'جود' أول فيلم روائي طويل يسافر الى مهرجان كان

يركز على جود وكرم السعوديين

الرياض - بعد نحو 35 عامًا من حظّر دور العرض، شهدت الأشهر الماضية حزمة من التغييرات في تاريخ السينما السعودية، كان آخرها المشاركة المرتقبة للفيلم الروائي الطويل \"جود\" لأول مرة في الدورة المقبلة لمهرجان \"كان\" السينمائي.

في ديسمبر/كانون الأول رفعت السعودية حظرًا، استمر لأكثر من 35 عامًا على دور السينما، وقررت بدء عرض الأفلام السينمائية من جديد في مارس/آذار.

القرار جاء ضمن حملة من الإصلاحات يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار سعي الحكومة لتعزيز النشاط الاقتصادي وتقليص الاعتماد على النفط.

وأعلن مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالسعودية (رسمي) عن بداية إصدار التراخيص للراغبين في فتح دور عرض سينمائي بالمملكة بداية من العام الجاري.

وكانت المملكة قد حظّرت دور السينما في أوائل ثمانينيات القرن الماضي تحت ضغط من التيار الديني المحافظ الذي نادى بتقييد وسائل الترفيه العام ومنع الاختلاط بين الجنسين.

وتخطط السلطات السعودية لتدشين 300 دار سينما فيها ألفا شاشة عرض بحلول عام 2030، متوقعة أن ذلك سيسهم بأكثر من 90 مليار ريال في اقتصاد البلاد، وخلق 30 ألف فرصة عمل إضافية.

كما سيعمل على الحفاظ على الأموال التي يصرفها السعوديون على زيارات ترفيهية إلى دول مجاورة مثل البحرين والإمارات.

\"جود\" في كان السينمائي

وتقدم فيلم روائي طويل بعنوان \"جود\"، لأول مرة للمشاركة في فئة الأفلام الطويلة بالدورة المقبلة لمهرجان \"كان\" السينمائي الذي يقام في فرنسا سنويًا ويضم كبار صنّاع السينما في العالم.

ويعد الفيلم أول الإنتاجات الطويلة لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي \"إثراء\".

و\"جود\" تم تصويره بالكامل في السعودية، يروي في قالب بصري حكاية تطور المملكة، وكفاح أبنائها للوصول إلى مستوى التأثير العالمي، ويركز على مفهوم الجود والكرم عبر لقطات متنوعة مأخوذة من مختلف مناطق المملكة.

وشارك في انتاجه مجموعة من السينمائيين السعوديين، إلى جانب جهات عالمية من بريطانيا، وهو من إخراج الأسترالي آندرو لانكستر والسعودي أسامة الخريجي، وسيناريو السعودي حسام الحلوة.

ومن المنتظر أن يُعلن مهرجان \"كان\" في الفترة المقبلة عن قائمة المرشحين لسعفته الذهبية في الدورة التي ستقام خلال الفترة من 8 إلى 19 مايو/أيار.

الهيئة العامة للثقافة بالسعودية (رسمية)، أعلنت في مارس/آذار أيضًا إنشاء مجلس الفيلم السعودي ليكون أول كيان متخصص في صناعة الأفلام، بعد رفع الحظّر الذي فرض عليها منذ نحو 35 عامًا.

ويخطط المجلس لتقديم عرض في مهرجان \"كان\" على مساحة كبيرة في قاعة تعد واحدة من أكبر المساحات المتاحة في المهرجان الدولي في فرنسا.

وقال فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي للمجلس السعودي للأفلام في تصريحات صحفية، إن \"هذا الكيان سيكون أول منظمة تعمل في إطار مجلس الثقافة العام في المملكة\".

وأشار بالطيور إلى أن \"بناء الجسور مع صناعة السينما العالمية، هو عنصر أساسي في عمل مجلس الفيلم السعودي\".

ودون أن يكشف عن خطط المجلس الجديد في مهرجان \"كان\"، أوضح المسؤول السعودي أن مجلسه \"يبحث في جميع الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك، والمشاركة في مجتمع الصناعة الدولي الحيوي\".

وأشار إلى أن \"المجلس سيعمل خلال الأشهر المقبلة على إطلاق عددٍ من المبادرات الرائدة التي تهدف لوضع أسس متينة ومستدامة لتنمية القطاع الثقافي\".

وتتضمن هذه المبادرات \"تسهيل آليات وإجراءات التصوير داخل المملكة، وخدمات الدعم، وصندوق وطني لصناعة الأفلام، وبرامج تدريبية، وورش عمل على مدار العام داخل المملكة وخارجها، لتنمية المواهب والمهارات\".

تاريخ سينمائي ثري

ما قد لا يعرفه كثيرون أن للسينما السعودية تاريخ يمتد لأكثر من خمسة عقودٍ، لكنّ الإنتاج كان عادة ما يتم إما بدعم من دول أجنبية كفرنسا وألمانيا، أو دول خليجية لعدم وجود صالات سينما محلية.

وكانت حصيلة الأفلام السعودية خلال تلك السنوات، أكثر من 500 فيلم سعودي منها القصيرة والوثائقية والرسوم المتحركة، والقليل منها تحت فئة الأفلام الطويلة.

وفي عام 1948، عرض أول فيلم سعودي بالمملكة بعنوان \"الذباب\" بطولة الممثل السعودي الراحل حسن الغانم، وتوالى بعدها إنتاج الأفلام التلفزيونية والوثائقية والقصيرة.

وفي سبعينيات القون الماضي، انتشرت دور العرض السينمائي ووصل عددها لأكثر من 50 صالة عرض في المدن الرئيسية، في كل من الرياض وجدة والدمام وأبها.

إلا أن المملكة أصدرت قرارًا بحظر دور السينما في أوائل الثمانينيات، تحت ضغط من التيار الديني المحافظ الذي نادى بتقييد وسائل الترفيه العام ومنع الاختلاط بين الجنسين.

لكن ظهرت محاولات سينمائيين مبدعين توفرت لهم فرصة المشاركة في مهرجانات إقليمية وعربية، وفي ظهور أفلام سعودية نالت إعجابًا، وحاز البعض منها على جوائز مهرجانات سينمائية عالمية.

وشاركت السينما السعودية بأربعة أفلام قصيرة في مهرجان \"كان\" السينمائي في 2015 ضمن قسم الفيلم القصير، هي \"مخيال\"، \"عطوى\"، \"فيما بين\" و\"باص 134\".

كما سبق ترشح فيلمين سعوديين لجائزة \"أوسكار\" من قبل، هما فيلم \"وجدة\"، و\"بركة يقابل بركة\".