روسيا لن ترد عسكريا على الهجوم الثلاثي في سوريا

لا للخيار العسكري

موسكو (روسيا) - ماذا ستفعل روسيا بعد الضربات الغربية على سوريا ضد حليفها بشار الأسد؟ يستبعد خبراء حصول تصعيد عسكري، مشيرين إلى أنها ستكتفي بالاحتجاجات الدبلوماسية.

وفي أول رد فعل، ندد الرئيس فلاديمير بوتين بشدة بالضربات لكنه لم يعلن أي خطوات معينة للرد، إنما طلب فقط ان يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة.

يقول الخبير في شؤون الجيوبوليتيك الروسية فيودور لوكيانوف في مقابلة مع وكالة تاس \"لا اعتقد أن تصعيدا سيحصل (بين روسيا والولايات المتحدة). الهدف الرئيسي كان القيام بعرض قوة، لكن واشنطن اختارت أهدافها بعناية حتى لا يفلت الوضع من السيطرة\".

ويشاطره رئيس معهد حوار الحضارات أليكسي مالاشينكو الرأي قائلا \"لا نسمع شيئا عن ضربات انتقامية محتملة. هذا ليس مطروحا. الجميع موافق تقريبا على ان رد عسكريا روسيا مستحيل. سيكون ذلك خطيرا للغاية ويمكن ان يؤدي إلى نتيجة تخالف تلك المطلوبة\".

ويقول الكسندر تشوميلين من مركز تحليل النزاعات في الشرق الأوسط بمعهد الولايات المتحدة وكندا \"إن الرد العسكري غير وارد\".

ويضيف \"كانت الضربات الغربية موجهة بدقة. لم تلحق أي أضرار بروسيا أو بالمواطنين الروس. لذا، لا يمكننا الرد إلا في المجال السياسي وفي الإعلام والدعاية\".

استهدفت الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت مراكز بحوث علمية وقواعد عسكرية مرتبطة ببرنامج السلاح الكيميائي السوري في دمشق ووسط البلاد، بحسب ما أعلنت الدول الثلاث.

وجاء توجيه هذه الضربات رداً على هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما، التي كانت آخر معقل تحت سيطرة الفصائل المعارضة قرب دمشق، تسبب قبل أسبوع بمقتل أكثر من أربعين شخصاً وفق مسعفين وأطباء، واتُهمت دمشق بتنفيذه.

احتجاجات دبلوماسية بحتة

ويقول تشوميلين \"هناك في الوقت الحالي رد واحد محتمل من روسيا هو الإدانة ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد والاحتجاجات من الصعب القيام بالمزيد\".

ويرى مالاشينكو أنه \"سيكون هناك الكثير من الضجيج، والعديد من التصريحات لكن من دون خطوات ملموسة. في الواقع، لا تستطيع روسيا أن تفعل شيئا. سيكون هناك رد فعل من روسيا في الأمم المتحدة، لكن هذا غير مهم. لقد فقدت روسيا ماء الوجه\".

وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ) في البرلمان الروسي كونستانتين كوساتشيف حدد اتجاه الأمور، مصرحا بعد الضربات بالقول \"الرد يجب ألا يكون عسكريا، طالما ان قواعدنا في سوريا لم تتأثر بالضربات، إنما في مجال القانون من خلال البدء بعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي\".