سجال هاتفي بين ماكرون وبوتين بشأن سوريا

ماكرون يهاتف بوتين

باريس – أفاد مكتب الرئاسة الفرنسية الجمعة أن ايمانوال ماكرون اجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة تطورات الوضع في سوريا .

ويأتي الاتصال الهاتفي بين الرئيسين عقب تهديد دول غربية في مقدمتها أميركا بتوجيه ضربة عسكرية على دمشق على خلفية اتهامها باستخدام اسلحة كيميائية في دوما.

وقال مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان له ان ماكرون أبلغ بوتين أنه قلق بشدة من تدهور الوضع على الأرض في سوريا، داعيا إياه إلى وجوب تكثيف الحوار لاحلال السلام بهذا البلد الذي مزقته الحرب منذ عام 2011.

وعبر ماكرون، الذي قال الخميس إن لفرنسا دليل على استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيمائية في هجوم وقع مطلع الأسبوع، عن أسفه العميق لاستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعرقلة مشروع قرار بشأن الهجوم.

وقال البيان \"دعا رئيس الجمهورية إلى استمرار وتعزيز الحوار مع روسيا لإحلال السلام والاستقرار مجددا في سوريا\".

في المقابل ، حذر بوتين ماكرون من اي \"عمل متهور وخطير\" في سوريا قد يترك \"تداعيات لا يمكن توقعها\"، وذلك بعد تهديد الغربيين برد عسكري على هجوم كيميائي مفترض.

وقال الكرملين في بيان \"من الضروري تجنب اي عمل متهور وخطير يشكل انتهاكا صارخا لميثاق الامم المتحدة قد تكون له تداعيات لا يمكن توقعها\".

واضاف ان \" بوتين ركز على ضرورة اجراء تحقيق متقدم وموضوعي حتى التوصل الى خلاصة يكون بعدها من الحكمة الامتناع عن توجيه اي اتهام بحق اي كان\".

وتنفي موسكو وقوع اي هجوم كيميائي وتتهم الفصائل المعارضة ب\"فبركة\" هذا الامر.

ويأتي الاتصال بين الرئيسين عقب دعوة وزير الخارجية الالماني هايكو ماس الجمعة في بروكسل الاتحاد الأوروبي الى زيادة الضغوط على روسيا لحملها على تغيير موقفها في الأزمات الكثيرة المشاركة فيها.

وقال ماس في مؤتمر صحافي مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر \"لا يمكننا تحمل اخفاقات مجلس الامن الدولي بسبب الفيتو الذي استخدمته روسيا. لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال. يتعين علينا زيادة الضغط على روسيا لحملها على تغيير موقفها. هذا هو الشرط الذي لا بد منه لتسوية مسألة النزاع السوري\".

وقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) الثلاثاء في مجلس الامن ضد مشروع قرار اميركي ينص على انشاء آلية تحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا بعد هجومات السبت في دوما.

وكرر وزير الخارجية الألماني دعمه الاقتراح الذي قدمته فرنسا لاحالة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية امام القضاء الجنائي الدولي. وقال ان \"استخدام الاسلحة الكيميائية يجب ألا يبقى من دون عقاب، من دون عواقب. لا يمكننا ان نتصرف كما لو ان شيئا لم يحصل\".

ولكنه حذر بدوره في الوقت نفسه من انه \"لا يمكن لاوروبا وقف الحوار مع روسيا\".

يشار الى أن الرئيس الفرنسي ماكرون سيلتقي بمستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل في برلين الخميس القادم لبحث مجموعة من الموضوعات.

وكانت ميركل قد تحدثت إلى ماكرون أمس بشأن الهجوم الذي يعتقد أنه كان بالغاز السام في سوريا، وأبلغت الصحفيين بعد المحادثة بأن ألمانيا لن تشارك في أي ضربات عسكرية في سوريا.

وجاءت التحركات الاوروبية المساندة لتهديدات ترامب غداة تصعيد موسكو التي اتهمت من جانبها على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف مخابرات أجنبية بالضلوع والمشاركة في ما أسمته مسرحية دوما.

وقال لافروف \"لدينا ادلة دامغة تؤكد ان هجوم دوما كان مسرحية أخرى وان أجهزة استخبارات دولة هي حاليا في واجهة حملة كراهية روسيا تورطت فيها\".

ويأتي تصريح لافروف عقب تأكيدات مصدر عسكري روسي الجمعة أن خبراء روس وصلوا دوما بعد يوم من الهجوم الكيميائي المزعوم وأخذوا عينات من التربة ولم يجدوا آثارا لاستخدام مواد سامة أو مصابين بين السكان.

وبين المصدر أن لا آثار لمواد سامة بالمشفى الذي ظهر في تسجيلات ما يسمى “الخوذ البيضاء” ولا لدى الطاقم الطبي والمرضى.