إيران تسبق تجديدا محتملا لنظام العقوبات بالتحول إلى اليورو

طهران ظلت لسنوات تحاول الابتعاد عن التعامل بالدولار

لندن - قالت إذاعة جمهورية إيران الإسلامية الرسمية الأربعاء، إن مؤسسات الحكومة ستبدأ استخدام اليورو في معاملاتها الرسمية الأجنبية بدلا من الدولار في إطار محاولتها خفض الاعتماد على العملة الأميركية، مضيفة أن القرار اتُخذ خلال اجتماع لمجلس الوزراء.

وقال ولي الله سيف محافظ البنك المركزي الإيراني الأسبوع الماضي، إن مرشد الثورة الأعلى علي خامنئي رحب باقتراحه إحلال اليورو محل الدولار في المعاملات الأجنبية لإيران نظرا لأن "الدولار ليس له مكان في معاملاتنا اليوم".

وظلت طهران على مدى أعوام تسعى للتحول بعيدا عن الدولار بسبب التوترات السياسية مع واشنطن على الرغم من أن غالبية التجارة الخارجية للبلاد ما زالت تتم بالدولار كما يستخدمه الإيرانيون في السفر والادخار.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران في عام 2015 مع قوى دولية ما لم تجر مراجعته.

وستُستأنف العقوبات الأميركية ما لم يصدر ترامب قرارا جديدا بتعليق تطبيقها في 12 مايو/أيار.

والمعاملات المصرفية المستخدم فيها الدولار صعبة بالفعل بالنسبة لإيران بسبب المخاطر القانونية التي جعلت البنوك الأميركية غير راغبة في العمل مع طهران.

ويمكن للشركات الأجنبية أن تكون عرضة للعقوبات إذا أبرمت صفقات مع إيران بالدولار حتى في العمليات التي تشمل فروعا غير موجودة في الولايات المتحدة.

وقال رئيس بنك الاستثمار الحكومي الفرنسي بي.بي.آي فرانس في فبراير/شباط إنه نتيجة لذلك، ستبدأ فرنسا في طرح ائتمانات مقومة باليورو لمشتري السلع الأوروبية الإيرانيين في نهاية العام الحالي لإبقاء تجارتها بمنأى عن العقوبات الأميركية.

وأدى التلويح بعقوبات أميركية إلى زعزعة استقرار سوق الصرف الإيرانية في الشهور الماضية.

وفقد الريال ما يقرب من نصف قيمته في السوق الحرة بين سبتمبر/أيلول 2017 والأسبوع الماضي حيث هوى إلى مستوى قياسي مقابل الدولار عند 60 ألف ريال قبل أن تحدد السلطات سعر صرف ثابت عند 42 ألف ريال مقابل الدولار وتحذر الإيرانيين من أنهم سيواجهون عقوبات إذا استخدموا أسعار صرف أخرى.

وتسعى طهران من خلال هذه الخطوة إلى استباق قرار أميركي محتمل بإعادة العمل بنظام العقوبات ما لم تتوصل واشنطن مع الحلفاء الأوروبيين الموقعين على الاتفاق النووي إلى صيغة جديدة لتعديل الاتفاق الذي وصفه ترامب مرارا بأنه كارثي.

وتتحرك قوى أوروبية لإنقاذ الاتفاق من الانهيار فيما تدفع الادارة الأميركية لتعديلات حاسمة فيه أو الانسحاب منه.

وتضغط الولايات المتحدة على القوى الأوروبية الموقعة على الاتفاق لسد ثغرات استغلتها إيران للتغطية على خروقاتها للاتفاق النووي التاريخي ومنها برنامجها لتطوير صواريخ بالستية.