التعليم الجامعي يرتبط بإيجابيات تطور شخصية الطلاب

المعرفة هي الاساس

لندن - أفادت دراسة بريطانية حديثة، أن التعليم الجامعي يعود بتأثيرات إيجابية كبيرة على تطوير المهارات الشخصية غير المعرفية للأشخاص، أبرزها الضمير الحي والانبساط والقبول.

الدراسة أجراها باحثون بجامعة أكسفورد البريطانية، ونشروا نتائجها الاثنين في دورية "اكسفورد ايكونيميك بيبرز" العلمية.

وأوضح الباحثون أن فترة التعليم الجامعي تتزامن مع الانتقال من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ.

وكان الهدف من الدراسة رصد تأثير التعليم الجامعي على تطور المهارات غير المعرفية، خاصة لدى الطلاب الذين يأتون من طبقات اجتماعية واقتصادية فقيرة.

ولرصد ذلك، تابع الباحثون مسارات التعليم والمهارات الشخصية لـ575 مراهقاً على مدى 8 سنوات باستخدام بيانات وطنية لرصد مستوى الأسر والدخل في أستراليا.

وتوفر البيانات مقاييس المهارات الشخصية قبل دخول الجامعة، ومتابعة الإجراءات بعد مرور 4 إلى 8 سنوات من الدراسة الجامعية.

وقياس مهارات الشخصية لدى المشاركين، استخدم الفريق 5 أبعد أساسية للشخصية يعتمد عليها علماء النفس هي: العصابية، الانفتاح على التجربة، القبول، الانبساط، والضمير.

وأوضح الباحثون أن بعض من هذه المهارات الشخصية مثل الانبساط والانفتاح على التجارب الجديدة، مهمة لأصحاب الأعمال، فيما ترتبط مهارات أخرى مثل القبول بسلوكيات محمودة مثل الإيثار.

ووجد الباحثون أن كل سنة إضافية يقضيها الطلاب في الجامعة ترتبط مع زيادة حالات الانبساط لدى الشباب، خاصة الذين جاءوا من خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة.

وأظهرت النتائج أن التعليم الجامعي له تأثيرات إيجابية على الانبساط، ما يعزز درجات التوافق بين المجتمعات الغنية والفقيرة، كما يرتبط مع تطور المهارات غير المعرفية للمراهقين مثل الضمير الحي والقبول.

ووفقا للباحثين، يتعزز هذا التفسير الملاحظة بأن استمرار التعلم الجامعي يرتبط ارتباطًا إيجابيًا مع تطور الشخصية.

وأشار الفريق إلى أن التعليم الجامعي يؤثر على تنمية المهارات الشخصية من خلال احتكاك الطلاب بشخصيات جديدة، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة مثل الرياضة والسياسة والفن.

وقالت قائد فريق البحث الدكتوره سونيا كاسينبومير: "نحن نرى بوضوح أن شخصيات الطلاب تتغير عندما يذهبون إلى الجامعة، حيث توفر لهم الجامعة بيئة تعليمية جديدة".

وأضافت: "لذلك ليس من المستغرب أن تؤثر هذه التجربة على شخصية الطلاب، إنها أخبار جيدة أن الجامعات لا تكتفي بتدريس المهارات الخاصة بالمواد الدراسية فقط، بل يبدو أنها تنجح أيضًا في تشكيل المهارات التي يقدرها أصحاب العمل والمجتمع".