهدا كبيرا من خلال التسهيلات التي تقدمها للاستثمارات الاجنبية وتوفير البنية الاساسية للسياحة والرقى بصناعة السياحة مشددا على ضرورة أن تكون هناك جهود موازية من قبل القطاع الخاص من خلال خلق فرص التدريب واحتضان الكفاءات البحرينية من خلال توفير فرص التدريب والعمل لخريجي المدارس أو حتى المتسربين من التعليم.
يذكر أن كلية الخليج للضيافة والسياحة تستضيف هذا الاسبوع مؤتمرا يحضره 300 من ممثلي الجهات الحكومية والقطاع السياحي وذلك من أجل استعراض الاستراتيجيات والبرامج الجديدة بالكلية.