'آبار الكربون' عاجزة عن لجم الاحترار المناخي

الدول الأوروبية مطالبة بحماية غاباتها من ارتفاع حرارة الأرض، وإجراءات جديدة بغية امتصاص ثمانية مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول العام 2100.

باريس – أظهرت دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" أن الدول الأوروبية لا يمكنها أن تعتمد بشكل كبير على غاباتها للجم الاحترار المناخي، بل على العكس ينبغي ان تحمي أحراجها من ارتفاع حرارة الأرض.
وكانت الالتزامات التي قدمها الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاق باريس للمناخ خلال مؤتمر الطراف الحادي والعشرين في 2015، تضمنت بجزء منها الاعتماد على الغابات التي تعتبر "آبار كربون" قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو.
ودرس الباحثون استراتيجيات مختلفة لإدارة الغابات في أوروبا ومنها تحسين تخزين ثاني أكسيد الكربون أو عكس كمية أكبر من الضوء.

تكييف الغابات مع المناخ المتوقع في المستقبل لتؤدي مهمتها في مجال البيئة والاقتصاد والصحة

وقال غيوم ماري عالم المناخ في جامعة باريس-ساكلي "كميات الكربون المحتجزة في الاشجار على مدى 90 عاما أقل على ما يبدو من كمية الكربون التي انبعثت في الجو في أكثر السيناريوهات ترجيحا (مع استمرار الاحترار على وتيرته الحالية)".
وفي إجراءات جديدة بغية امتصاص ثمانية مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول العام 2100 ينبغي على المخروطيات وهي أفضل أنواع الأشجار القادرة على امتصاص الكربون في هذه المنطقة من العالم، أن تحل مكان الأشجار العريضة الأوراق على مساحة توازي مساحة إسبانيا. إلا أن لون أوراقها الاغمق قد يلغي هذه المكاسب ويساهم في الاحترار على ما أوضح الباحثون.
وقال غيوم ماري "ثمة خطأ رائج مفاده أن حجز ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى تدني في حرارة الأرض. هذا صحيح إذا غيرنا الخصائص البصرية والكيميائية والفيزيائية للأرض. لكن من خلال تفضيل المخروطيات على الأشجار العريضة الأوراق نغير لون الأوراق".
والتزم الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاق باريس خفض انبعاثاته من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بنسبة 40% على الأقل مقارنة بمستوياته في العام 1990 ، بحلول العام 2030، معتمدا على الغابات لتحقيق ربع هذا العهد.
إلا ان الاتحاد الاوروبي الذي تمتد الغابات فيه على مساحة 182 مليون هكتار(42% من مساحته) يشهد تراجعا في أحراجه بسبب الجفاف والعواصف والحشرات الغازية والبشر.
وأوصت الدراسة الحكومات بتركيز جهودها على حماية هذه الانظمة البيئية و"تكييف الغابات مع مناخ المتوقع في المستقبل" لتؤدي مهمتها في مجال البيئة والاقتصاد والصحة.