اكتشاف مجرة جديدة يعيد دراسة أحد الألغاز الفلكية

باريس - اكتشف علماء فلك للمرة الاولى مجرة تكاد تخلو إن لم تكن خالية كليا، من المادة السوداء غير المرئية والغامضة التي يعتقد انها تساعد في تشكل المجرات.
وقال بيتر فان دوكوم من جامعة يال الاميركية والمعد الرئيسي للدراسة ان هذا الاكتشاف "يضرب كل النظريات الراهنة حول تشكل المجرات".
وتقع المجرة التي سميت "دي اف 2" على بعد 65 مليون سنة ضوئية عن الارض. وهي اكبر من مجرة درب التبانة الا انها تحوي نجمات اقل بـ250 مرة منها.
وشدد معهد دانلاب لعلم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة تورنتو الذي شارك باحثون منه في الدراسة على أن "هذا اكتشاف استثنائي اذ يتوقع عادة ان تحوي المجرات مادة سوداء بكميات اكبر المادة العادية".
والمادة السوداء هي مادة يفترض العلماء وجودها لا يمكن رؤيتها بل يستدل على وجودها من جاذبيتها على المادة العادية، ويقول العلماء انها تشكل اكثر من 80% من مجمل المادة في الكون.
والمادة العادية اي الذرات التي تتشكل منها النجوم والكواكب والغازات والغبار في المجرات، تشكل 5% فقط من الكون.
اما المادة السوداء التي تبقى احد الغاز الفيزياء الفلكية المعاصرة، بسبب أنها لا تمتص الطاقة ولا تعكس الضوء، وهذا ما يجعلها عصيّة على الرصد المباشر.
وكان العلماء في بداية مارس/آذار الحالي تمكنوا لأول مرة من رصد إشارات تتصل بتشكّل أقدم النجوم على الإطلاق في الكون قبل 13,6 مليار سنة، بعد وقت ضئيل نسبيا على نشوئه، في اكتشاف أثار حماسة عارمة في الأوساط العلمية.
ومن شأن ذلك أن يجعل العلماء يعيدون النظر في الأنظمة المعتمدة لتفسير نشوء الكون وتطوّره، وربّما أيضا لأن يحسّن فهم المادة المظلمة أو المادة السوداء التي ما زالت غامضة على العلماء.