'الروبوت القاتل' نقمة على البشر

تطويرها أسهل بكثير من تطوير السيارات ذاتية القيادة

تثير الاسلحة الذكية وفي مقدمتها \"الروبوت القاتل\" جدلا كبيرا بين العلماء وتباينا في وجهات النظر حول مدى نجاعتها وجدواها اذ يعتبر شق كبير منهم ان استخدامها في الوقت الراهن او المستقبل جائز بشروط طالما انها تساهم في تخفيف الاضرار البشرية والمادية وتحديد الاهداف بدقة في حين يذهب البعض الاخر الى أبعد من ذلك كثيرا ويعتبرها خطرا حقيقيا يحدق بأمن واستقرار العالم ويزيد من وحشية الحروب وضراوتها.

يُعد الروبوت القاتل من الأسلحة الآلية كليا والتي تختار أهدافها وتشتبك معها تلقائيًا دون تدخل بشري.

وهي أسلحة ليس لها وجود فعلي حتى الآن، إلا أن التقدم التكنولوجي الذي يشهده الوقت الراهن قد يجعلها أقرب من عالم الواقع.

يرى المؤيدون لفكرة استخدام الروبوت القاتل أن قوانين الحرب المطبقة حاليًا ربما تكون كافية للتعامل مع أي مشكلة قد تطرأ حال استخدام الأسلحة الذكية وانتشارها.

ويؤيد هؤلاء استخدام الروبوت القاتل عند اكتشاف الحاجة إلى قوانين حرب جديدة.

في المقابل، يرى المعارضون لفكرة استخدام الروبوت القاتل أنه سلاح يهدد البشرية ونقمة عليهم وأنه يجب حظر استخدام \"أسلحة القتل الآلية\".

ويقول نويل شاركلي، أستاذ تكنولوجيا الروبوت وعضو مؤسس في حملة \"ضد الروبوت القاتل\" ورئيس اللجنة الدولية للحد من أسلحة الروبوت :\"لا يمكن التنبؤ بأن نظم أسلحة القتل الآلية ستلتزم بالقانون الدولي\".

وأضاف أن \"الدول لا تتحدث مع بعضها البعض في هذا الشأن، مما يجعل تلك الأسلحة مصدر خطر على البشرية.\"

في حين قال رونالد آركين، أستاذ تكنولوجيا الروبوت بمعهد جورجيا للتكنولوجيا إنه يأمل أن تتمكن أجهزة الروبوت القاتلة من تقليل الضحايا من غير المقاتلين، إلا أنه أعرب عن مخاوفه حيال إمكانية الدفع بتلك الأسلحة إلى معارك حقيقية قبل اكتمالها تماما.\"

وأضاف: \"أدعم تعليق استخدام هذا السلاح، ولا أدعم حظره حاليا.\"

وتابع شاركلي \"ربما تكون أجهزة الروبوت القاتلة أفضل من الإنسان عندما يتعلق الأمر بقرار عدم الاشتباك مع الهدف وأنها من الممكن أن تقوم بذلك بعناية فائقة.\"

كما أعرب عن عدم التفاؤل بشأن تحويل الأسلحة ومعدات الحرب إلى معدات آلية كليا.

وتعزز \"الروبوتات القاتلة\" المخاوف بشأن اكتساح الذكاء الاصطناعي لمجال التسليح.

وتعد الجيوش أحد أكبر الممولين والمتبنين لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.

ويثير استخدام الذكاء الصناعي في الصناعات العسكرية حول العالم مخاوف من موقف مشابه لسيناريو فيلم Terminator أو \"المدمر\"، كما يطرح تساؤلات بشأن دقة هذه الأسلحة وقدرتها على تمييز الصديق من العدو.

أنهى أكثر من 50 باحثا في مجال الذكاء الاصطناعي مقاطعتهم لجامعة كايست وهي واحدة من أكبر الجامعات في كوريا الجنوبية بعد موافقتها على التوقف عن تطوير \"أجهزة روبوت قاتلة\" في إطار شراكة مع شركة هانوها. سيستمز.

وأطلقت كايست وهانوها سيستمز، المتخصصة في انتاج الذخائر العنقودية، مشروعهما المشترك في الاشهر الماضية قبل التراجع عنه.

و\"هانوها\" واحدة من أكبر مصنعي السلاح في كوريا الجنوبية، وتشتهر بإنتاج القنابل العنقودية المحرمة بموجب اتفاق دولي وقعت عليه 120 دولة.

وقال الباحثون الذين ينتمون لثلاثين دولة الأسبوع الماضي إنهم سيمتنعون عن زيارة كايست أو استضافة زائرين من الجامعة أو التعاون مع برامجها البحثية حتى تتعهد بعدم تطوير أسلحة للذكاء الاصطناعي دون \"سيطرة بشرية فعالة\".

وسرعان ما أعرب رئيس المعهد سونغ شول شين عن انزعاجه بسبب حملة المقاطعة، نافيا انخراط المعهد في إنتاج \"الروبوتات القاتلة\"

.

وقال شين في بيان: \"أريد أن أؤكد مجددا أن المعهد ليست لديه أي نية للمشاركة في تطوير أنظمة قتل ذاتية أو روبوتات قاتلة. كمعهد أكاديمي، نحن نقدر حقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية بدرجة كبيرة جدا. وأؤكد أن المعهد لن يجري أي أنشطة بحثية ضد الكرامة الإنسانية، بما في ذلك الأسلحة الذاتية التي لا يتحكم فيها الإنسان\".

وفي 20 فبراير/شباط افتتح المعهد مركز أبحاث من أجل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الأسلحة، ووقتها قال شين إن المركز سيعزز تطوير التكنولوجيا الدفاعية الوطنية.

وافاد المركز في بيان سابق له انه سيكثف جهوده على \"أنظمة الأوامر والقرارات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الملاحة المدمجة بمركبات ضخمة تحت سطح البحر دون قائد، والأنظمة الذكية لتدريب الطائرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا التعرف على الأجسام\".

وتنتقل حمى الذكاء الاصطناعي من مجال التكنولوجيا والترفيه والصحة والخدمات الى المجال العسكري.

وتساهم التكنولوجيا الواعدة في تحقيق الرفاهية ومساعدة البشر في حياتهم اليومية واصبحت في كثير من الاحيان خير رفيق وأنيس لكبار السن لا سيما في الدول المتقدمة الا انها وبدخولها الى عالم القتل والدمار والحروب فان المخاوف منها تفوق اي فائدة يمكن ان يجنيها الانسان منها.

وطورت طائرات بدون طيار من أجل أغراض المراقبة وتنفيذ بعض الهجمات.

كما تساعد تقنيات الحوسبة الروبوتات على الطيران والتنقل في تضاريس صعبة والقيام بدوريات تحت البحار.

واصبح بامكان الأسلحة الذكية والطائرات دون طيار التعرف على الأهداف وتحديد مواقعها وضربها بدقة.

ووقع نحو 50 أكاديمي من 30 دولة يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي، خطابا يدعون فيه لمقاطعة شركات تعمل على تطوير أسلحة ذكية فتاكة.

حذر علماء في الذكاء الاصطناعي عبر فيلم تسجيلي صغير، من خطورة تطوير \"الروبوت القاتل\"، الذي سيجعل مستقبل البشرية وحشيا، لا سيما إذا ما وقعت هذه التكنولوجيا في أيدي خاطئة، وطالبوا بوقفه بأقصى سرعة.

وكشف فيلم قصير صور طائرة بلا طيار بحجم الصرصور، أنتجتها شركة صناعات عسكرية بامكانها اصطياد ضحيتها وقتلها بتصويبة عالية الدقة في جبهة الرأس.

والفيلم القصير المثير للقلق، هو آخر محاولة يقوم بها مجموعة من الناشطين والعلماء لتسليط الضوء على مخاطر تطوير أسلحة مستقلة يمكنها إطلاق النار على أهدافها بدون إشراف بشري.

وقال منظم حملة المقاطعة توبي والش، الأستاذ بجامعة \"نيو ساوث ويلز\" في أستراليا: \"هناك العديد من الأشياء العظيمة التي يمكن أن يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك المجال العسكري، لكن أن تعلن بأريحية أن الهدف تطوير أسلحة قتل ذاتية فإن هناك مخاوف كبيرة\".

وقال ستيوارت راسل، وهو عالم في علم الذكاء الاصطناعي بجامعة كاليفورنيا إن تصنيع واستخدام الأسلحة ذاتية التحكم، مثل الطائرات بدون طيار والدبابات والرشاشات الآلية، سيكون مدمرا للأمن الإنساني وستكون له تداعيات خطيرة على سلامة البشرية.

وأضاف أن \"التكنولوجيا الموضحة في الفيلم هي ببساطة تكامل للقدرات القائمة. إنها ليست خيالا علميا. إن تطويرها أسهل بكثير من تطوير السيارات ذاتية القيادة، والتي تتطلب معايير أعلى\".