
هجوم بالصواريخ قرب المطار في البصرة الغاضبة
البصرة (العراق) – ذكرت مصادر أمنية عراقية السبت ان ثلاثة صواريخ سقطت قرب مطار البصرة التي تشهد احتجاجات على الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة السياسية في البلاد، حيث اقتحم محتجون القنصلية الإيرانية الجمعة واضرموا النار فيها بينما احتجز آخرون موظفين رهينتين في منشأة نفطية قريبة لفترة وجيزة.
وأعيد فتح ميناء أم قصر العراقي فجر السبت واستؤنفت كل العمليات بعد مغادرة المحتجين مدخل الميناء وذلك حسبما قال موظفون بالميناء ومصادر حكومية.
وكانت كل العمليات قد توقفت في الميناء منذ يوم الخميس بعد أن أغلق محتجون مدخله. ويستقبل ميناء أم قصر الذي يقع على بعد 60 كيلومترا جنوبي البصرة شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر التي تغذي بلدا يعتمد إلى حد كبير على المواد الغذائية المستوردة.
وقال مسؤول في مطار البصرة إن العمليات لم تشهد أي تعطيل، وإقلاع وهبوط الطائرات مستمر كالمعتاد. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار، ولم يعرف بعد من نفذ الهجوم.
وبعد خمسة أيام من المظاهرات الدامية في البصرة التي شهدت نهب وإحراق مبان حكومية، اقتحم المحتجون مقر القنصلية ونهبوه وهتفوا بشعارات تندد بما يعتبره كثيرون تأثير إيران على الشؤون السياسية في العراق. وقالت مصادر أمنية إن القنصلية كانت خاوية عندما اقتحمها المتظاهرون.
وذكرت وزارة الخارجية العراقية إن اقتحام القنصلية ليس له علاقة بمطالب المحتجين وأبدت أسفها العميق بشأن ذلك. وقال أحمد محجوب المتحدث باسم الوزارة إن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر غير مقبول ويلحق الضرر بمصالح العراق.
إيران تطالب بإنزال أشد العقوبات بحق الضالعين في الاعتداء
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ندد "بالاعتداء الهمجي" علي القنصلية الايرانية، مذكرا "بالمسؤولية الحساسة للحكومة العراقية في حماية الاماكن الدبلوماسية، ومطالبا بإنزال أشد العقوبات بحق الضالعين في الاعتداء".
وتم استدعاء السفير العراقي في طهران إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه بهذا الاحتجاج. ولحكومات أجنبية كثيرة قنصليات في المدينة من بينها الولايات المتحدة وروسيا.
وأدانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان العنف ضد الدبلوماسيين ودعت "كل الأطراف بما في ذلك قوات الأمن والمحتجين إلى تعزيز حق الاحتجاج السلمي وحماية الدبلوماسيين ومنشآتهم". وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة دخلت مجموعة من المحتجين منشأة لمعالجة المياه تابعة لحقل غرب القرنة2 النفطي الذي تديره شركة لوك أويل الروسية على بعد 65 كيلومترا شمال غربي المدينة.
وقال مصدر في لوك أويل ومصدر في شرطة الطاقة بالبصرة إن المحتجين احتجزوا موظفين عراقيين اثنين رهينتين لمدة ساعة تقريبا قبل ترك المنشأة بسلام. وقال مدير في الحقل النفطي إن الإنتاج لم يتعطل.
وقال المصدر في لوك أويل إن الحقل ينتج ما بين 390 ألفا و400 ألف برميل يوميا من الخام وإن تعطل العمل لثلاثة أيام سيكون كافيا لإغلاق الحقل بالكامل.
وتصاعدت الاحتجاجات منذ يوم الاثنين في البصرة التي يقطنها نحو مليوني شخص. ويشكو المحتجون من انهيار البنية التحتية مما تركهم بدون كهرباء أو مياه شرب نظيفة في حرارة الصيف.

ومنذ ذلك الحين قُتل 12 متظاهرا على الأقل معظمهم في اشتباكات مع قوات الأمن.
وقالت مصادر في أجهزة الصحة والأمن المحلية إن محتجين اثنين توفيا متأثرين بإصابتهما بالرصاص كما أصيب 39 آخرون. وفرضت السلطات حظر التجول قبل فترة وجيزة من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي ولكن مازال متظاهرون يستهدفون مبنى تابعا لقوات الحشد الشعبي العراقية التي تضم في الأغلب فصائل شيعية مدعومة من إيران.
واجتمع المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي الجمعة وقال إنه يتابع تحقيقا في سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات. وتحت ضغط لتخصيص مزيد من التمويل لإصلاح الخدمات العامة في البصرة، قال العبادي إنه سيتم صرف الأموال التي جرى تخصيصها سابقا.
وفشل الساسة العراقيون حتى الآن في الاتفاق على حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في مايو/أيار. واجتمع البرلمان الجديد أخيرا يوم الاثنين للمرة الأولى لكنه أخفق في الاتفاق على رئيس له ناهيك عن تسمية رئيس الوزراء الجديد.
وجاء اقتحام القنصلية الإيرانية بعد ساعات من دعوة المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني إلى إصلاح الوضع السياسي في بغداد ووقف العنف ضد المتظاهرين. وأنحى السيستاني باللوم في الاضطرابات على الزعماء السياسيين وقال إن الحكومة الجديدة لا ينبغي أن تشكل "وفق نفس الأسس والمعايير التي اعتُمدت في تشكيل الحكومات السابقة". ووقعت احتجاجات أصغر أيضا الجمعة في مدن أخرى بينها كربلاء وبغداد.