رضوض الدماغ تستدعي الإصابة بالخرف

حتى الرضة الخفيفة خطيرة

واشنطن - حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن إصابات الدماغ الرضية تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض الخرف.

الدراسة أجراها باحثون بكلية العلوم الصحية بجامعة واشنطن الأميركية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "لانسيت للطب النفسي" العلمية.

وتحدث إصابات الدماغ الرضية عندما تتسبب قوة خارجية في إحداث جرح مؤلم في الدماغ، ويمكن تصنيفها على أساس آلية وشدة اختراق الإصابة للرأس.

ويمكن أن تؤدي تلك الإصابات إلى أعراض جسدية وإدراكية واجتماعية وعاطفية وسلوكية، ويمكن أن تتراوح النتيجة من الشفاء الكامل إلى العجز الدائم أو الموت، لا سيما في الأطفال والشباب.

ولكشف العلاقة بين إصابات الدماغ الرضية والإصابة بمرض الخرف، أجرى الفريق واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن لحوالي 2.8 مليون شخص أصيبوا بإصابات الدماغ الرضية في الدنمارك.

ووجد الباحثون أن إصابات الدماغ الرضية زادت فرص إصابة الأشخاص بمرض الخرف بنسبة 24%، مقارنة مع الأشخاص الذين لم تحدث لهم تلك الإصابات.

ووجد الباحثون أيضًا أن من كانت إصابات الدماغ الرضية لديهم حادة، زادت لديهم فرص الإصابة بالخرف بنسبة 35%، فما بلغ الخطر لدى من أصيبوا بإصابات خفيفة بالدماغ 17%.

وقال قائد فريق البحث الدكتور جيسي فان، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة واشنطن: "ما أدهشنا هو أنه حتى الإصابات الخفيفة في الدماغ كانت مرتبطة بخطر الإصابة بالخرف".

وأضاف أن "العلاقة بين عدد إصابات الدماغ المؤلمة وخطر الإصابة بالخرف كانت واضحة جدا؛ فكلما زاد عدد الإصابات زاد الخطر".

وأشار إلى أن "هناك اكتشاف مهم هو أنه إذا كان لديك إصابات في الدماغ في العشرينات من العمر، فإن خطر الإصابة بالخرف في الخمسينات يزيد بنسبة 60%".

والخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.

ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.