شعبان عبد الرحيم.. فلاح في الكونجرس

يمثل فيلم "فلاح في الكونجرس" اول تجربة للمغني الشعبي شعبان عبد الرحيم، والذي حقق شهرة طاغية باغنية "انا بكره اسرائيل"، في بطولة منفردة. والفيلم ايضا اول اخراج لفهمي الشرقاوي، وأول تصوير لسامي المغربي، واول موسيقي لايمان صلاح الدين. وقد يكون اول ديكور لمنفذه واول دور كبير لبعض الممثلين ايضا. ولا اعرف ما الذي جمع هؤلاء "الاوائل" في عمل من "الاواخر"؟!
قصة الفيلم كتبها شريف عبد العظيم وسيناريو وحوار حمدي يوسف الذي تناول موضوع النصب والنصابين. حيث نري فلاحا "مودرن" يعمل حاويا في الريف، وهو شعبان عبد الرحيم، وزوجته الفلاحة ايضا "عبير صبري" في اخر ادوارها قبل ان تعتزل.
ولكن الحاوي مضطهد من العمدة "يوسف داود" دون مبرر واضح يتشابه مع فكرة الاراجوز سليط اللسان مع الفارق الكبير بين العملين فيطرده العمدة من الكفر، وينزل هو وزوجته الي القاهرة. واول مايفعله هو ان يقلد الشحاتين في التسول بطرق مختلفة، او يعتقد صناع الفيلم ذلك، حيث يدعي مرض ابنه امام اضرحة الاولياء ليثير عطف اصحاب القلوب الرقيقة نحوه فيمنحونه المال. ويكرر نفس المسألة بل مع نفس الاشخاص في عدة مشاهد ساذجة وذات ايقاع بطئ وممل!
بعدها يتعرف علي المناخيلي "علاء مرسي" بلدياته بائع الكسكسي. الذي ينصحه بالوقوف علي عربة كبده، وبالفعل يقوم بذلك. وفي موقف لا يصلح حتى للاطفال يقوم "شعبولة" بتوزيع الكسكسي هدية علي ساندوتشات الكبدة من خلف زميله حتى يثري!
ومن هذه الحيلة. يبدأ مشوار النصب والاحتيال. بل وتشاركه زوجته وبلدياته ايضا دون واعز من ضميره او واعظ ممن معه. ويقوم الفريق الجديد بالتنكر بعمل شركة وهمية لتشغيل الشباب حديثي التخرج. وينجح في تكوين ثروة طائلة من الشباب المساكين. ويستفيد من شقائهم بطريقته الفجة "يامطرة رخي رخي .. واديها بنكنوت".
وفي حياتهم الجديدة يتعرفون علي فتاة متخلفة "نشوي مصطفي"، يتزوجها المناخيلي، وشقيقها رد السجون حموكشة "محمد محمود". وتتسع دائرة النصب لتشمل السحر والشعوذة ومكاتب تقسيم وبيع الاراضي. وحتى العمدة مع صبيه "خالد سرحان" للانتقام منهما.
ولكن الدائرة تغلق عندما يتعرفون علي وجدي باشا "حسن كامي" عضو الكونجرس السابق الذي يستولي علي كل اموالهم ويهرب ويطارده شعبان محاولا اللحاق به!
الغريب في الموضوع انه ليس له اية علاقة بعنوان الفيلم. فلا شعبان فلاح برغم انه فلاح في الحقيقة ولاذهب الي الكونجرس وهذا شيء مدهش ان يكون النصب هو موضوع الفيلم وايضا في عنوانه!
والاغرب هو محاولة اجتهاد المخرج الجديد فيما يسمي "بالمجهود الضائع"، فيختار زوايا للتصوير ثم سرعان مايفسدها في نهاية كل مشهد. او تركه الحبل علي الغارب للمثلين دون توجيه. او القطع الحاد او الاعتماد علي خمس او ست اغنيات تصور بنفس الطريقة وبنفس الاداء المحفوظ بلا تجديد فضلا عن توريط شعبان بالكتابة امام الكاميرا فيقع في اخطاء املائية لانه لا يجيدها وهكذا.
المصيبة ان هذا الفيلم كشف المغني الطيب .. وظهر دمه ثقيلا للغاية.. وبدلا من الاستفادة من شهرته اجهزوا عليه وذبحوه.. بلا رحمة!