رياضي سعودي يضرب مرمى العجز بقدمين بديلتين

الإرادة في العقل وليست في القدمين

الاحساء (السعودية) - مولد طفل مصاب بتشوه خلقي يؤدي في النهاية إلى بتر ساقيه ليس أمرا هينا عادة بالنسبة للكثيرين، لكنه بالنسبة للسعودي حسين الحويكم كان ذلك بمثابة فرصة لحياة رياضية مثيرة للإعجاب باستخدام أطراف صناعية.

وقد كانت نظرة الشفقة في عيون المحيطين بالحويكم هي الدافع له كي يُصر على تحويلها إلى نظرة إعجاب. وتقول أُسرته وأصدقاؤه إنه أصبح الآن أشهر لاعب كرة قدم هاو في قرية المنصورة بمحافظة الإحساء شرق السعودية.

وقال حسين الحويكم (31 عاما) لتلفزيون رويترز "من المواقف اللي أثرت فيني اللي هو نظرة الشفقة لي. هذا اللي خلاني إني أحارب هذا في المجتمع. إن الإنسان المختلف عنهم أو ذوي الاحتياج مو إنسان من خارج الكوكب، فحاولت إني أتخطى هذا والحمد لله تخطيته".

وأدى شغفه بكرة القدم منذ طفولته إلى جعله حارس مرمى هاويا في فريق محلي بالقرية ثم لاعب خط وسط إلى أن أصبح حاليا مهاجم الفريق. وتشمل الرياضات الأخرى التي يمارسها الكرة الطائرة والسباحة ورفع الأثقال، كما أنه أحد الشغوفين بالتردد على ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام في إحدى الصالات المتخصصة.

وأوضح الحويكم ذلك قائلا "الحياة تستمر، لا بد من الخروج من قوقعة اللي نقول عنها (لا تستطيع). أنت موجود فأنت تستطيع. لا بد أن يكون هذا رحمة من رب العالمين كاختبار لكي تُمارس أشياء أخرى طبعا. وفي هذا المجال عدة أشخاص أنجزوا أكثر ما هم أسوياء".

وشارك في ماراثون عدو محلي وأكمل سباقا طوله خمسة كيلو مترات في مارس/آذار.

وقال قريب لحسين الحويكم يدعى عبدالله السلطان "عايش حياته طبيعية ويلعب كورة ويلعب رياضة ولا يستعر من إعاقته، عادي يجيك بشورت (السروال القصير) والنَاس كها تشوف رجوله كده بالطريقة هذه يعني ما يستحي، ما عنده، ما متقوقع يعني. وعاجبنا الصراحة يعني شخصيه قويه وممتازة".

وأضاف قريب آخر وصديق للحويكم يدعى عيسى السلطان "كنت أشوفه دائما يعني برغم الإعاقة اللي فيه إلا انه يتحدى الصعاب يعني، ما شاء الله عليه، يلعب كورة، يفعل كل الإنجازات اللي حتى الشباب اللي فيهم أرجل ما يفعلوها. فهدا الشيء اللي خلاني أتقرب منه وأصير يعني من أصحابه".

ويمارس الحويكم هذه الرياضات في أوقات فراغه، فهو يعمل موظفا إداريا في شركة خاصة وسائقا خاصا لزيادة دخله.

وحسين الحويكم خريج جامعي ومتزوج ولديه طفلة ويقول إن أسرته هي مصدر الدعم والتشجيع الأساسي له.