نهاية الدولة الاسلامية لا تزال بعيدة في وثائقي بالبندقية

'أيسس تومورو. ذي لوست سولز أوف موصل' يؤكد أن فكر التنظيم المتشدد يحضر بقوة في المدينة العراقية، ويعتبر ان العالم يعرض نفسه لتبعات خطيرة عبر إحجامه عن المشاركة في إعادة إعمارها.
أنصار التنظيم المتطرف يصممون على الانتقام

البندقية (إيطاليا) – يحذر وثائقي صادم عرض خلال مهرجان البندقية السينمائي من عودة نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق حيث لا تزال أدواته الدعائية قوية وخطرة.
وقد عقد المخرجان الإيطاليان لهذا الوثائقي على مدى 18 شهرا لقاءات مع مقاتلين سابقين في التنظيم وعائلاتهم في إطار هذا الفيلم الذي يحمل عنوان "أيسس تومورو. ذي لوست سولز أوف موصل".
وأظهر هذا العمل الميداني للمخرجين الإيطاليين بين أنقاض الموصل ثاني كبرى مدن العراق، أن فكر التنظيم المتشدد لا يزال حاضرا بقوة في المدينة.
حتى أن هذا الحضور تعزز إذ إن من تبقى من مؤيدي ومناصري التنظيم مصممون على الانتقام خصوصا منهم أبناء المقاتلين الذين يتشربون عقيدته منذ الصغر.
وتقول أرملة أحد مقاتلي التنظيم في أحد المقاطع في هذا الوثائقي الذي قُدم في عرض أول في البندقية "اليوم لكم، الغد لنا".
كذلك يؤكد فتية صغار تعرض بعضهم لإصابات بالغة جراء غارات من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، استعدادهم للقتال حتى الموت في سبيل التنظيم.

 'تنظيم الدولة الإسلامية سيعود على الأرجح بمستويات غير مسبوقة من الشراسة والعنف'

وأوضح أليسيو رومنزي الذي بدأ التصوير في الموصل مع زميلته فرانشيسكا مانوتشي في عز المعارك "هم مقتنعون بأن الهزيمة العسكرية والجغرافية لا تعني شيئا".
وأضاف المخرج "سنواجه المشكلة عينها أيضا وأيضا حتى لو تغيّر الاسم لأنها لا تزال موجودة".
وأشار رومنزي إلى أن قلة من المقاتلين السابقين في التنظيم تخلوا عن ولائهم هذا، لافتا إلى صعوبة فهم حجم الدعم الذي لا يزال يحظى به التنظيم للمراقبين من الخارج.
ويظهر الفيلم أيضا ظروف الاعتقال السيئة لقدامى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وأيضا الوضع الصعب لعائلاتهم الذين تُركوا لمصيرهم في المدينة المدمرة.

الموصل
حياة صعبة

وحذرت فرانشيسكا مانوتشي من ناحيتها من أن العالم يعرض نفسه لتبعات خطيرة عبر إحجامه عن المشاركة في إعادة إعمار الموصل بما في ذلك مساعدة السكان جميعا.
وقالت إن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيعود على الأرجح "بمستويات غير مسبوقة من الشراسة والعنف. النهاية لا تزال بعيدة".

'العالم لا يبذل الجهود الكافية للتصدي للدعاية السياسية لتنظيم الدولة الإسلامية'

وأشارت المخرجة الإيطالية إلى أن الإدارة الأميركية "أنفقت 14 مليون دولار يوميا في الحرب على الإرهاب غير أن المجتمع الدولي رفض خلال المؤتمر الذي استضافته قطر أخيرا لإعادة إعمار الموصل تقديم المساعدة بحجة أن مسؤولية إعادة إعمار البلاد لا تقع على عاتقه".
ولفتت المخرجة الإيطالية المشاركة في تنفيذ هذا الفيلم الوثائقي إلى أن الوضع في الموصل شبيه بما كانت عليه أحوال أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، بفارق خطة مارشال التي أعيد بموجبها إعمار القارة الأوروبية بعد الانتصار على النازية.
كذلك، رأت أن العالم لا يبذل الجهود الكافية للتصدي للدعاية السياسية لتنظيم الدولة الإسلامية".