محمد الصفار: كن جميلاً تكن سعيداً

الكتاب يلامس العقل والقلب معاً، وينقل القارئ إلى عالم واسع من المفاهيم المتكاملة والحلول العملية.
تأسيس وتأطير السعادة بأبعاد شاملة لمقومات الحياة
سعادة الإنسان غاية سامية لا بد أن نسعى جميعاً لها

الكويت ـ قليلة هي الكتب التي تلامس العقل والقلب معاً، والتي تنقل القارئ إلى عالم واسع من المفاهيم المتكاملة والحلول العملية. وأقل منها هي الكتب التي يعكف كاتبها لمدة تسع سنوات في البحث والتجربة والكتابة، من أجل صياغتها بطريقة سلسة ومبسطة لما تحمله من رسائل قوية ومفاهيم عميقة، إلا أن كتاب "كن جميلاً تكن سعيداً" لمؤلفه محمد الصفار، جاء ليجمع تلك المزايا والصفات، بصورة أدبية متميزة.
ومن هذا المنطلق، أقام المشرفون على موقع 7Dhappy.com مساء الأربعاء 17/10/2018 تنظيم حفل توقيع الكتاب في قاعة سوب بوكس بمجمع البروميناد وذلك بحضور نخبة من الأدباء والكُتاب والمثقفين والمفكرين.
يتسم موضوع السعادة بأهمية حقيقية تمس كل فرد من أفراد العالم، ولا شك أن وقع تزاحم الانشغالات اليومية وازديد الضغوط التي ولدتها مقومات الحياة العصرية قد ألقت بظلالها على مستوى ما يشعر به الناس من سعادة. فهناك قلق لدى الكثيرين حول العالم، مما إذا كانت السعادة هي مجرد وهم خيالي، حيث يشتكي الكثيرون من غيابها في حياتهم. لذا ظهرت في الآونة الأخيرة كتب كثيرة تتناول الموضوع من زوايا مختلفة، وإن كانت في الغالب تأتي كمقالات أو مقولات (معادة التدوير)، أو تأتي بعناوين تسويقية رنانة كأسرار السعادة أو مفاتيح السعادة، والتي لا ترقَ لتطلعات الكثيرين من القراء.
وهو الأمر الذي حدا بدار شفق للنشر والتوزيع لإصدار هذا الكتاب المنهجي الهادف لتأسيس وتأطير السعادة بأبعاد شاملة لمقومات الحياة، وقد جاء تحت عنوان "كن جميلاً تكن سعيداً" لمحمد الصفار. ويعتبر هذا الكتاب بحسب رأي المختصين، بمثابة نقلة نوعية للكتاب العربي من جهة، وفتحاً جديداً في العلوم السلوكية من ناحية أخرى.

من الكتب التي لا يمكن أن يخرج منها القارئ "الحقيقي" كما دخلها أول مرة، وقد وضعت كلمة الحقيقي بين فارزتين لأني أقصد به ذلك القارئ الجاد المتفكر الذي لا يمر على الكلمات والسطور بعينيه أو بقليل من وعيه وتركيزه

وعن موضوع الكتاب، يقول مؤلف الكتاب: "إن سعادة الإنسان هي غاية سامية لا بد أن نسعى جميعاً لها، فسعادة الأفراد والمجتمعات هي ما تجلب السلام بين الشعوب، إلا أن السعادة ليست شعورا مستقلا، بل ترتبط بالصفات التي يحملها الإنسان في إطار المنظومة المتكاملة"، ويضرب الصفار مثالاً على ذلك بالقول: "لا يمكن أن نشعر بالسعادة الحقيقية ما لم تتوفر عوامل القوة وصفة الشجاعة، ولا يمكن كذلك أن تتحقق السعادة على حساب الظلم والتعدي على الآخرين، فالسعادة تقوم على قاعدة جوهرية، هي الجمال".
وعن السبب وراء التوجه نحو السعادة عوضاً عن الكتابة في الإدارة والقيادة حسب تخصصه، يقول الصفار: "إن المدير الناجح هو القادر على تشخيص الفجوات والعقبات، ليقوم بعد ذلك بوضع استراتيجية لتذليلها وإيجاد الحلول من أجلها. وقد رأيت من خلال ممارستي للاستشارات والتدريب على مستوى العالم خلال العقد المنصرم، أن الكثير ممن ألتقيهم يواجهون قدراً كبيراً من الإحباط والضغوط التي تفقدهم الدافع للعمل. ولذا، فكان من واجبي أن أضع لهم الحلول وذلك عبر تطوير نموذج الأبعاد السبعة للسعادة، والتي أقدمها للقارئ من خلال هذا الكتاب".
ويضيف الصفار: "إن الإدارات في المؤسسات العالمية، تتجه حالياً نحو التركيز على مفاهيم السعادة والعافية المؤسسية والتي تلامس الاحتياجات المباشرة للموظفين ولذويهم، لأنه قد بات واضحاً للجميع، أن من يفقد سعادته سيفقد الدافعية للعمل والإنجاز، فضلاً عن الرغبة في التطور".
وعن الكتاب يقول المربي والفنان المسرحي ومعلم الأحياء عصام الكاظمي: "هذا الكتاب هو مرجع متكامل يعالج الموضوع الأكثر أهمية في حياة كل امرأة ورجل ألا وهو السعادة، وقد وفق المستشار محمد الصفار في بلورة نموذج عملي للموضوع هو (الأبعاد السبعة للسعادة). وبالرغم من عمق ودسامة مادته العلمية والفكرية إلا أن صياغته لها جاءت بشكل سلس ومريح للنفس ومطعّم بالقصص الجميلة ذات العبر والمعاني الراقية، ومدعّم بالرسوم والجداول التوضيحية المتميزة. وبلا أدنى شك فإن تطبيق هذا المنهج سيغير حياة أي إنسان ويرفعها إلى مستويات عليا من البهجة والرضا لتحقيق السعادة المنشودة".

كما يقول المختص في مجال السعادة والعافية المجتمعية، د. ساجد العبدلي: "جاء الكتاب ليلامس صلب تخصصي واهتمامي وليضيف لي من المعرفة قدرًا كبيرًا وليفتح لي أبواب جديدة للنظر والتأمل في هذا الموضوع. إن كتاب كن جميلاً.. تكن سعيداً، بالإضافة لكونه من الكتب العربية القليلة في هذا المجال، فإنه يتناول الموضوع بمنهجية غير مسبوقة، ورؤية مختلفة انفرد بها الكاتب".
وعن القيمة المعرفية للكتاب، يضيف د. ساجد: "هذا الكتاب نتاج عمل بحثي جاد، لذلك سيجده القارئ وقد أتى محملا بكم كبير من المعرفة التي ستحثه على النظر عبر زوايا مختلفة وغير مطروقة نحو الموضوع، لكنه في ذات الوقت، سيجده ينساب بلغة سلسة غير ثقيلة بل مريحة للنفس".
وعن المستهدفين من هذا الكتاب يقول العبدلي: " كتاب كن جميلا.. تكن سعيدا، من الكتب التي لا يمكن أن يخرج منها القارئ "الحقيقي" كما دخلها أول مرة، وقد وضعت كلمة الحقيقي بين فارزتين لأني أقصد به ذلك القارئ الجاد المتفكر الذي لا يمر على الكلمات والسطور بعينيه أو بقليل من وعيه وتركيزه، وإنما ذاك الذي يعيش النص بكامل طاقته الفكرية والنفسية، وصولا إلى استجلاء كافة المعاني والدلالات القريبة والبعيدة".