لجم 'توتياو' لنشره نكات مبتذلة

من أكثر شركات التكنولوجيا الناشئة نموا في الصين

بكين - نشر النكات البذيئة على مواقع الإنترنت في الصين ليس أمرا مثيرا للضحك.

فقد أجبرت بوابة توتياو وهي موقع إلكتروني ذائع الصيت يجتذب المستثمرين، على سحب تطبيق يحمل نفس اسمها ويتخصص في تشارك النكات بعد أن قالت الجهات التنظيمية إنه يتضمن \"محتوى مبتذلا وغير لائق\".

تأتي الخطوة وسط إجراءات أوسع تستهدف المحتوى الإلكتروني من البث الحي على الإنترنت إلى المدونات وألعاب الهاتف المحمول فيما يسعى قادة البلاد إلى تشديد قبضتهم على مشهد ثقافي واسع ومتنوع على الإنترنت يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الصيني.

والثلاثاء أمرت الإدارة الحكومية للإذاعة والتلفزيون بإغلاق التطبيق بشكل دائم نظرا للقيم المتدنية التي \"تسببت في حالة اشمئزاز كبيرة بين مستخدمي الإنترنت\". وحثت بوابة توتياو على ضبط محتويات مماثلة على مواقع أخرى.

وتوتياو واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الناشئة نموا في الصين وبلغت قيمتها السوقية نحو 20 مليار دولار العام الماضي.

كما ان توتياو واحدة من بين اكثر التطبيقات المتخصصة في نشر الدعابة والروح المرحة انتشارا في العالم وتمثل متنفسا للصينيين للتعبير بحرية وبطريقة هزلية عن ما يشعرون به في ظل ما يتعرضون له من رقابة صارمة على الانترنت.

وفي 2013، أغلقت السلطات الصينية حسابات عدد من المدونين المعروفين عبر الانترنت.

ومنذ ذلك الحين، يواجه مستخدمو الانترنت في الصين احتمال السجن حتى ثلاث سنوات في حالة الرسائل المصنفة ضمن اطار \"التشهير\" التي يُعاد نشرها أكثر من 500 مرة أو يتم الاطلاع عليها أكثر من خمسة آلاف مرة.

وتشترط تشريعات جديدة أطلقت في يونيو/حزيران 2017 أيضا ضرورة استحصال المنصات الالكترونية على إذن لنشر معلومات أو تعليقات عن الحكومة.

وفي ظل تمدد ضروب الرقابة في الصين، يلجأ المدونون الحريصون على حريتهم في التعبير إلى تطبيق \"ويتشات\" الذي يمكّنهم من نشر أفكارهم مع الأمل بالحصول على ايرادات مالية بفضل إكراميات القراء.

وفي ظل حجب فيسبوك وتويتر في الصين، باتت \"ويتشات\" مع مستخدميها البالغ عددهم 900 مليون قارئ محتمل، الشبكة الاجتماعية المفضلة لهؤلاء المدونين المتمردين على الرقابة مع أنه يخضع بدرجة كبيرة لمراقبة السلطات.