أمن إسرائيل عنوانا لخطة السلام الأميركية

مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط يكشف أن جانبا من خطة السلام التي تعدها الادارة الأميركية تركز بشكل كبير على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، نافيا أن تكون الخطة المرتقبة منذ أشهر تقوم على فكرة إقامة كونفدرالية بين الفلسطينيين والأردن.

خطة ترامب للسلام تشكل انحيازا لإسرائيل
ترامب يطمح لتحقيق أصعب انجاز دبلوماسي قبل نهاية ولايته الرئاسية
الفلسطينيون يرفضون رفضا قاطعا خطة ترامب للسلام

القدس  المحتلة - قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن خطة السلام التي تعدها إدارة الرئيس دونالد ترامب ستركز "بشكل كبير" على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل.

وأضاف غرينبلات في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية نشرتها اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة تريد أن تكون منصفة تجاه الفلسطينيين.

وتقول إدارة ترامب إنها تعمل على إعداد مبادرة جديدة لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتحقيق طموح ترامب بإنجاز ما وصفها بأنها أصعب الاتفاقات الدبلوماسية.

ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة في 14 مايو/ايار الماضي.

وأعلن عباس في أكثر من مناسبة، رفضه لخطة السلام الأميركية المرتقبة المعروفة باسم صفقة القرن، التي يقول إنها تسقط القدس واللاجئين وتبقي المستوطنات الإسرائيلية وتعطي إسرائيل هيمنة أمنية.

ونفى غرينبلات أن تكون الخطة المرتقبة منذ أشهر تقوم على فكرة إقامة كونفدرالية بين الفلسطينيين والأردن.

وقال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأم المتحدة في نيويورك "لا نفكر في نموذج الكونفدرالية".

وأضاف أن "الخطة ستحتوي على حل لكافة القضايا المركزية بما فيها قضية اللاجئين، والمشاغل الأمنية لإسرائيل"، موضحا "ستركز بشكل كبير على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل".

وتابع "لكننا نريد أيضا أن نكون منصفين تجاه الفلسطينيين. بذلنا جهدا للحصول على توازن جيد. وكل فريق سيجد في الخطة أشياء لا يحبذها".

وتسربت عبر وسائل إعلام إسرائيلية ودولية عناصر متفرقة غير مؤكدة من هذه المبادرة، التي تسمى إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وقال ترامب في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، إن الخطة يمكن أن تعرض خلال "شهرين أو ثلاثة أو أربعة".

وعبر للمرة الأولى، لكن دون تعهد، عن تفضيله لحل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية)، قبل أن يتراجع عن ذلك باعلانه لاحقا أن لن يعارض أيضا حل الدولة ثنائية القومية إذا رغب طرفا الصراع في ذلك.

وقال ترامب أثناء إجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن "حلمه" هو حل النزاع سلميا بعد أن فشل في ذلك العديد من الرؤساء الذين سبقوه.

وفيما قال إنه يتوقع أن تقدم إسرائيل تنازلات في التسوية النهائية للنزاع المستمر منذ عقود، اعتبر الفلسطينيون أن سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط تدمر الآمال في السلام.

ويعمل غاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره البارز في البيت الأبيض، منذ أكثر من عام على وضع خطة سلام، إلا أنه لم يصدر أي مؤشر إلى التاريخ الذي يتوقع أن يقدم فيه خطته.

وفي إشارة إلى الجدول الزمني لعرض الخطة قال ترامب "أستطيع أن أقول خلال الشهرين أو الثلاثة أو الأربعة المقبلة".

ولأول مرة قال ترامب صراحة أنه يدعم الحل على أساس إقامة دولتين والذي سيؤدي إلى فلسطين مستقلة، مضيفا "أعتقد أن هذا هو الحل الأنجع، هذا ما أشعر به".

وقال "أعتقد بحق أن شيئا ما سيحدث. إنه حلمي بأن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى".

وانتخب ترامب لمدة أربع سنوات تنتهي في يناير/كانون الثاني 2021، فيما يتعرض الرئيس الأميركي المعروف بمواقفه المتقلبة لضغوط داخلية شديدة على خلفية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية وقرارات يرفضها شقّ من فريقه الحكومي وفي ظل حركة مقاومة داخل طاقمه تستهدف عزله.

وعملية السلام متوقفة فعليا منذ قطع الفلسطينيون الاتصالات مع إدارة ترامب العام الماضي احتجاجا على قراره الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.