الحوثيون يروجون لوهم السلام لتدارك انتكاستهم العسكرية

الانقلابيون يعربون للمبعوث الاممي عن نيتهم تحقيق السلام مع فرض شروط تعجيزية في نفس الوقت ما يبين عدم صدق نواياهم.
الحوثيون يظهرون موقفا متصلبا ويضعون شروطا تحول دون تحقيق الحل السياسي
المبعوث الأممي يقوم بجهود كبيرة لتجنب معركة الحديدة

صنعاء – غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الثلاثاء، العاصمة صنعاء، عقب زيارة استمرت 4 أيام، عقد خلالها لقاءات مع الحوثيين ومسؤولين من حزب "المؤتمر الشعبي العام".

ووصل غريفيث صنعاء، السبت الماضي، لعرض "خطة لإحياء عملية السلام" من المقرر أن يقدمها لمجلس الأمن الدولي، يوم 18 يونيو/ حزيران الجاري، بعد أن عكف على تجهيزها لمدة شهرين.

وفي تصريح هاتفي قال مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي، إنّ "المبعوث الأممي غادر البلاد متّجها نحو العاصمة الأردنية عمّان". والتقى غريفيث في صنعاء الاثنين مهدي المشاط، رئيس "المجلس السياسي"، السلطة العليا في التمرد الحوثي.

ونقلت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للمتمردين عن المشاط قوله "مثلما أن أيدينا على الزناد في خندق الدفاع عن وطننا وسيادته وأمنه ووحدته واستقلاله، فإننا أيضا نمدّ أيدينا للسلام متى توفرت الجدية لدى الأطراف الأخرى".

ودعا المشاط الامم المتحدة الى القيام بدورها في "التخفيف من الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان وإعطاء الأولوية لرفع الحصار عن مطار صنعاء والموانئ اليمنية وإيقاف العدوان".

 وتضاعفت الجهود التي تبذلها الامم المتحدة في اليمن لتجنب اندلاع معركة في ميناء الحديدة (غرب) الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون، مع تقدم القوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية والامارات نحو الميناء.

هزائم عسكرية للانقلابيين
هزائم عسكرية للانقلابيين

وأعرب غريفيث في ختام زيارته عن قلقه من الهجوم على مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الاحمر على بعد 230 كلم من صنعاء والتي تعتبر نقطة حيوية للمساعدات الانسانية التي تصل عبر مينائها.

في نيويورك، قال المتحدث باسم المنظمة الاممية ستيفان دوجاريك إن زيارة غريفيث الى صنعاء تهدف الى البحث في الوضع في محيط ميناء الحديدة، إضافة الى سبل استئناف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. ومن المقرر ان يرفع غريفيث الى مجلس الامن الدولي في 18 حزيران/يونيو تقريرا عن جهوده السلمية.

موقف متصلّب

وبحسب مصادر سياسية يمنية، فإن الحوثيين "طرحوا حزمة شروط على المبعوث الاممي" مقابل الانسحاب من مدينة الحديدة، بينها دفع رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وإعادة فتح مطار صنعاء والسماح بحركة الطيران التجاري، ووقف الغارات الجوية للتحالف ورفع الحصار عن الموانئ اليمنية.

ومن الشروط الاخرى التي تم تحديدها تقديم اعتذار عن مقتل صالح الصماد، أعلى مسؤول سياسي لدى المتمردين، في غارة في نيسان/ابريل في محافظة الحديدة.

وقال مسؤول حكومي يمني كبير في الرياض "أظهر الحوثيون موقفا متصلبا ووضعوا شروطا تحول دون نجاح مساعي الحل السياسي".

وبحسب المسؤول، فإن "مساعي المبعوث الاممي لإقناع الحوثيين بتجنيب الحديدة معركة عسكرية والانسحاب منها دون قتال وتسليم الميناء لوضعه تحت اشراف الامم المتحدة فشلت حتى الان، نتيجة الشروط".

ومنذ سنوات، يشهد اليمن نزاعا بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

ويعتبر ميناء مدينة الحديدة المدخل الرئيسي للمساعدات المتجهة الى المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين في البلد الفقير. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.

تقدم القوات اليمنية يربك الحوثيين
تقدم القوات اليمنية يربك الحوثيين

وكانت الامارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف، جمعت في بداية 2018 ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن عملية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.

وأعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية مساء الاثنين عن تقدم جديد للقوات الموالية للحكومة نحو مدينة الحديدة حيث باتت على بعد تسعة كيلومترات، مشيرا الى ان هذه القوات تنهي استعداداتها قبل "تحرير" المدينة.

ويتحكم التحالف بأجواء اليمن وبحركة موانئه، ويمنع حركة الطيران في مطار صنعاء ويسمح فقط لطائرات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية بأن تهبط فيه.

ودعا غريفيث مجددا الثلاثاء الى فتح المطار، قائلا "أطالب جميع الاطراف بالعمل على فتح المطار أمام الرحلات التجارية".

على جبهة أخرى، أعلن التحالف الثلاثاء أن قوات الدفاع الجوي السعودية اعترضت صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون اليمنيون على مدينة ينبع في غرب المملكة.

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية ان "الصاروخ كان باتجاه مدينة ينبع وأطلق بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان"، و"تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراضه وتدميره دون أن ينتج عن ذلك أية إصابات". ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر كثّف الحوثيون إطلاق الصواريخ البالستية على السعودية.

وادى النزاع منذ التدخل السعودي في اليمن الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا بجروح في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.