السعودية.. الصحويون الإسلاميون كانوا العقبة

قيادة المرأة والسينما وحرية التجول بلا رقيب ديني

أكد عضو مجلس الشورى السابق والأكاديمي محمد بن عبدالله آل زلفة لصحيفة "عكاظ" أن الصحويين كانوا يضايقون المثقفين والمثقفات في فترات سابقة، حيث كانوا هم المسيطرين على الندوات الثقافية ومعارض الكتاب في المملكة. وأضاف آل زلفة، لقد مرت علينا في المملكة سنوات ماضية كان الصحويون هم الناقد وهم الرقيب على كل ما ينشر ويكتب من كتب، يدخلون ويتدخلون في ما لا يعنيهم، وغالباً كانوا يتجهون إلى ما لا يعرفون من كتب، حيث كانوا يكتفون بالنظر إلى العنوان أو غلاف الكتاب ومن ثم يحكمون عليه ويشوهون صورته وهم لا يعرفون ما جاء فيه، بل إن بعضهم لا يقرأ الكتاب ولكن ربما سمع قولاً عن كتاب من أحد المسيطرين عليهم من أصحاب الفكر المتشدد، إذ كان بعض الصحويين يخشون قراءة كتب سمعوا عنها خوفاً على عقولهم، معتقدين أنها تلوث أفكارهم وتعمل لهم مشكلة تحرفهم عن مسارهم الذي هم عليه، وهذه مشكلة الخوف التي كانوا عليها بالإضافة لتخويفهم للآخرين.

وأوضح آل زلفة، أن بعض الصحويين كانوا يشوهون أعمال الهيئة، حيث يوجدون بشكل مكثف وكأنهم كانوا يرفعون شعار «بما أننا موجدون لا بد أن نعمل مشاكل، ولا بد أن نثبت وجودنا»، وهذه مشكلة يقومون بعملها حتى لو كان فيه تعقيد وضرر على عملهم وسمعة إدارتهم.

وأشار آل زلفة إلى أن الصحويين كانوا هم الرقباء على كل ما ينشر، في وقت كان المثقفون والأدباء لا يريدون فيه الرقيب الذي شكل لهم مشكلة حجر المؤلفات ومنع الكثير من الكتب الجيدة، في وقت كنا كمثقفين نريد فيه أن يمنع الرقيب الكتب السيئة، فمشكلتنا أن نتخلص من الرقيب ونبدأ في البحث عن الناقد.

وأضاف: للأسف مشكلتنا في الوطن العربي تكمن في أنه ليس لدينا نقاد بحجم ما يطبع من كتب، بعكس ما هو معمول في الدول الغربية والتي لا يخرج كتاب إلا بعد أن يتم إرساله لأكثر من مختص يبدي رأيه، حتى بعد أن يطبع الكتاب فإنه يرسل لآخرين يقومون بتقييمه، بالإضافة إلى وجود المجلات المتخصصة للتعريف بالكتاب الجديد برؤى نقدية مختلفة مع أو ضد كل ما يطرح في الكتاب، وهنا يمكن للناشر أن يقدم للقارئ عملاً يستحق القراءة. وأضاف «للأسف في الوطن العربي لا نجد ناقداً قبل النشر ولا بعد النشر مما تسبب في وجود مشكلة وإخراج كتب هزيلة».

ولفت آل زلفة، أن السعوديين يعيشون في فترة توصف بالفترة الذهبية في تاريخ المملكة العربية السعودية، فالناس يتجولون براحة في المعارض الثقافية والترفيهية للاطلاع على ما يدور فيها دون مضايقات من أحد، رغم كل ما كان يصاحب المعارض السابقة من التعقيدات والتدخلات والعقبات، أما الآن فنجد الأسرة، الزوج والزوجة برفقة الأولاد يعيشون رحلة ثقافية ترفيهية، نحن الآن أصبحنا نتحرك بشكل طبيعي، وجميل أن تجد الأب والأم والأولاد يشتركون بالرأي حتى إن اختلفوا في بعض الأمور، حيث ينتهي الأمر بالجلوس في أحد المقاهي المرافقة لتلك المعارض بدون أي مضايقات من مدعي الصحوة وهذا ما كنا ندعو إليه.

فنحن الآن كشعب سعودي أسعد شعب يتنفس الحرية الطبيعية التي يبحث عنها أي إنسان في الدنيا، ونشكر القيادة الرشيدة التي تقود حركة التغيير من خلال الرؤية الواضحة 2030، وما صاحبها من كسر لبعض القيود التي كنا نعتقد أنها لن تكسر إلا بالتدريج الذي قد يستمر لسنوات.

محمد مكي

نشر في عكاظ السعودية