محام أميركي ينتحر احتجاجا على تلوث الأرض

كثر يموتون باستنشاق هواء ملوث

نيويورك - أقدم محام أميركي بارز عُرف بدفاعه الشرس عن حقوق المثليين، على الانتحار عبر إضرام النار في جسده في حديقة في نيويورك احتجاجا على التلوث وفق ما أظهرت رسالة وداعية أرسلها إلى وسائل الإعلام قبل وفاته.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن الشرطة إلى أن ديفيد باكل (60 عاما) انتحر بإحراق نفسه في منتزه بروسبكت في بروكلين صباح السبت وأعلنت وفاته عند الساعة السادسة والنصف صباحا (10,30 بتوقيت غرينيتش) بعدما بعث برسالة الكترونية إلى وسائل إعلامية أميركية عدة.

وكتب باكل في هذه الرسالة التي نشرت نصها صحيفة "نيويورك تايمز"، "التلوث يلحق أذى كبيرا بكوكبنا ويوسع رقعة المناطق غير الصالحة للسكن بفعل الهواء والتربة والماء والطقس".

وأضاف "أكثرية البشر على الكوكب باتوا يتنشقون هواء غير صحي بسبب الوقود الأحفوري ويموت كثر تاليا في شكل مبكر... وفاتي المبكرة بسبب الوقود الأحفوري تعكس ما نحن فاعلون بأنفسنا".

وقد عرف ديفيد باكل بدفاعه عن حقوق المثليين في الولايات المتحدة إذ شارك في محاكمات لافتة عدة متصلة بحالات تمييز ضد أفراد هذه الفئة.

وكان من خلال نشاطه في منظمة "لامدا ليغل" المدافعة عن المثليين في طليعة الحركة المطالبة بتشريع زواج المثليين في الولايات المتحدة، وهو ما بات مسموحا قانونا في سائر أنحاء البلاد.

وفي سياق متصل، نزل مئات المتظاهرين إلى شوارع العاصمة الأميركية في "مسيرة من أجل العلوم" السبت للتعبير عن الاستياء إزاء الوضع العام في البلاد في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب خصوصا لناحية السياسات المنتهجة في مجالي البيئة والعلوم.

وحمل المشاركون لافتات تدعو للحفاظ على البيئة وتندد بسياسات ترامب على هذا الصعيد خصوصا لجهة تشكيكه بمخاطر التغير المناخي.

وكتبت على هذه اللافتات رسائل مختلفة بينها "العلماء الحقيقيون يجعلون العالم مكانا أفضل" و"أعيدوا للعلوم عظمتها" المستوحى من الشعار الانتخابي الشهير خلال حملة ترامب الرئاسية "أعيدوا لأميركا عظمتها".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس المناخي مؤكدا دعمه لاستخدام الفحم على نطاق واسع في القطاع الصناعي رغم التلوث الناجم عن هذه المادة، فضلا عن إبطاله قواعد بيئية عدة.

كذلك لم يعين ترامب بعد مستشاره للشؤون العلمية.

وقالت الاستاذة في جامعة هارفرد شيلا جاسانوف متوجهة للمتظاهرين "القطاع العلمي الفعال رهن بوجود ديموقراطية فعالة".

أما ديفيد تيتلي وهو أستاذ جامعي ومسؤول سابق في مجموعة للبحوث في البحرية الأميركية مكلفة شؤون التغير المناخي، فذكّر الحاضرين بأهمية المعارف العلمية.

وقال "العلم هو الذي يفصل الوقائع عن السفسطة والأخطاء والتعصب. إذا ما تجاهلنا العلم ونقضناه، سندفع نحن الثمن".